17/9/2006

اسمحوا لنا في البداية أن نعود بالذاكرة للتذكير بصبرا وشاتيلا، ماحدث كان من الفظاعة بحيث يكاد لايصدق : الآف الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين واللبنانيين من سكان مخيمي صبرا وشاتيلا يقتلون في مجزرة وحشية اشمأز لها العالم، وتسببت بأنهيار حكومة مناحيم بيغن الإرهابية، ولكن أيا من المجرمين الذين تولوا إصدار الأوامر أو تنفيذها لم يقدّم للمحاكمة بعد !! .

ذلك اليوم، وفي اليومين التاليين، كان من المؤكد أن هذه المجزرة كانت جزءاً من خطة مدبرة أعدها بأحكام وزير الدفاع الإسرائيلي أنذاك آريئيل شارون ورفائيل اتيان رئيس الاركان الإسرائيلي، ومجموعات من عملائهم، تجمعت افرادها ومعداتها في مطار بيروت الدولي إستعداداً لساعة الهجوم، وما أن أطبقت العتمة على المخيم ومحيطه حتى بدأت المذبحة البشعة التي ذهب ضحيتها مايقارب 3000 الآف من الضحايا بين الاطفال والنساء والشيوخ .

صبرا وشاتيلا، أصبحت في نظر الضمير الانساني ذكرى مؤلمة إنتهكت فيها جميع الاعراف والموائيق الدولية التي تضمن للإنسان سلامته وأمنه، حيث لم يكتفوا بالقتل، بل تعدوا إلى التنكيل بالجثث وتشويهها .

إننا في الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان(راصد)، وفي هذه الذكرى المؤلمة نؤكد بأننا سنسعى جاهدين لكشف الغطاء عن المجرمين والمتورطين في المجزرة البشعة حتى يتم تقديمهم للمحكمة الجنائية الدولية، وإن مرتكبي مجازر صبرا وشاتيلا وقانا ومروحين وبيت ريما ، هم نفس الجلاد والمجرم والمجتمع الدولي اليوم يطالب بتشكيل محكمة دولية من أجل محاكمتهم كمجرمي حرب ، ومجرمي ضد الإنسانية ، وهكذا نرى أن إسرائيل مارست في فلسطين ولبنان أفعالاً جنائية منتهكةً قواعد القانون الدولي الإنساني، والشرعة الدولية لحقوق الإنسان،وتندرج هذه الممارسات في إطار جرائم ضد الإنسانية حتى باتت هذه الانتهاكات سمة من سماتها .

وبناءً علية ، فإننا ندعو في هذه الذكرى المؤلمة إلى التالي :

1- ندعو الحكومة اللبنانية للتوقيع على النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية .
2- العمل على تشكيل لجنة قانونية لبنانية – فلسطينية لتوثيق الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني لأعداد ملف قانوني حسب الأصول .
3- العمل على تشكيل محكمة جنايات عربية لملاحقة القتلة والمجرمين الإسرائيليين ومؤيديهم من مخططين ومشاركين ومحرضين ومنفذين .

وإننا على ثقة تامة بأن أنصار الحق والحرية والسلام العادل والشامل مطالبين اليوم أكثر من أي وقت مضى بالوقوف صف واحد أمام هذه الجرائم لكبح جماحها حتى يعم الأمن والسلام في المنطقة وهذا سيكون بأستمرار ملاحقة المجرمين وحلفائهم كي يمثلوا أمام المحاكم الدولية لينالوا عقابهم العادل على جرائمهم بحق الإنسانية زجراً وردعاً لكل من تسول له نفسه في استخدام القوة لأرتكاب جرائم ضد الإنسانية .

الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان(راصد)/ قسم الاعلام