12/2/2010

القدس- خاص “سكايز”
واصلت القوات الاسرائيلية مسلسل اعتداءاتها على الصحافيين والمصورين الفلسطينيين، للمرة الثانية في أقل من يومين، إذ تعرض خمسة مصورين مقدسيين يوم الثلاثاء 9 شباط/فبراير 2010، للضرب المبرح والإهانة في مخيم شعفاط ،على أيدي الجنود الاسرائيليين، عند محاولتهم تصوير المستعربين الذين اقتحموا المكان لاعتقال شبان من أهالي المنطقة، وهم مصورا صحيفة “القدس” الصحافي عطا عويسات ومحمود عليان ، مراسل وكالتي “ا ف ب” ووكالة الأنباء الفرنسية أحمد غرابلة، مصورا وكالة “رويترز” عمارعوض وسنان أبو ميزر، وتحدثوا إلى مراسلة “سكايز” عن تفاصيل الاعتداء عليهم.

وقال سنان ابو ميزر، الذي تعرض للاعتداء مع زميله عمار عوض قبل يومين أيضاً:” تعرضت للإعتداء على أيدي الجنود الاسرائيليين الذين حاولوا منعي من التقاط صور المستعربين الذين دخلوا وهم مكشوفي الوجوه، فهاجمني ثلاثة جنود وقام أحدهم بضربي بيديه والثاني قام بتكسير كاميرتي والثالث ضربني ببندقيته على وجهي” .

وأوضح عمارعوض تفاصيل الاعتداء عليه على الشكل الآتي: “دخلت وحدة خاصة من المستعربين وحاولت اعتقال الشبان في مخيم شعفاط، أردنا أن نلتقط صوراً للحدث فحضرت قوة من الجيش وقامت بمحاصرتنا لمنعنا من التقاط الصور لهم، فوجوههم كانت مكشوفة، وقاموا بضرب القاصرين والشبان بصورة بشعة، حينها حاولت أن أصور المشهد فقام الجنود بضربي وحاولوا سحب الكاميرا مني، لكني تفلّت منهم وأصررت على التصوير وقمت بذلك بصعوبة شديدة لا سيما بعد الضرب والتكسير الذي تعرضنا له من قبل الجنود”.

ولفت محمود عليان إلى أن “الاعتداء حصل عندما قامت قوة من المستعربين بمهاجمة الشباب واعتقال البعض منهم، حاولنا الاقتراب والتصوير إلا أن جنود الاحتلال منعونا وبدأوا بتفريقنا باستعمال أيديهم تارة وأعقاب بنادقهم تارة أخرى، ولحظة اعتقال أحد الشبان واقتياده إلى الحاجز الذي أقامه الجنود، اقتربنا لتصويره، فأمسك جنود الاحتلال بي وبزميلي المصور احمد غرابلة محاولين تحطيم كاميراتنا بأعقاب بنادقهم، لكننا تمكنا من الافلات منهم بصعوبة”.

وروى أحمد غرابلة تفاصيل الاعتداء قائلاً: “دخل المستعربون المكان، وحاول أربعة منهم اعتقال شاب وضربه، ذهبت مع زميلي محمود لالتقاط الصورة، فحاول الجيش منعنا وأمسكونا بطريقة همجية ووحشية وقاموا بضربنا وحاولوا شد الكاميرا المعلقة برقبتي وضربوني بأعقاب البنادق، وسارع بعض الزملاء الصحافيين للدفاع عنا وإبعاد الجنود، ودافعت بشدة عن كاميرتي ولم يتمكنوا من انتزاعها مني، وسبب لي الضرب ورماً في يدي”. وأضاف: “أنا أحمل بطاقة وكالة الصحافة الفرنسية وبطاقة”AFP” وبطاقة نقابة الصحافيين الأجانب، لكن ذلك لم ينفعني، وهذه ليست المرة

الاولى التي يتم بها الاعتداء علي وقد سبقتها اعتداءات كثيرة، فبات من الواضح أن هذا بات نهجاً واضحاً يتعامل به الجيش معنا وبأسلوب عنيف، فلا أحد يقوم بالدفاع عن الصحافيين المقدسيين”.

أما عطا عويسات الذي اصطدم بالمستعربين عشرات المرات فقال: “تواجدت في المكان عندما اقتحمته قوة من المستعربين، حيث تلاها اقتحام للجيش واقتحام قوة أخرى قامت بمساندتهم، فقاموا بإطلاق الرصاص الحي والقنابل الصوتية وانقضواعلينا بشكل عنيف لمنعنا من التصوير. أذكر انفجار قنبلة صوتية بالقرب من قدمي أطلقت دخاناً كثيفاً، ووجدت نفسي أيضاً وسط مجموعة من القوات الخاصة التي كانت تسرع باتجاهي، شعرت حينها بنوع من التشويش والدوران لكني أكملت عملي. وبعد انتهاء الحدث شعرت بآلام شديدة في البطن وتركت القنبلة رضوضاً في بطني ورائحة كبريتية على ملابسي. وما حدث بات أمراً عادياً بالنسبة إليّ فلم يحصل اعتداء مباشر إنما مضايقتي ومنعي من التصوير”. وأشار إلى أن “التعامل خطير مع المستعربين ولا سيما حين يكون المصور أو الصحافي وحيداً ومن دون رفيق، فهم يدخلون إلى قلب الحدث حتى يخلقوا بلبلة، ومن يمسكونه يقومون بضربه بطريقة وحشية ومبرحة، لذا تقوم الشرطة بمنع تصويرهم حتى لا تظهر وجوههم وحتى لا يصور الاعتداء، ومن يقوم باعتراضهم ومواجهتهم يتلقى ضرباً مبرحاً وعنيفاً، وهذه هي بعض المواقف التي نعيشها والتي تخلو بصورة طبيعية من أي حرية للتعبير”.

إن مركز الدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية “سكايز” إذ يستنكر بشدة مسلسل الاعتداءات الاسرائيلية شبه اليومية بحق الصحافيين والمصورين الفلسطينيين، واستهدافهم بالقنابل الغازية والصوتية المباشرة تارة وبالرصاص الحي والمطاطي تارة أخرى إضافة إلى التعرض لهم بالضرب الوحشي والمبرح بالأيدي والهراوات وأعقاب البنادق، يناشد منظمات حقوق الانسان الدولية والمنظمات المعنية بالدفاع عن الصحافيين حول العالم، التدخل الفوري والضغط على إسرائيل بكل الوسائل المتاحة لديها، لتغيير أسلوبها في التعاطي مع الصحافيين الفلسطينيين ولجم اعتداءات جنودها وعناصر الشرطة والمستعربين والمستوطنين بحقهم على الاراضي الفلسطينية كافة.