16/11/2007
(بحث ميداني قام نشطاء الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد) بجولة ميدانية في المخيمات الفلسطينية في لبنان والمناطق اللبنانية المحاذية للمخيمات بأخذ أراء الأطفال والشباب بعد التصريحات التي هزت الشارعين اللبناني والفلسطيني التي أطلقها السيد أحمد جبريل “الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة)” عقب إطلالته على شاشة تلفزيون نيو تي في .

مقدمة : من نحن
نحن مواطنون عاديون نؤمن إيماناً عميقاً بقضية حقوق الإنسان والسعي لتحقيق العدالة والمساواة، ويربو أعضائنا الناشطين الذين يكرسون جهودهم للعمل في الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفي عدة دول حول العالم، فمنَّا محامون وصحافيون وأساتذة خبراء مختصون بقضايا حقوق الإنسان والقانون الدولي ومنهم من يؤمنوا بحرية الكلمة والمساواة بين الناس، من مختلف الجنسيات والخلفيات. وكثيراً ما نضم جهودنا إلى جهود جماعات حقوق الإنسان في دول أخرى دعماً لأهدافنا المشتركة. وهناك دائرة متنامية من المتطوعين الذين يدعمون جهودنا.

ولأننا جمعية تعنى بحقوق الإنسان ولا نتدخل بالشؤون السياسية لأي جهة كانت نريد أن ننقل أراء وبواعث قلق الأطفال والشباب حول تصريحين ذكرهم السيد جبريل بمقابلته على تلفزيون نيو تي في ، مما تسبب بردة فعل كبيرة بتصريحات سلبية على الشارعين اللبناني والفلسطيني وهم :

1. أن المدعو “شاكر العبسي” زعيم ماتسمى “فتح الإسلام” موجود في إحدى مخيمات الجنوب.
2. أن مئة فلسطيني تم تهريبهم من العراق إلى لبنان وتوزعوا بمخيمات برج البراجنة وشاتيلا.

رأينا في هذه التصريحات الخطيرة:
إننا نستغرب هذه التصريحات التي جاءت في وقت غير مناسب لأن الوضع السياسي في لبنان يمر بظروف معقدة ولا علاقة للاجئين الفلسطينيين في لبنان بها لأنها تدخل سافر في الشؤون السياسية اللبنانية وقد تعكس سلبياتها على اللاجئ الفلسطيني في لبنان لأن الفلسطينيين في لبنان هم ضيوف على هذه الأرض لحين عودتهم لديارهم التي هجروا منها قسراً كما نصت القرارات الدولية.كما أن الفلسطيني ليس مرتزق لكي يتم استثماره من بلد إلى بلد ويجب أن نتعلم من أخطاء مخيم نهر البارد الذي أخذ رهينة بيد مجموعات خارجه عن القانون والأعراف وتسببت بتشريد مخيم بكاملة ماعدا الخسائر البشرية للأبرياء من الجيش اللبناني والمدنيين الفلسطينيين من بينهم نساء وأطفال .

كما أن التصريح الذي أطلقه السيد جبريل حول وجود المدعو “شاكر العبسي” في مخيمات إحدى مخيمات الجنوب قد سبب حملة استهجان واستنكار كبيرة على مستوى السياسيين الفلسطينيين وليس فقط السياسيين بل حتى الشباب الفلسطيني واللبناني أيضاً .

جولة مخيم برج البراجنة:
في جولتنا في مخيم برج البراجنة كانت هناك أراء عديدة لهذه التصريحات الغريبة عن الشارع الفلسطيني وأهمها كان الطفل “م . ر” الذي يبلغ من العمر 14 سنة قال لنا ( يريدوننا أن نموت يريدون قتلنا لمصالحهم الشخصية ، من حقنا أن نعيش وأن نقول كفى – كفى – كفى ارحمونا ).

الطفلة “ص.ش” التي تبلغ من العمر 15 سنة قالت لنا ( إرحمو من في الأرض يرحمكم من في السماء واتركونا نعيش بحرية وأمان لأننا قد مللنا الحروب ومللنا من التشرد نريد العودة لوطننا فلسطين).

• الآراء كثيرة في مخيم برج البراجنة حيث الأطفال والشباب يعيشون في حالة من الخوف نتيجة تردد اسم مخيمهم على وسائل الإعلام ، ولكن في جولتنا لم نلمح أي من المعلومات التي وردت بتصريحات السيد جبريل وتصريحات بعض السياسيين الفلسطينيين في لبنان، فكان الوجود المسلح طبيعي لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية ولبعض قوى التحالف ولكن لم نشاهد هناك أي مجموعات جديدة كما تداولت على وسائل الإعلام فأهل مخيم برج البراجنة وأهالي كل المخيمات الفلسطينية في لبنان شاهدوا ماحدث في مخيم نهر البارد ولن يسمحوا بتكراره في أي مخيم أخر .

جولة مخيم عين الحلوة :
في جولتنا في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين الواقع في عاصمة جنوب لبنان صيدا كان هناك موجة غضب من هذه التصريحات و أراء كثيرة فلسطينية ولبنانية عبر عنها أطفال وشباب وسياسيين وغيرهم فمنهم من أعتبرها عنصرية ومنهم من اعتبرها خطاب فتنه ومنهم من اعتبرها سابقة خطيرة تمس بالسلم الأهلي الفلسطيني اللبناني، على صعيد السياسيين في لقاء الصحفيين قال العميد منير المقدح قائد منطقة صيدا لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية ( إن تصريحات جبريل لا صحة لها ولن نسمح لأحد أن يقحم أهلنا ومخيماتنا في التجاذبات اللبنانية. و كان رد بعض القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة على تصريح أن المدعو “شاكر العبسي” موجود في مخيمات الجنوب بالتالي (إن هذا الكلام غير صحيح وإنه مستنكر ويجب أن لايؤخذ بعين الاعتبار كونه لا يعبر إلا عن رأي شخصي للسيد جبريل). وعبر بعض الشباب عن رأيهم بالعديد من العبارات المستنكرة لهذا التصريح ومنها الشاب الفلسطيني ” إ. م” الذي يبلغ من العمر 22 سنة حيث قال ( لادخل لنا في هذا الصراع الإيراني الأمريكي في لبنان نحن ضيوف هنا ويجب أن نكون محترمين كي يتم احترامنا) كما كان هناك أراء عديدة للشباب اللبناني المقيمين في المناطق المحاذية لمخيم عين الحلوة ومنها الشاب “ع.ج” الذي يبلغ من العمر 25 سنة حيث قال(إننا هنا في صيدا إخوة لبنانيين وفلسطينيين فزوج أختي فلسطيني من مخيم عين الحلوة ووالدتي فلسطينية من مخيم المية ومية يعني أننا متعايشين حتى في الدم ولن نقبل بأي تصريح يخرب على وحدتنا وعلاقتنا الأخوية المتينة في صيدا.

• كما ذكرنا أهم الآراء في مخيم عين الحلوة ونحن نعلم والكل يعلم بوجود العديد من التيارات والتنظيمات المتعددة الارتباطات في هذا المخيم ولكن الأغلبية التي قابلناها كانت تستنكر هذه التصريحات ويطالبوا المسؤولين بالكف عنها والعمل على مساعدة اللاجئ الفلسطيني لينال حقوقه ويعيش بسلام .

جولة مخيم الرشيدية: كانت مميزة جدا حيث أجمع الجميع من الشباب والأطفال والسياسيين على رفض هذا التصريحات ومنهم من طالب السيد جبريل بأنهم لا يريدون أن يتذكروا مشاهد الضحايا الأبرياء الذين سقطوا من أبناء الشعبين اللبناني و الفلسطيني أيام الحروب الأهلية التي جرت سابقاً في لبنان حيث ذهب ضحيتها الآلاف الأبرياء من الفلسطينيين واللبنانيين وقالوا ليحمل السيد جبريل اسم فلسطين في قلبه وليس اسم دولة أخرى تحاول السيطرة على قرار وحدة الشعب الفلسطيني على حد تعبيرهم .

توصيات الجمعية • إننا في الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد) ننقل لكم الآراء التي جمعناها خلال جولتنا في ثلاث مخيمات فلسطينية في لبنان وضواحيها ونتمنى على السيد جبريل وعلى بعض السياسيين الفلسطينيين واللبنانيين تخفيف حدة الخطاب السياسي تجاه المخيمات ومراعاة أحوال اللاجئين الفلسطينيين والسعي لتحسين أوضاعهم الاجتماعية والمعيشية بدل من التضييق عليهم لا سيما الأطفال والأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم لاجئين ولدوا على الأراضي اللبنانية . • كما نتمنى على الحكومة اللبنانية إيجاد حل لمشكلة الفلسطينيين فاقدي الأوراق الثبوتية الذين يتعرضون يوميا للاعتقال والاحتجاز لأنهم لايحملون أوراق ثبوتية قانونية في لبنان ونناشد الحكومة اللبنانية العمل على إصدار ورقة قانونية تعترف بشخصيتهم القانونية لحين عودتهم لديارهم التي هجروا منها قسراً. • كما نهيب بمواقف قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها في لبنان حيث عبروا في العديد من مواقفهم على عدم تدخلهم في الشأن اللبناني ونهيب بكل من يسعى لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين بتأمين حياة كريمة لهم . الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان(راصد)
قسم الإعلام
http://pal-monitor.org/Portal/modules.php?name=News&file=article&sid=113&mode=&order=0&thold=0