1/3/2008
واصلت قوات الاحتلال تصعيد عدوانها، وأبدت مزيداً من التحلل من قواعد القانون الدولي الإنساني التي تحظر استهداف المدنيين ومنازلهم وممتلكاتهم والأعيان المدنية الأخرى، وتلزم دولة الاحتلال بتسهيل مهام الطواقم الطبية وعمليات إخلاء الجرحى والمرضى. وحسب أعمال المراقبة المتواصلة التي يقوم بها مركز الميزان لحقوق الإنسان فقد قتلت قوات الاحتلال مساء أمس وفجر اليوم (32) فلسطينياً، من بينهم (8) أطفال، وبلغ عدد السكان المحليين المدنيين (13) شخصاً ممن قتلوا داخل منازلهم أو في محيطها، فيما جرح حوالي (120) شخصاً، استقبلتهم مستشفيات كمال عدوان والعودة في شمال غزة والشفاء في مدينة غزة. وبذلك يرتفع عدد القتلى الذين سقطوا على أيدي قوات الاحتلال إلى (61) قتيلاً منذ صباح الأربعاء الموافق 27/02/2008، وعدد من قتلوا خلال العام الجاري 2008 إلى (182) فلسطينياً.
ويأتي هذا التصعيد الكبير وأعمال القتل المنظمة، وسط أزمة حادة تعصف بالمستشفيات الفلسطينية، ولا سيما مستشفى كمال عدوان الحكومي في بيت لاهيا، ومستشفى العودة التابع للجان العمل الصحي في تل الزعتر. وتعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، ولكن الخطير هو شروع مخزونها من السولار اللازم لتشغيل محركات توليد الطاقة الكهربائية، حيث لم يتبقى لدى مستشفى كمال عدوان سوى (3000 لتراً) من السولار لا تكفي المشفى لأكثر من ثلاثة أيام، كما تشهد المستشفيات نقصاً حاداً في القماش الذي يستخدم أكفاناً للموتى.
كما يتزايد النقص الحاد في مادة البنزين وهو الوقود المستخدم لتشغيل سيارات الإسعاف التابعة لوزارة الصحة الفلسطينية والتي تشهد توقفاً جزئياً لأكثر من ثلث سياراتها .
وكانت الأحداث بدأت بأعمال القصف الجوي الذي تواصله الطائرات الإسرائيلية، حيث أطلقت صاروخاً على بيارة مسعود، الكائنة على شارع السكة شرقي بلدة جباليا، عند حوالي الساعة 23:10 من ليل الجمعة الموافق 29/02/2008، وقتلت إياد عبد الكريم الأشرم، (26 عاماً).
وعند حوالي الساعة 00:05 من فجر اليوم السبت الموافق 01/03/2008، تجمعت أعداد كبيرة من الآليات العسكرية الإسرائيلية وتوغلت قوات الاحتلال تحت جنح الظلام بالعشرات من آلياتها وأفراد قواتها الخاصة من المنطقة الشرقية لبلدة جباليا مقابل عزبة عبد ربه، وسيطرت على محيط جبل الكاشف وبذلك أصبحت مناطق واسعة تحت نيران أسلحتها الرشاشة كالمنطقة السكنية من عزبة عبد ربه وشارع المحكمة وشارع مسعود ومحيط الإدارة المدنية على طريق صلاح الدين. وكانت الطائرات الحربية تواصل أعمال القصف، وعندما حاولت سيارات الإسعاف الفلسطينية الوصول إلى أماكن القصف فتحت الطائرات المروحية نيران رشاشاتها تجاهها ما حال دون وصولها إلى الجرحى الذين بقوا ينزفون في مناطقهم، دون أن تقدم لهم الإسعافات الأمر الذي ساهم في وفاة كثير من الجرحى الذين بقوا ينزفون دون إسعاف.
والجدير ذكره أن من بين القتلى الذين تحقق المركز من أنهم قتلوا داخل منازلهم كلاً من: الأطفال جاكلين محمد أبو شباك، (17 عاماً)، وشقيقها إياد محمد أبو شباك، (14 عاماً)، محمود بسام عبيد، (16 عاماً)، سماح زيدان عسلية، (16 عاماً) ومحمد هاني المبحوح (17 عاماً)، بالإضافة إلى الطفل عبد الله عبد الكريم أبو شعيرة، (16 عاماً)، الذي قتل وهو يشاهد المواجهات ولا تزال جثتي طفلين مجهولة الهوية. وحمزة محمد الجمل، (40 عاماً)، وبسام محمد عبيد، (45 عاماً) قتل هو وابنه، حسن رشاد صافي، (25 عاماً)، سناء زيدان عسلية، (22 عاماً) وهي شقيقة الطفلة القتيلة الواردة أعلاه، محمود فرج عسلية، (21 عاماً) وغادة العبد صالح، (25 عاماً)، التي جرح شقيقها الطفل الذي لم يتجاوز الأيام الستة من عمره.
مركز الميزان لحقوق الإنسان يعبر عن استنكاره الشديد لأعمال القتل المتصاعدة التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة، ولاسيما قصف المنازل السكنية والمنشآت واستهداف الطواقم الطبية وطواقم شركة الكهرباء خلال عملهم، ومنعها من نقل وإخلاء الجرحى والمرضى واستهداف الأطفال، ومواصلة عمليات الاغتيال والتصفية الجسدية وتجاهلها لقاعدة التناسب والتمييز، والمركز يؤكد على أن هذه الممارسات تشكل انتهاكات جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني وترقى لمستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
مركز الميزان إذ يطالب بالعمل الفوري لرفع الحصار المفروض على قطاع غزة، والذي يمس بحياة السكان ويهدد بوقف عمل المستشفيات، في ظل أعمال القتل المتصاعدة، فإنه يجدد تحذيره المجتمع الدولي من مغبة الاستمرار في صمته تجاه هذه الجرائم الأمر الذي شجع ولم يزل قوات الاحتلال على تصعيد جرائمها .
ويطالب مركز الميزان المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف جرائم الحرب الإسرائيلية وتوفير الحماية الدولية للمدنيين في الأراضي الفلسطينية كجزء من واجبها القانوني والأخلاقي تجاه السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعمل الفوري على وقف تصعيد قوات الاحتلال لجرائمها والتي تترافق مع استمرارها في محاصرة المدنيين في قطاع غزة ومساسها بحاجاتهم الإنسانية الملحة.
انتهى