26/10/2006

السادة الكرام المشاركين معنا في هذا المؤتمر . تحية طيبة وبعد:

بناء على الحملة التي أطلقناها من مقر بلدية صيدا في 3/أب/2006. واستكمالاً لها دعوناكم اليوم لنعلن عن النص النهائي للحملة العالمية والعريضة الدولية الموقعة من قبل 107 جمعيات وإتحادات ومؤسسات ومنظمات أهلية حقوقية واجتماعية وثقافية. و107 شخصية مدنية تعمل من أجل الدفاع عن حقوق الانسان في شتى أنحاء العالم. وذلك للمطالبة بإدانة حكومة الولايات المتحدة الامريكية وحليفتها”إسرائيل” عن الجرائم التي يقومان بها والتي تستهدف البشر والحجر والشجر في كل من فلسطين والعراق ولبنان .

( كما أن هذه الحملة هي الجزء الأهم من التقرير الذي سيصدر قريباً بخصوص الحرب في لبنان وانتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة التي حصلت في الحرب من جميع الأطراف المحلية والدولية ) .

أ – في فلسطين .

قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ “إنتفاضة الاقصى” حتى الأن بقتل أكثر من 1193طفل وطفلة (دون ال18من العمر)، وشردت أكثر من 10الآف عائلة، ودمرت أكثر من 2700منزل، وقامت بإستهداف المنشآت العامة والحكومية وتدمير البنى التحتية بمافيها المؤسسات غير الحكومية، من مدارس، وجامعات، وأندية رياضية، وخزانات مياه الشرب، ناهيك عن تجريف الأراضي وحرق المزروعات وتدمير مزارع الدواجن والماشية. كما أن “إسرائيل” إستهدفت السيارات المدنية، والمحلات التجارية، ومراكز الاتصالات، وسقوط الآلاف من الضحايا بين طفل وشاب وشيخ وإمراة بين قتيل وجريح ومعوق، وعمدت أيضاً لأعتقال وخطف وتعذيب أكثر من 80الف فلسطيني بين رجل وإمراة ومن بينهم عدد لايستهان به من الأطفال. ومارست الاعتقال التعسفي بحق 60شخصية فلسطينية بينهم 8 وزراء و 22 نائباً، ورؤساء بلديات ومخاتير وصحفين وإعلاميين .

ب – في العراق .

قامت قوات الاحتلال الامريكية وعلى مدى ثلاث سنوات ونصف تقريباً، بخرق القوانين والأعراف الدولية بإحتلالها لبلد عضو في الامم المتحدة، وفي مجموعة دول عدم الانحياز، وفي منظمة المؤتمر الاسلامي، وفي جامعة الدول العربية. ونتيجة هذا الإحتلال الظالم للعراق، أرتكبت المجازر البشعة بحق المدنيين الأبرياء بمن فيهم الاطفال والنساء والشيوخ، وحصل ماحصل بحق المعتقلين في سجن أبوغريب، وسجون وزارة الداخلية العراقية، من عمليات الأخفاء القسري، وممارسة القتل والاغتصاب والتطهير العرقي والطائفي والمذهبي، وكافة أشكال التعذيب الوحشي بحق المخطوفين والمعتقلين في أقبية التعذيب، تحت إسم وعنوان “تحقيق الديمقراطية والحرية للشعب العراقي” كما أن القوات الامريكية كانت ومازالت تغض النظر عن المجموعات والمليشيات الارهابية المسلحة التي تغتال وتستهدف الشخصيات العراقية والاعلامية المثقفة والعائلات الرافضة للإحتلال، وتبثّ الفتن الطائفية والمذهبية بين صفوف الشعب العراقي، وتحرض على تقسيم العراق كي تبقى مسيطرة على منابع النفط. كما أن القوات الامريكية ووزارة الداخلية العراقية ساعدت المليشيات الطائفية على أرتكاب جرائم قتل افرادية وجماعية، وتعذيب وحشي وأخفاء قسري، بحق العشرات من أبناء الجالية الفلسطينية في مختلف المدن العراقية .

ج – في لبنان .

وفي حربها على لبنان، التي استمرت مابين شهري تموز وأب 2006، قامت “إسرائيل” بشن هجومها العدواني غير المبرر على الاراضي اللبنانية، مستهدفة كل مايمت إلى لبنان بصله، من سيادة وهيكلية قائمة كدولة، حيث دمرت كل الجسور الصغيرة والكبيرة، وقطعت الأوصال بين المدن والقرى والبلدات اللبنانية، واستهدفت أيضاً كل البنى التحتية، ووسائل الاعلام بطاقمها وبنيانها وهوائيات البثّ وسيارات الاسعاف والدفاع المدني، وصولاً إلى إستهدافها بعض القطاعات المدنية والعسكرية للجيش اللبناني، ناهيك عن تدمير البيوت فوق ساكنيها، وتدمير بلدات وقرى ومناطق سكنية بأكملها، وشن حرب نفسية بحق العائلات المدنية بإلقاء المناشير التحريضية لترهيب المدنيين العزل، وقد نتج عن تلك الحرب المدمرة سقوط 1186قتيل ثلثهم من الاطفال. و4058 جريح، وتهجير أكثر من مليون مواطن من منازلهم وقراهم. كما أن “إسرائيل” أرتكبت العديد من المجازر البشعة بحق المدنيين، وقتلت العديد من الأطفال على مرأى ومسمع العالم أجمع وبضوء أخضر مباشر وعلني من الأدارة الأمريكية التي كانت ومازالت تدافع عن “إسرائيل” وتشجعها دائماً وترفض إدانتها.

وقد أستعملت “إسرائيل” العديد من الاسلحة المحظورة والمحرمة دولياً، وقد تسببت بكارثة إنسانية ونكبة حقيقية على دولة مؤسسة للأمم المتحدة ولجامعة الدول العربية، وأيضاً قامت “إسرائيل” منذ سنوات بتجنيد خلايا تجسسية تابعة لأجهزة الاستخبارت الإسرائيلية في لبنان، تهدف لتنفيذ أعمال القتل والأغتيال بحق شخصيات لبنانية وفلسطينية في لبنان، ولتخريب السلم الأهلي والتحريض الطائفي والمذهبي إستكمالاً للمشروع الأمريكي الإسرائيلي الذي بدأ في العراق ليبتلع الدول العربية دولةً دولة بحجة(مكافحة الأرهاب وتحقيق العدالة والديمقراطية والسلام في الشرق الاوسط الجديد) .

  • إن ماقامت به حكومة الولايات المتحدة الامريكية وحليفتها “إسرائيل”، من إبادات جماعية وجرائم قتل وتهجير وتشريد وتعذيب وأخفاء قسري في كل من فلسطين والعراق ولبنان، هي ممارسات خارجة عن القانون الدولي الإنساني الذي يتضمن مجموعة من المبادئ والقواعد التي تحد من استخدام العنف أثناء المنازعات المسلحة أو من الاثار الناجمة عن الحرب، وهذا القانون هو جزء من إتفاقية جنيف والاعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذي يهدف إلى حماية الأشخاص المتضررين من العمليات العسكرية، ويمكن القول أن القانون الدولي الإنساني إنطلق من إتفاقية جنيف عام 1864 وتلتها عدة إتفاقيات وبروتوكولات.
  • فما أرتكب من مجازر ضد المدنيين في لبنان وفلسطين يمكن وصفه بإبادة جماعية وهذه جريمة تنصها المادة الثانية من ( إتفاقية منع الإبادة الجماعية) أي من أفعالها المرتكبة عن قصد لتدمير كلي أو جزئي بالاخرين، فحين عمدت”إسرائيل”إلى تدمير المنازل على رؤوس ساكنيها وقصفت سيارات تقل مواطنين نزحوا من مروحين ، وقضى بنتيجة القصف 25 قتيلاً . وفي قانا أرتكبت “إسرائيل”مجزرة ثانية وقع ضحيتها 56 شخص، دفن بعضهم في مدافن جماعية مؤقنة، وتوالت المجازر في عيترون، عيناتا، صريفا، النميرية، يارون، حولا، صور، النبطية، الدوير، والشياح، حتى وصل العدد إلى 57 مجزرة في عدة مناطق لبنانية، وبالاضافة إلى القتل العمدي منعت وصول المواد الغذائية والادوية إلى الأهالي في عدد من القرى الجنوبية، واستهدفت البعض منهم عندما حاول خرق الحصار والخروج من القرى، وهذه الأعمال التي قامت بها “إسرائيل” ينطبق عليها الوصف الوارد بالفقرات(أ)(ب)(ج) من المادة الثالثة من ( إتفاقية منع الإبادة الجماعية) .
  • بالاضافة إلى ذلك فقد نصت المواد 16، 17، 18 من إتفاقية جنيف الرابعة على ترتيبات لحماية الجرحى ونقلهم وعدم قصف المستشفيات، وعلى أطراف النزاع احترام هذه الترتيبات، لكن “إسرائيل” خرقت تلك المواد من خلال قصفها لسيارات الاسعاف والمستشفيات .
  • كما خرقت “إسرائيل” البروتوكول الاول الذي يحظر تجويع المدنيين كأسلوب قتال أو مهاجمة وتدمير بنى تحتية لا غنى للسكان عنها في حياتهم اليومية مثل شبكات المياه والري، والجسور والاحياء الهندسية، وخرقت أيضاً المادة 53 من البروتوكول الاول التي تحظر ارتكاب أي من الأعمال العدائية الموجهة ضد الأثار التاريخية أو اماكن العبادة، حين قصفت مجمع السيدة الزهراء في صيدا وكنيسة صفد البطيخ، بالاضافة إلى أثار في صور، راشيا، بوداي وبعلبك .
  • كما أن”إسرائيل” استخدمت في هذه الحرب صواريخ وقنابل محرمة دولياً مثل القنابل العنقودية، والصواريخ الكيماوية، والقنابل الفراغية، وفي ذلك خرق لاعلان لاهاي الصادر عام1868 وللمادة 35 من البروتوكول الاول الملحق بإتفاقية جنيف التي تحظر استخدام اسلحة وقذائف تحدث اصابات مفرطة بين المدنيين .
  • حتى الصحافة تم استهدافها ولم تسلم من العدوان الإسرائيلي، فاستهدف موكباً للتلفزيون الالماني وموكباً لتلفزيون NEW TV، وفي ذلك خرق واضح للمادة 79 من الفصل الثالث من البروتوكول الاول الملحق بإتفاقية جنيف .
  • ولم تنجُ البيئة من آلة الدمار الإسرائيلي، فقد لوثت البوارج الحربية شواطئ الرملة البيضاء والعبده والجية، وفي ذلك خرق للمادة 55 من البروتوكول الاول التي تنص على انه يجب أن تراعى اثناء القتال حماية البيئة الطبيعية من الاضرار البالغة والواسعة الانتشار والطويلة الآمد .
  • وبما أن الخرق الذي أرتكبته “إسرائيل” في فلسطين ولبنان، هو خرق لإتفاقيات سبق أن أعترفت بها ووقعت عليها ولم تلتزم بها، بما أن حكومة الولايات المتحدة الامريكية كانت الداعم الرئيسي “لإسرائيل”، وقد دافعت عنها وأمدتها بالاسلحة والذخائر المحرمة دولياً وأرتكب بها أفظع المجازر بتاريخ البشرية بحق المدنيين العزل والاطفال والنساء والشيوخ
  • السادة الكرام : إن توقيع المؤسسات والشخصيات على هذه العريضة من شتى أنحاء العالم هو تأكيد على رفض الظلم والعدوان والتصدي للإنتهاكات التي تمارسها حكومة الولايات المتحدة الامريكية وحليفتها “إسرائيل” بحق الإنسانية ضاربةً بعرض الحائط كل المواثيق والشرائع الدولية بما فيها القانون الدولي الانساني، وإتفاقية جنيف التي تحظر المساس بالمدنيين أثناء الحرب .
  • السادة الكرام: نشكر حضوركم ومشاركتكم ومشاركة كل من ناصر هذه الحملة .
    الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان(راصد)
    رئيس الهيئة الادارية
    عبدالعزيز محمد طارقجي