1/3/2008
الساعة: 21:00
تتفاقم الأزمة الإنسانية في شمال غزة، وسط ارتفاع متصاعد في أعداد القتلى، وقوات الاحتلال ترتكب جرائم حرب بالغة الوضوح بعد أن قصفت منزلاً سكنياً وقتلت ثلاثة من سكانه بما فيهم سيدة مسنة، واستهدفت سيارة إسعاف كانت في طريقها لإخلاء طفلة جريحة. وحسب أعمال المراقبة التي يواصلها مركز الميزان لحقوق الإنسان فقد بلغ عدد القتلى منذ فجر اليوم (45) قتيلاً من بينهم (11) طفلاً من بينهم (3 إناث)، ومن بين القتلى (4 سيدات). وبذلك يرتفع عدد القتلى منذ صباح الأربعاء إلى (77) قتيلاً، من بينهم (19) طفلاً. من بينهم اثنين من أفراد الشرطة إثر قصف سيارتهم في خانيونس.
وفي تصعيد خطير للعدوان قصفت قوات الاحتلال، قصفت الطائرات الإسرائيلية ثلاثة صواريخ، عند حوالي الساعة 17:30 من مساء السبت الموافق 1/3/2008، منزل المواطن خالد عطا الله البالغ من العمر 32 عام، والكائن في شارع النفق جنوب شرق حي الشيخ رضوان ما أدى إلى تدمير المنزل بشكل كبير، وأدى القصف إلى مقتل كل من: خالد عبد الرحمن عطا الله، (32 عاماً) وشقيقه إبراهيم عبد الرحمن عطا الله، (35 عاماً)، ووالدتهما سعاد رجب عطا الله، (60 عاماً)، كما أصيب في الحادث تسعة مواطنين من داخل المنزل وخارجه.
كما تكرر استهداف قوات الاحتلال للطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، وفي حادث بالغ الخطورة استهدفت قوات الاحتلال عند حوالي الساعة 18:30 من مساء السبت الموافق 1/3/2008، سيارة إسعاف كان يقودها السائق مصطفى خليل الصيداوي وتقل المسعفين محمد نصار ومحمد النيرب، وكانت تمر في شارع عزبة عبد ربه وكانت متوجهة لإخلاء الطفلة الجريحة نرمين رائد علي أبو سيف، (17 عاماً). يذكر أن محاولات مضنية للتنسيق لدخول سيارة الإسعاف وبعد أن سمحت قوات الاحتلال بمرورها استهدفتها بالقصف الذي أدى لانفجار إحدى عجلات السيارة وإصابة بدنها بعدة رصاصات، الأمر الذي حال دون وصولها للطفلة الجريحة، التي توفيت وهي تنزف. وتفاقمت الأزمة الإنسانية وازدادت قسوتها بمرور الوقت بالنسبة اعشرات الآلاف من الفلسطينيين من سكان شمال غزة، ولا سيما المناطق التي أصبحت خاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية المباشرة كمناطق القرم والزاوية وعزبة عبد ربه وزمو ومحيط جبل الكاشف (سكنة الجمول) التي يحاصر سكانها، وسط انقطاع متواصل للتيار الكهربائي ولمياه الشرب. ويمنع السكان من الحركة لدرجة عدم تمكنهم من إسعاف بعض الجرحى الذين لا زالوا ينزفون في الطرقات، وفقاً لمعلومات من السكان المحليين. كما تعاني مناطق من مخيم جباليا من انقطاع مستمر في مياه الشرب جراء وقوع الآبار التي تغذيها في المناطق التي تتواجد فيها قوات الاحتلال.
وبمرور الوقت يزداد الشلل الذي يصيب حركة الإسعافات التابعة لوزارة الصحة الفلسطينية، جراء نقص البنزين، فيما يتهدد نقص السولار اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية بوقف عمل المستشفيات ولاسيما مستشفيي كمال عدوان والعودة في شمال غزة.
مركز الميزان لحقوق الإنسان يعبر عن استنكاره الشديد للعدوان الإسرائيلي المتصاعد على قطاع غزة، ولاسيما قصف المناطق السكنية واستهداف الطواقم الطبية ومنعها من نقل وإخلاء الجرحى والمرضى، واستهداف الأطفال، ومواصلة عمليات الاغتيال والتصفية الجسدية. ويرى المركز في سلوك قوات الاحتلال تجاهلاً فاضحاً لمبادئ القانون الدولي، سيما التناسب والتمييز والضرورة العسكرية، وهي الممارسات تشكل انتهاكات جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني ترقى لمكانة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
ويطالب المركز المجتمع الدولي بالامتثال للواجبات التي يمليها عليه القانون الدولي، سيما اتفاقية جنيف الرابعة، وذلك باتخاذ خطوات عملية فورية وفعالة لوقف هذه الجرائم وتوفير الحماية الدولية للمدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصةً في ظل مواصلة قوات الاحتلال هجماتها، ومواصلة سقوط الضحايا المدنيين، والتي تترافق مع استمرارها في محاصرة المدنيين في قطاع غزة ومساسها بحاجاتهم الإنسانية الملحة.
انتهى