6/9/2005
لن نهدى هذه الواقعة لأي من المسئولين… لن نناشد، لن نشجب أو نندد، ولن نمل من مساندة محمد وأحمد وعمرو وآخرين نعلم أنهم قادمون على ذات الطريق طالما استمرت حالة الطوارئ والقوانين الاستثنائية قائمة.
ثلاثة جروح غائرة بفروة الرأس وذراع في جبيرة مغطاة بالدماء هي ما أنتهي إليه محمد عبد العزيز حينما حاول إنقاذ شقيقه عبد الرازق الذي تم ضربه واعتصار عنقه حتى فقد الوعي تحت أقدام المخبرين… ليس لأن عبد الرازق شخص خطر أو مسلح بل لأنهما يجبرانه -كشأن الكثير من المخبرين – على دفع إتاوة مقابل ممارسة عمله..
المخبران جمعة والعربي كادا أن يقتلا عبد الرازق ضرباً في عرض الشارع بالحضرة الجديدة، كما أطلق العربى الرصاص على ذراع محمد فسقط وسط دماءه على الأرض، ثم اكتفى المخبران باقتناص غنيمة واحدة (عبد الرازق)، وتركوا محمد ينزف حتى وجده صدفة صديقة أحمد الذاهب لصوان عزاء….
ما مر به الصديقان محمد وأحمد بعد ذلك يجعل من تصريحات مجلس الوزراء ووزير الداخلية “بلادنا خالية من التعذيب” نكته حارقة:
ذهب أحمد حاملاً صديقه الفاقد الوعي إلى النيابة لإثبات الواقعة وتحويله إلى المستشفى بصورة عاجلة، أمر وكيل النيابة بنقله إلى المستشفى، فقرر الضابط الجالس معه اصطحابها للمستشفي ووافق وكيل النيابة رغم علمه بان هذا الضابط هو أحد المتهمين في جريمة تعذيب هذا المواطن.
وبدلا من العلاج تلقى أحمد ومحمد حفنة من الصفعات واللكمات والركلات والسباب والتهديد بالاغتصاب.. ليس فى المستشفى بالطبع بل في حفل تعذيب بقسم باب شرق قادهما الضابط إليه في عملية اختطاف منظمة بدلا من تقديم العلاج.
ظل محمد ينزف من جرح رأسه وساعده بينما كان الضابط يهدد أحمد بالاعتقال كي يشهد أمام النيابة بأن محمد وعبد الرازق هما اللذان تعديا على المخبرين!!
نهاية الرحلة كانت في مقر مباحث أمن الدولة حيث تم تعصيب العينين وتقييد الأيدي ثم التعذيب المتواصل حتى مشارف الموت…
لماذا أمن الدولة؟ لأن أحد الضباط يعرف المخبر الذي أطلق الرصاص ويريد مجاملته، فقط تأخرت تلك المجاملة كي يضمن الضابط عدم إثبات الإصابات الجديدة التي أضافها في تقرير الطب الشرعي، حيث تم عرض أحمد و محمد على الطبيب قبل نقلهما و تعذ يبهما بمقر مباحث أمن الدولة.
لم يسلم عمرو الأخ الثالث لـ محمد وعبد الرازق من الضرب بالأحذية على رأسه ووجهه كما تلقى اللكمات على ظهره وصدره حينما حاول عمل محضر بما حدث لأخويه.
خرج محمد وأحمد من أمن الدولة إلى القسم ثم أطلق سراحهما، أما عبد الرازق فقد تم تعذيبه في السجن بعد تحريك حكم قديم صادر غيابياً.
المشاركون في الواقعة كما جاء في شهادة الضحايا:
– ياسر سرى ” ضابط”
– عربى “مخبر”
– جمعة “مخبر”
– سيد أبو ليلة “مخبر”
– أحمد فوزي “ضابط”
– محسن عبد الرازق “ضابط”
– أحمد متولي “وكيل نيابة”
– رئيس مباحث باب شرق
– مأمور قسم باب شرق