5/3/2008
واصلت قوات الاحتلال تصعيد عدوانها على السكان المدنيين في قطاع غزة، وعلى الرغم من انسحابها صباح الثلاثاء الموافق 04/03/2008، إلا أنها واصلت أعمال القتل من خلال عمليات القصف الجوي كما أن عدداً من الجرحى ممن أصيبوا خلال الاجتياح ووصفت حالاتهم بالخطيرة لقوا حتفهم. وقد توغلت مساء الثلاثاء نفسه في قرية وادي السلقا جنوب شرق دير البلح، ونفذت عملية اغتيال، وقتلت طفلة لم تكمل الشهر الأول من عمرها. وبذلك يرتقع عدد القتلى الذين سقطوا منذ صباح الأربعاء 27/02/2008 إلى (120) قتيلاً من بينهم (72) مدنياً بما فيهم أفراد الشرطة المدنية، ومن بين المدنيين (30) طفلاً، وستة نساء، ومن بين الأطفال (5) إناث.
وحسب التحقيقات الميدانية التي أجراها مركز الميزان لحقوق الإنسان، فقد توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي بخمسة جيبات عسكرية، عند حوالي الساعة 19:45 مساء الثلاثاء الموافق 4/3/2008م، وتعززت لاحقاً بأربع دبابات،انطلاقاً من السياج الفاصل شرق قرية وادي السلقا، الواقعة أقصى جنوب شرق دير البلح في المنطقة الوسطى من قطاع غزة، لمسافة تقدر بحوالي كيلو متر واحد. وحاصرت القوة منزل يوسف سليمان السميري، البالغ من العمر (40 عاما) ويقع منزله بمحاذاة طريق (كسوفيم) من الناحية الشمالية في قرية وادي السلقا. وتصادف أن المواطن خالد فرج حسن أبو عصر، (35 عاماً)، وزوجته نادية خضر أبو عصر، (30 عاماً)، وابنتها أميرة البالغة من العمر (20 يوماً)، كانوا في زيارة لعائلة السميري قادمين من مدينة غزة.
وفور إحكام تلك القوات لحصار منزل السميري وكانت تواصل إطلاق النار بكثافة وسط تحليق مكثف للطائرات المروحية، وأمرت عبر مكبرات الصوت سكان المنزل بالخروج منه. وبالفعل خرج السكان وضيوفهم من المنزل، ما عدا يوسف السميري الذي فر من المكان.
وحسب المقابلات التي أجراها باحثوا المركز مع السكان فقد شرعوا بالخروج من المنزل انصياعاً لأوامر قوات الاحتلال، ورغم أن إضاءة المنزل الخاجية كانت مضاءة والأضواء التي سلطتها تلك القوات عليهم إلا أن تلك القوات واصلت إطلاق النار بحيث أصيبت السيدة نادية خضر أبو عصر، (30 عاماً)، بعيار ناري إخترق ساعدها الأيسر وأصاب إبنتها أميرة، (20 يوماً)، بعيار ناري في الرأس وهي تخطو خاجة من المنزل. كما أسفر إطلاق النار عن إصابة (4) آخرين من سكان المنزل.
وبعد إنسحاب القوة من المكان في حوالي الساعة 22:10 من مساء نفس اليوم، نقل الجرحي إلي مستشفي شهداء الاقصي بدير البلح حيث أعلن عن وفاة الطفلة أميرة ووصفت حالة والدتها بالمتوسطة. وكان ساد اعتقاد بأن المستهدف يوسف السميري قد تمكن من الفرار، ولكن عند حوالي الساعة 12:20 فجر الأربعاء الموافق 5/8/2008م، عثر الجيران علي جثمان يوسف سليمان السميري ملقاةً في العراء علي بعد حوالي 150 متراً فقط من منزله.
وحسب الكشف الظاهري على الجثة فقد تبين أنه السميري أصيب بعيار ناري في الصدر ورأسه متهشمة، حيث نقل الي مستشفي شهداء الاقصي بديرالبلح جثة هامدة. يذكر أن جنود الاحتلال اعتقلوا نجل يوسف السميري الطفل معاذ البالغ من العمر (17)عاما، و خالد فرج أبو عصر البالغ من العمر (35 عاماً)، الي جهة غير معلومة حيت تم إطلاق سراحهما صباح اليوم الأربعاء.
مركز الميزان لحقوق الإنسان يجدد استنكاره الشديد لعمليات القتل التي تواصلها قوات الاحتلال في قطاع غزة، والتي تشكل انتهاكات جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، فإنه يرى في استمرار إطلاق النار تجاه السكان الذين خرجوا من منزل السميري هو محاولة لإيقاع القتلى والجرحى بين السكان المدنيين بشكل متعمد ودونما ضرورة حربية.
كما أن المعاينة الأولية لجثة السميري تشير إلى إمكانية أن تكون تلك القوات قد أقدمت على قتله بعد أن أصيب وسقط على الأرض، حيث يظهر التهشم الذي تعرضت له رأس السميري إلى أن الآليات قد داسته، وهذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها قوات الاحتلال على دوس رؤؤس أشخاص بعد إصابتهم وشل قدرتهم على تهديدها، حيث سبق وأقدمت قوات الاحتلال على الجريمة نفسها بتاريخ 18/11/2001 بحق عنصرين من أفراد البحرية وهما مدحت أبو دلال ومحمد إبراهيم.
عليه فإن مركز الميزان لحقوق الإنسان يطالب بفتح تحقيق جدي في ملابسات مقتل السميري والطفلة أبو عصر، والعمل على نشر نتائج هذا التحقيق وملاحقة من يشتبه بارتكابهم جريمة حرب.
ومركز الميزان يحذر المجتمع الدولي من إقدام قوات الاحتلال على تصعيد جرائم الحرب التي ترتكبها بحق السكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولاسيما في قطاع غزة، في ظل استمرار التصريحات الإسرائيلية التي تدعو إلى ارتكاب محرقة وإلى إزالة مناطق سكنية بالكامل، ويجدد مطالبته المجتمع الدولي بالقيام بواجبه القانوني والأخلاقي والتحرك العاجل والفاعل، لوقف العدوان الإسرائيلي المتصاعد، وتوفير الحماية الدولية للسكان المدنيين.
انتهى