1/6/2009

طالبت مجموعة المساعدة القانونية لحقوق الإنسان في بلاغ قدمته للنائب العام صباح اليوم ، التحقيق في وقائع ما أسمته ب ” الملاحقات الجماعية ” من قبل ضباط وأفراد مباحث مركز شرطة شبين القناطر ، لعدد من عائلات وأهالي قرية نوة التابعة لدائرة المركز، واحتجاز وهتك عرض والتهديد باغتصاب عدد من النساء داخل غرف حجز المركز وعدد من نقاط الشرطة التابعة له وصولا إلي سجن أبو زعبل .

وطالبت المجموعة النائب العام والمحامي العام ورئيس نيابة مركز شبين القناطر ، التحقيق في اتهامات سجلتها شهادات عدد من الضحايا الذين استقبلتهم المجموعة بمقرها أمس ، ضد ضباط مباحث المركز وهم الضباط ” إيهاب جمال – محمد سرحان – جمال الدغيدي – عبد المنعم وهدان – سعيد رمضان ” ، والذين قاموا وعدد من أفراد مباحث المركز بتكرار تنظيم حملات أمنية علي القرية استهدفوا خلالها عائلات بينها عائلة المواطن إبراهيم محمود السيد الطوخي – عامل محارة عاجز وعمره 48 سنة – ، كما لم يسلم عدد من أسر القرية من اعتداءات مباحث المركز علي أفرادها ونسائها خلال الأسابيع الماضية ، بسبب إصرار ضباط المباحث علي تلفيق قضايا حيازة مخدرات لأفراد القرية وفقا لشهاداتهم .

وكانت حملة أمنية بقيادة الضباط سالفي الذكر قد حضرت قبل نحو شهرين إلي القرية ودخلت منزل المواطن ” إبراهيم محمود السيد الطوخي ” بدعوي البحث عن ابنه محمد المحكوم عليه غيابيا بالسجن 15 عاما في قضية حيازة مخدرات قال ذووه أنها ملفقة ، وشهد عدد من أهالي القرية بمحاولة تكرار عمليات تلفيق القضايا مع أبنائهم وبينهم من حصل علي مؤهلات دراسية متفاوتة .

وقال طارق خاطر المحامي – مدير مجموعة المساعدة القانونية لحقوق الإنسان ” لا يفترض في كافة الحملات الأمنية المتكررة علي أماكن يتهم أهلها بالإتجار في المخدرات ، النزاهة أو الشفافية الكاملة في قادتها من ضباط الشرطة والتابعين لهم ، وكثيرا ما يتعاطف الرأي العام مع شهداء الشرطة داخل أوكار المخدرات في محافظة القليوبية ، ويركز الإعلام الحكومي الضوء علي زيارات وزير الداخلية إلي أماكن قتلهم علي أيدي تجار مخدرات حقيقيين ، لكن الوزير لن يفكر كثيرا في مطالبنا له بزيارة قرية نوة والتحقيق في وقائع الملاحقات الأمنية الجماعية لأهلها ، بحثا عن تجار مخدرات مزيفين يجري بهم ( تلفيق وتقفيل ) قضايا جنائية ” .

ويضيف خاطر ” خطورة المشهد داخل قرية نوة لا تتوقف عند عمليات القبض العشوائي علي المواطنين والاحتجاز غير القانوني للنساء ، بل تمتد في مفارقات جديدة لا ترصدها أعين الحقوقيين والرأي العام ، إلي تداعيات اجتماعية علي النساء الضحايا وأسرهن ، فقد سقطن بين مطرقة زبانية التعذيب من ضباط الشرطة ، وسندان أزواجهن الذين يهربون من ( عار ) اعتقال النساء بتطليقهن وتشريد أطفالهن ، ولا عزاء لمجلس حقوق المرأة وجهود السيدة الأولي لحمايتها ” .

واعتقلت الحملة الأمنية الآنسة ” نجلاء إبراهيم محمود ” 30 سنة لمدة 14 يوما وظلت محبوسة داخل غرفة حجز مركز شبين القناطر دون سند قانوني أو توجيه اتهام رسمي لها ، وبعد 48 ساعة فقط من اعتقالها ألقي ضباط وأفراد المباحث القبض علي أختها ” حنان ” وأختها ” إيمان ” وأمهمن الحاجة ” اسمهان ” ، وفي كل مداهمة أمنية لمنزل العائلة كان ضباط وأفراد المباحث يحطمون أثاث شقق الأبناء والبنات المتزوجين داخل بيت العائلة ، ويستولون أحيانا علي أي أموال يجدونها داخلها .

وتسبب اعتقال ” نجلاء ” مدة 37 يوما دون سند من القانون في قيام زوجها بتطليقها حتي يبتعد عن المشاكل وتهديدات ضباط المباحث المتكررة له ، لترعي مطلقته 3 أطفال أكبرهم طفلة معاقة ذهنيا عمرها 9 سنوات ، أما شقيقتها ” إيمان ” المتزوجة أيضا فكانت ساعة اعتقالها مع شقيقتها حنان التي كانت ترعاها بعد أن أتمت أسبوعا توا علي ولادة ابنتها ” ملك عيد عبد المنعم علاء الدين ” ، لكن فرحة العائلة بمولودتها لم تكتمل ، حيث توفي عبد المنعم علاء الدين – جد الرضيعة – بعد هجوم الشرطة علي منزله واعتقال النساء .

أما الابن الآخر ” محمود ” ويعمل نجار موبيليا ومتزوج ويعول طفلة عمرها عام ونصف العام ويعول العائلة بأكملها ماديا ، فأغلق ورشته وغاب عن بيته بعد أن توعده الضابطان جمال الدغيدي وإيهاب جمال بأنه ” سيلحق بأخيه في قضية مخدرات مشابهة أو في القبر بعد قتلهما”، وفقا لشهادة والده ل ” المساعدة القانونية “.

ومن بين الضحايا ” نجلاء إبراهيم الطوخي ” وجاء في شهادتها أنها قضت 14 يوما في حجز مركز شرطة شبين القناطر ، حرمت في أغلب الفترات من الطعام كما لاقت سوء المعاملة وانتهاك حرمتها ..

تقول نجلاء : ” كان الضابط إيهاب يقول لي ” لو لم تقومين بالإرشاد عن أخيك فسوف أخلع عنك ملابسك كاملة ، ولما كنت أقول له أنا بنت بنوت ولا يصح في الفلاحين أن يقال عني ذلك فكان يرد: لا يهمني بروح أمك بنت بنوت ولا غيره ، أنتي هنا هايطلع … أمك ومش هاتشوفي غير الذل ” ، وأضاف مهددا ” هاعمل محضر لأخوكي وأنتي تكوني شاهدة عليه ، وإلا لن ترينه ثانية ، وأقسم بالله أني هاقتله بالرصاص وأجيب لك جثته ” .

حينما حضرت قوة الشرطة إلي منزل العائلة قامت باقتحام شقة الابن محمود وعروسه نجوي عادل رشاد ، التي اضطرت إلي الجري بطفلتها ” منة – عمرها عام ” ، وقام أفراد القوة بتحطيم كل شيء – والكلام علي لسان نجلاء – حتي الأوراق الشخصية للأسرة وملابس أفرادها ، وبعدها بساعات حضر محامي مجموعة المساعدة القانونية إلي المنزل بعد تلقي شكوانا ، إلا أن الشرطة حضرت ثانية عقب خروجه لتؤدبنا علي الاستعانة به ، وقام رجال المركز بتحطيم المزيد من الأثاث لكسر أعيننا أمام الأهالي وقالوا لنا ” أبقوا خلوا الشكاوي للنيابة أو بتوع حقوق الإنسان تنفعكم ” .

ما جري لنجلاء داخل محبسها نختصره في كلامها : ” كل يوم كنت استدعي إلي مكاتب الضابط لأسمع كلاما قذرا يمس شرفي وسمعة شقيقي ، ثم تبدأ عمليات الاعتداء علي جسدي من قبل أمناء ومساعدي الشرطة ، وأخيرا قالوا لي أنهم سيخرجونني من محبسي فقط لأحضر شقيقي ، وأطلقوا سراحي فجرا في الزراعات ربما ليلتهمني أي وحش آدمي . بعدها بيوم واحد حضروا مجددا إلي البيت واعتقلوا أمي الحاجة أسمهان محمد أحمد ، وشقيقتاي حنان وإيمان إبراهيم الطوخي “.

تقول الحاجة أسمهان 48 عاما : ” أخذوني عصرا من عند أخت زوجي ومعي ابنتاي ، وأركبونا السيارة ، إيمان كانت لسه والدة منذ أيام وحماها مات بسبب الاقتحام الأمني للبيت . أنزلوا إيمان عند نقطة شرطة نوة وأمروها بالعودة لمنزلها ، وهناك طلقها زوجها لأنه لا يرغب في استمرار البهدلة بسبب شقيقها المتهم في قضية “.

وتستكمل الحاجة أسمهان : ” أخذوني إلي نقطة شرطة كفر طحا واستمر وجودي هناك من العصر حتي الصباح ، وقام الضابط إيهاب بنزع ملابسي عني وجذبني من ثديي وتحرش بي دون أن يراعي حرمة جسدي ، وقام عبد المنعم وهدان وسعيد رمضان بتشمير ملابسهم وبدأوا في الاعتداء علي جسدي بالضغط علي الصدر وأماكن حساسة أخري ، واستمرت حفلة التعذيب من العصر إلي 11 مساء ، ثم أخذوني في سيارة ميكروباص إلي مركز شرطة شبين القناطر ، وداخل الحجز قضيت 12 يوما بلا طعام أحيانا ، وبعدها أخذوني في سيارة تويوتا إلي سجن أبو زعبل وقضيت هناك 36 يوما انتهت يوم الأربعاء الماضي ” .

وقالت الابنة حنان : ” أخذوني إلي نقطة شرطة طحا لوحدي وضربني 4 ضباط وكانوا يسبونني بألفاظ قذرة ويهددونني باغتصابي علي أيدي المخبرين لأعترف علي شقيقي ، وكانوا قد حطموا كل شيء في بيتي وأخذوا فلوس زوجي وأموال جمعية كنت أجمعها قيمتها 6 آلاف جنيه أستولي عليها المخبرون ، بعد أن هددوني باعتقال زوجي أيضا ، وهو نجار مسلح وسبق لنفس الضباط قبل 7 أشهر تلفيق قضية حيازة مخدرات لشقيقه المقاول هشام بيومي حسن ، وصدر ضده حكم بالسجن 6 سنوات في مارس الماضي ” .

وتستكمل حنان : ” قضيت في نقطة الشرطة الوقت من العصر إلي فجر اليوم التالي وكنت قد تركت أطفالي الثلاثة المنزل ، وقالوا لي أنهم سيحضرون أكفانهم إلي في محبسي ، ثم أخذوني في سيارة للقيام بجولة للبحث عن شقيقي محمد ، وكان إيهاب بيه يقول للمخبرين وأمناء الشرطة داخل السيارة ” خش عليها يا واد أنت وهو وأقفش في أي حتة تعجبك في جسمها ” .

بعدها نقلوني إلي مركز شرطة شبين وأغلقوا أبواب غرفة الثلاجة وقضيت فيها 12 يوما ، كنت كل يوم أتلقي السباب والضرب ، ثم حولوني إلي سجن أبو زعبل لأقضي مع أمي 36 يوما هناك ، خلالها مرضت كثيرا بسبب حرماني من الطعام والثياب النظيفة ، وكانوا يخفوننا في أيام الزيارات أو التفتيش حتي لا يعرف أحد بوجودنا ، وبعد كل هذه الأيام أخرجوني وأمي فجرا من السجن في سيارة ميكروباص حملتنا إلي موقف سيارات أبو زعبل وهربت ، لنستقل بعدها سيارة تنقلنا إلي منزلنا في نوة بشبين القناطر ” .

كانت مجموعة المساعدة القانونية قد تلقت شكوي عائلة الطوخي من إبراهيم محمود السيد الطوخي يوم الأحد 25 مايو 2009 ، وذهب محامو المجموعة إلي منزل العائلة وتأكدوا من اعتقال أفرادها ونسائها وتحطيم أثاث منازل الأبناء كاملا ، وأبلغت المجموعة النائب العام ورئيس نيابة شبين القناطر التي فتحت تحقيقا في وقائع ” الإتلاف والتكسير ” ، دون التعرض لأقوال المحامين حول اعتقال النساء ، لتضطر المجموعة إلي اللجوء للمحامي العام في مواجهة تباطؤ النيابة الجزئية ، وخرجت الأم وابنتها حنان من محبسيهما بعد تدخله .

وأصبحت العائلة الآن خارج منازلها بقرية نوة ، ومباحث المركز تهدد كل من يعود إلي منزله بالاعتقال ، كما يكرر ضباط المباحث تهديداتهم لأفراد العائلة باعتقال ابنهم الهارب محمد أو العودة إليهم بجثته بعد قتله خارج القانون ، وهو ما شهد عليه عدد من جيران العائلة وأهالي القرية ” .

وليد رزق محمد عبد السلام – 28 عاما صاحب صالون حلاقة بالقرية – يقول ” تعرضت للاضطهاد من قبل الشرطة ، حيث يعمل أخوتي تجارا وصناعا في مهن مختلفة ويصر رجال الشرطة علي أنهم تجار مخدرات . ومنذ نحو شهر اعتقلني الضباط جمال الدغيدي ، إيهاب جمال ، محمد سرحان ، سعيد رمضان وعبد المنعم وهدان ، وقاموا بتعذيبي بسبب شقيقي رضا ، وعلقوني في السقف حتي كدت أفقد روحي ، وكان محمد سرحان يهددني بمحو أسرتي ومنزلها من علي وجه الأرض ، وكان المخبرون يتكاتلون علي لتعذيبي ، وكانوا يهددونني باعتقال نساء بيتي “.

ويضيف وليد ” بعد أسبوع .. ويوم خروجي من محبسي فوجئت بالضباط يدخلون نقطة شرطة نوة ومعهم والدتي سنية محمد حلمي 58 عاما ربة منزل ، وشقيقتي هناء رزق محمد 25 سنة متزوجة ( تم تطليقها منذ 3 أيام بعد شعور زوجها بالعار عقب اعتقالها ) ، ونعيمة رزق محمد 30 سنة متزوجة وتعول 5 أطفال ، وشقيقي محمد رزق محمد 22 عاما سائق أخلي سبيله من قبل النيابة وتحتجزه الشرطة منذ أكثر من شهر دون مبرر ولا أحد يعرف مصيره أو مكانه حتي الآن ” .

تقول الحاجة سنية : ” قضيت في مركز الشرطة 5 أيام تم خلالها ضربي وتعذيبي حتي أعترف بمتاجرة ابني في المخدرات ، وكان الضباط يتوعدونني بالتسبب في تطليق بناتي من أزواجهن ، بعد أن قاموا بتحطيم شقة ابني رضا التي تحمل أثاثا يسدد ثمنه بالتقسيط حتي الآن ، واضطرت زوجته إلي أن تطفش بأطفالها الثلاثة وأكبرهم 9 سنوات من البيت ، وبعد 5 أيام أخلوا سبيلي وابنتاي هناء ونعيمة ، ثم عادوا بعد 20 يوما إلي شقة هناء وكسروا بابها واعتقلوها أمام الأهالي دون مبرر حتي خرجت من محبسها يوم الأربعاء الماضي “.

وعن فترة احتجازها غير القانوني تقول هناء : ” ظللت داخل غرفة الثلاجة بحجز نقطة شرطة نوة ومساحتها متر × متر وكانت مظلمة ، كان أحد المخبرين يرد علي طلبي بدخول الحمام لقضاء حاجتي بقوله ( أسكتي يا ….. أنتي فاكرة نفسك في فندق 5 نجوم ، أعمليها علي نفسك وبكرة تتعودي علي كده ). واستمر وجودي في نقطة الشرطة حتي العاشرة مساء حين حضرت سيارة ميكروباص بها رجال شرطة وداخلها أماني ناجح عبد العزيز ابنة جارتي نجاة محمد علي 55 عاما ربة منزل ” !! .

تقول الحاجة نجاة : ” أخذوني من الغيط بعد أن وزعت محصول الفاكهة علي التجار ، وكسروا 3 أيواب حديد في بيتي علشان كانوا عاوزين يعتقلوا ابني – دبلوم سياحة وفنادق – ، وأخوه طالب الحقوق ، وبعدها ضربوا العمال اللي جبتهم يصلحوا الأبواب . بعدها تركت البيت بعد أن كسروا الشقق وحطموا محتوياتها وما يملكه ابني الحاصل علي بكالوريوس تجارة وجهاز الكمبيوتر الخاص به ، وهرب أبنائي من البيت بسبب إصرار الشرطة علي تلفيق قضايا مخدرات لابني وعمره 19 عاما .

وتستكمل نجاة ” اعتقلوا ابنتي أماني وهي أرملة تعول أطفالها الأربعة أكبرهم 13 عاما وأصغرهم رضيع عمره عام واحد ، وداخل المركز طلب الضابط إيهاب والضابط محمد سرحان من المخبرين اغتصابها وتعذيبها ، وظلت 20 يوما بصحبة هناء رزق داخل الحبس ، وكسروا ذراعها وقاموا بضربها بجلدة سوداء تشبه السير أو الكرباج يستخدمها الأمن كثيرا” .

وتؤكد هناء رفيقة الحبس غير القانوني مع أماني : ” كنا نهدد يوميا بالاغتصاب ويجري تعذيبنا ، ويؤكدون لنا أن أخواتنا الذين فشلوا في تلفيق قضايا مخدرات لهم ، سوف يجدون أنفسهم متهمين في قضايا قتل ، أو أنهم سيقتلون علي يد الضباط ، وكانت جلدات الضباط والمخبرين علي أجسادنا أكبر من قوة تحملنا ، وكنا نبيت علي البلاط ونسب بأقذر الألفاظ ونقف علي أرجلنا بالساعات ، وبعد أن شاهد زوجي آثار التعذيب علي جسدي قام بتطليقي وقال لأمي

” بنتك ما تلزمنيش ” .

النساء اللاتي حرمن من استقرارهن علي خلفية الملاحقات الأمنية لهن وتسبب جبروت ضباط مباحث مركز شبين القناطر في تطليقهن ، أصبحن مجرد خادمات لرجال الشرطة خلال فترة احتجازهن غير القانوني … حسب كلام هناء وجاء فيه :

” كانوا يستدعوننا كل يوم في الفجر ونحن نيام ، وأجبرونا علي غسل حمامات الحبس حتي أنني أصبت بحالات قيء مرارا ، وذات مرة أغمي علي فأخذ الضابط محمد سرحان الجلدة وقام بضربي معتقدا أنني كنت أمثل عليهم ، كما فتشني ذاتيا في غرفة الحجز بحثا عن جهاز موبايل ادعي أنه في حيازتي ، وكان يجبرني علي مسح وتنظيف مكتبه ومكاتب بقية الضباط . وقام الضابط جمال الدغيدي بضرب أحد المخبرين حينما أحضر عودا من البخور إلي غرفة احتجازنا ليخفف حدة رائحتها القذرة عنا ، وقال الضابط للمخبر ” احنا هانشتغل …. لولاد ال …. دول ولا إيه !! ” ، وكانت سيدة اسمها ” مشيرة ” من قرية الجعافرة محبوسة معنا ، وكانت مصابة بالسكر وتحتاج كثيرا إلي دخول الحمام ، وكانوا يمنعونها رغم كبر سنها – 40 عاما أو أكثر – ” .

ويقول سمير مصطفي محمد عبد الرحمن – 40 عاما – مبيض محارة بالقرية : ” أخذوني إلي نقطة الشرطة لأني كنت أصلح المنازل المحطمة ، وهددوني بتلفيق قضايا مخدرات ، وكانوا يصفونني ب ” القواد ” لأني كنت أحاول حماية جيراني ونسائهم من جبروت الشرطة التي ظلت صامتة علي عمليات سرقة منازل الأهالي بالقرية بسبب بقائها بلا أبواب أو سكان ” .

أما الحاجة نجاة محمد علي فأكدت في شهادتها : ” قتلوا الأغنام والطيور بعد أن منعوا الطعام عنها ، وأضطررت إلي عرض أرضي وبيتي للبيع بسبب ضباط الشرطة الذين أذاقونا من الاضطهاد ما يشبه أفعال اليهود “.

وتؤكد هناء : ” أنا وأماني بكينا من شدة وقبح ألفاظ الضابط جمال الدغيدي وسخرية زملائه الضباط منا لحظة خروجنا من مكتبه ، وكان يقول لنا ( بص شكلها مرعوبة إزاي ؟؟ هاتعمل ميه علي نفسها وخايفة علي جسمها مننا ) ، وأصبنا بالرعب والكوابيس من كثرة ما رأينا من الشرطة المتجبرة ” .

ويختتم وليد متأثرا : ” سمعة محل الحلاقة بتاعي بقت زفت بعد أن حضروا وأخذوا بطاقات الزبائن وأصبحت بلا عمل ، وأنا متزوج ولي طفلة وأثاث منزلي الجديد جري تحطيمه علي أيديهم ، أما شقيقي محمد الذي أخلي سبيله من النيابة لا يعرف أحد مصيره ” .

وإذ تكرر مجموعة المساعدة القانونية طلباتها للنائب العام والمحامي العام بالتحقيق في وقائع تعذيب وهتك أعراض أهالي نوة وإتلاف منازلهم والاحتجاز غير القانوني للنساء ، تكرر إدانتها لعمليات الإخلاء القسري لمنازل القرية من سكانها الذين تؤكد شهاداتهم لمجموعة المساعدة القانونية ، استمرارهم خارجها بسبب ملاحقات ضباط مباحث مركز شبين القناطر لهم وإصرارهم علي تلفيق قضايا لهم .

كما تطالب المجموعة وزير الداخلية والنائب العام الكشف عن مكان وأسباب احتجاز المواطن محمد رزق محمد عبد السلام ، والتحقيق في أسباب احتجازه وعرضه علي الطب الشرعي للتأكد من سلامته البدنية والنفسية وعدم تعريضه لأي نوع من التعذيب أو الإكراه ، كما تطالب الوزير والنائب العام بتمكين الأهالي ضحايا ضباط وأفراد مباحث مركز شبين القناطر من العودة لمنازلهم المبتعدين عنها جبرا .