21/5/2009
تقدمت مجموعة المساعدة القانونية لحقوق الإنسان ، أمس ببلاغ إلي النائب العام تتهم فيه رجال مباحث قسم شرطة إمبابة باحتجاز أسرة مكونة من 3 نساء وطفلة رضيعة عمرها 60 يوما و شابان وابن خالتهما – حدث – جري احتجازه مع عدد من المسجلين داخل غرفة حجز القسم .
وطالبت المجموعة النائب العام بالتحقيق في وقائع الاحتجاز غير القانوني وتعريض المحتجزين للتعذيب البدني والمعنوي وحرمانهم من الطعام لفترات طويلة منذ مساء يوم الأحد 17 مايو الجاري وحتي تدخل محاموا مجموعة المساعدة القانونية ظهر الأربعاء 20 مايو ، إلي جانب تلفيق قضايا جنائية لبعضهم .
ووفقا لشهادات أسرة وجيه فخري عبد الرحمن التي استقبلتها مجموعة المساعدة القانونية ، فقد نشب خلاف بينها وبين عائلة أخري معروفة بممارسة النفوذ وفرض السيطرة ، بسبب قيام شاب يدعي (م . ح ) يوم السبت 16 مايو الجاري بمعاكسة شيماء وجيه فخري عبد الرحمن – حاصلة علي بكالوريوس تجارة بجامعة القاهرة – ، وتدخل ابن خالتها الصبي محمد سيد أحمد – 17 عاما طالب بدبلوم فني صناعي – لإنقاذها ، وتطور الأمر إلي مشاجرة بسيطة انتهت بتدخل المارة وفضها .
وظهر اليوم التالي تدخل ” علي ” شقيق الشاب المعتدى وحضر إلي مكان سكن العائلة مسلحا ، وتبعه شقيقه يحمل سلاحا ناريا ، وحاولا فرض السيطرة علي المكان واستعادة هيبة عائلتهما ، وأطلق (م.ح) أعيرة نارية تسببت شظية إحداها في إصابة شقيقه الذى كان بجواره بإصابة بسيطة بالصدر ، لينقل إلي مستشفي الموظفين ويتوجه بعدها إلي قسم الشرطة ليتهم أحد أبناء عائلة وجيه فخري عبد الرحمن بإصابته .
في المقابل ذهب والد الصبي محمد سيد أحمد إلي نقطة الشرطة طالبا من رجالها التدخل لحمايته والعائلة من جبروت أسرة الشاب المصاب ، إلا أن رجال مباحث القسم بقيادة الضابط وائل الجابري معاون المباحث كانوا أسرع في التحرك إلي المنطقة ، وهناك اعتدوا علي أفراد أسرة وجيه فخري وألقوا القبض علي كل من :
كريم وجيه فخري 24 سنة موظف بشركة أحذية
أحمد وجيه فخري 21 سنة موظف بشركة أحذية
محمد سيد أحمد 17 سنة طالب ثانوي صناعي
ماجدة إمام عبد النعيم 50 سنة والدة كريم وأحمد وجيه
شيماء وجيه فخري 23 سنة بكالوريوس تجارة
رباب عبد الفتاح جابر زوجة كريم وجيه ومعها طفلتها الرضيعة شهد عمرها 60 يوما ، كما أجبروها علي ترك طفلتها الثانية وعمرها عامان لدي الجيران .
جري ترحيل ماجدة إمام عبد النعيم وزوجة ابنها رباب عبد الفتاح وطفلتها شهد ، إلي نقطة شرطة المنيرة الغربية بعد وصلة إكراه نفسي وسب بأقذر الألفاظ علي ألسنة أمناء الشرطة ، وقالت ماجدة أن أمناء الشرطة قاموا بتفتيش منزلها المكون من 4 شقق وتكسير محتوياته والاستيلاء علي مبلغ 9 آلاف جنيه ومشغولات ذهبية وأجهزة موبايل من شقتها وشقة ابنها كريم .
وأضافت ماجدة أن رجال الشرطة أودعوها داخل غرفة مظلمة ومنعوها وزوجة ابنها عن الطعام والشراب أو قضاء الحاجة ، وأكدت رباب عبد الفتاح أنها أكرهت علي الذهاب مع رجال الشرطة كرهينة إلي حين يقوم شقيق زوجها المدعو / محمد وجيه فخري بتسليم نفسه إليهم ويعترف بما يملي عليه من اتهامات ، وأضافت أن رجال الشرطة قاموا بتحطيم أبواب شقق العقار المملوك لهم وقاموا بسبها ، في حين عاملوا التابعين للعائلة الأخري بشكل جيد وأخلوا سبيلهم في نفس الليلة .
وقالت رباب أنها وحماتها وطفلتها الرضيعة قضين ساعات ليلة القبض عليهن داخل نقطة شرطة المنيرة قبل أن يجري ترحيلهن إلي قسم شرطة إمبابة ، وهناك قضين ساعات في طرقة مكتب رئيس المباحث قبل أن ينمن علي بلاط الأرض ، حتي أصيبت طفلتها الرضيعة بالتهاب في العين وسخونة شديدة ، وأكدت أنها شاهدت وقائع تعذيب زوجها وابن خالته الصبي محمد سيد وآخرين علي يد الضابط وائل الجابري معاون مباحث القسم ورجاله ، وأن الضابط كان يغمي أعين ضحاياه قبل تعذيبهم لساعات .
وشهد الصبي محمد سيد أحمد بتعذيبه علي يد الضابط وائل الجابري الذي حرمه من أداء امتحاناته ، وقال أن الضابط ورجاله كانوا يعلقونه كالذبيحة علي غرفة مكتبه ويضربونه مع ابن خالته كريم ، وأن الضابط أمر أحد أمناء الشرطة بإحضار مولد كهربائي يمتد منه سلك ووضعه علي صدره ، إلا أنه لم يستخدمه في تعذيبه بالكهرباء ، واستمر احتجازه مع البالغين داخل حجز القسم رغم أنه ” حدث ” ، فيما تم إيداع كريم أسوأ غرف الاحتجاز داخل قسم شرطة إمابة والتي تسمي ب ” معتقل بطن الجبل ” ، وأكد محمد أن أمناء الشرطة كانوا يترددون يوميا علي غرفة الحجز ويأمرون المحتجزين أن يديروا وجوههم نحو الحائط ، ثم يعتدون عليهم لفترة تصل إلي نصف ساعة ، كما كانوا يحضرون بعضهم – وبينهم محمد – إلي غرفة مكتب الضابط وائل الجابري معاون المباحث ليقوم بالتسلية والتلذذ بضربهم باللكمات وعلي القفا والوجه أو يأمر رجاله بفعل ذلك أمامه .
أما شيماء وجيه فخري ، فقد شهدت بأنها تم احتجازها منذ مساء الأحد 17 مايو بنقطة شرطة المنيرة ، بعد ترحيل أمها وزوجة أخيها ورضيعتها من نقطة الشرطة إلي القسم ، وقالت أن أمناء الشرطة أهانوها بألفاظ نابية مهينة لشرفها وألقوا بها داخل غرفة ضيقة مظلمة وحرموها من الطعام والشراب أو قضاء الحاجة ، وكانوا يخيفونها بتعذيب آخرين أمام عينها ، كما احتجزوا معها 6 شبان آخرين لساعات ، ثم احتجزوا معها داخل نفس الغرفة المظلمة شخصين ملتحين قبل ترحيلهم إلي مكان مجهول ، واستمر احتجازها بنقطة الشرطة وهي تشاهد الكوابيس كل ليلة ، حتي ظهر الأربعاء 20 مايو حين ذهب محاموا مجموعة المساعدة القانونية إلي نقطة الشرطة للسؤال عنها .
وشهدت شيماء أن شابا جري احتجازه وتعذيبه أمامها داخل نقطة الشرطة ، وكان يطلب من أحد أمناء الشرطة إخلاء سبيله حتي يذهب لأداء امتحاناته ، إلا أن أمين الشرطة كان يرد عليه بالقول ” يعني بروح أمك لو امتحنت هاتطلع ضابط ” !! ، كما شهدت واقعة تعذيب فتاة عمرها 16 عاما أحضرها رجال الشرطة إلي النقطة بملابسها الداخلية ، ومعها أخري حضرت بطفلتها الصغيرة وجري تعذيبهن علي خلفية وقوع جريمة قتل ، قبل أن تحضر الشرطة الجاني الحقيقي خلال فترة احتجاز شيماء وتخلي سبيل الآخريات .
وقال الصبي محمد سيد أحمد أن الضابط وائل الجابري أجبره وابن خالته كريم علي خلع ملابسهما عدا ” الشورت ” وأمر بارتدائهما ” الغماية ” وضربهما ، كما أمر بإدخال ابن خالته أحمد وجيه فخري إلي غرفة الحجز دون أن يحرر له أي محضر حتي ساعة كتابة هذا البيان .
وأكد الصبي أن وصلات التعذيب التي نالها وابن خالته كريم كانت تتمثل في التعليق كالذبيحة والضرب والحرمان من الطعام والشراب ، وقال محمد أن الضابط أجبره علي التوقيع علي محضر واقعة المشاجرة مع أبناء العائلة الأخري دون النظر جيدا في الأوراق ، وتم ترحيله إلي النيابة في اليوم التالي لتخلي سبيله ، إلا أن الضابط وائل الجابري أصر علي استمرار احتجازه داخل القسم ليومين تاليين دون سند من القانون ، وأنه شاهد خلالهما واقعة تعذيب شاب طالب أمناء شرطة القسم بالحصول علي طعام .
أما كريم وجيه فخري فقد حرر الضابط وائل الجابري ضده قضيتي اعتداء علي المصاب في المشاجرة بالاشتراك مع شقيقه محمد الذي يطالب الضابط العائلة بتسليمه ، إلي جانب قضية حيازة مخدرات بغرض الإتجار ، وزعم أنه ضبط معه مبلغ 5 آلاف جنيه حصيلة بيع المواد المخدرة ، مع أن الضابط دخل منزله دون سند قانوني أو إذن قضائي ، واستولي رجاله علي مبالغ مالية ومشغولات ذهبية وأجهزة محمول .
وخلال تواجد محمد مرعي محامي مجموعة المساعدة القانونية أمس بديوان قسم شرطة إمبابة ، حاول أحد أمناء الشرطة التحرش به وطرده ومنعه من مباشرة عمله ، وتدخل مأمور القسم علي استحياء لإنهاء الموقف دون اتخاذ أي إجراء ضد أمين الشرطة ، ولم يتم إخلاء سبيل المحتجزين – الأم ماجدة – شيماء – رباب ورضيعتها – الصبي محمد سيد ، إلا بعد إخراج محامي المجموعة خارج مبني القسم ، وظل المأمور مصرا علي الاحتفاظ بالشاب أحمد وجيه فخري كرهينة دون سند قانوني أو توجيه اتهام له ، وهدده ضابط المباحث باستخراج قرار اعتقال للشاب الرهينة ، بينما قال له الضابط وائل الجابري ” أنت محامي صغير وما تحاولش تخسر بتوع المباحث لأن هايبقي لك عندنا مصالح كتير بعد كده ” !! .
وتؤكد مجموعة المساعدة القانونية لحقوق الإنسان أن وقائع انتهاك حرية أبناء ونساء عائلة وجيه فخري عبد الرحمن ، دليل جديد علي استمرار جرائم التعذيب والإكراه البدني والنفسي والاحتجاز غير القانوني واختطاف الرهائن من النساء والأطفال ، كمنهج لا يستطيع ضباط وأفراد الشرطة في مصر التخلي عنه حال التحقيق أو التحري في أي قضايا جنائية ، وإن كانت واقعة مشاجرة بسيطة تطورت إلي ما يزيد عليها بقليل أو كثير .
وتري المجموعة أن عمليات احتجاز الرهائن من النساء والأطفال والصبية والرضع أيضا ، أمر يشير إلي خطورة استمرار غياب النيابة العامة عن أداء دورها في الرقابة علي أقسام الشرطة ومقار الاحتجاز ، التي كثيرا ما شهدت عمليات احتجاز غير قانوني لأطفال مع الكبار البالغين وانتهت إلي مصائب أكبر كهتك العرض أو الاغتصاب والقتل في ظروف غامضة يجري التستر فيها علي الحقائق بتحريات زائفة لضباط المباحث .
ومجموعة المساعدة القانونية إذ تطالب النائب العام بالتحقيق في وقائع الاحتجاز غير القانوني لأبناء ونساء عائلة وجيه فخري عبد الرحمن ، ومسائلة ومعاقبة مرتكبي الجريمة الأمنية المعتادة من تعذيب وإكراه نفسي وتلفيق قضايا ، فإنها تؤكد علي ضرورة سماع شهادات الضحايا بشأن ما يدور داخل أقسام الشرطة ومقار الاحتجاز من انتهاكات نمطية لحقوق المحتجزين والمتهمين أو المترددين عليها لأسباب شتي .