8/3/2010

تتعرض الناشطة السورية والقيادية المعارضة سهير الأتاسي لضغوط شديدة بهدف إغلاق مجموعة حوارية كانت قد أنشاتها على موقع “فايس بوك” مؤخراً، اذ تم استدعاؤها ثلاث مرات من قبل جهاز أمن الدولة لدفعها على إغلاق المنتدى الحواري، وجرت مصادرة بطاقتها الشخصية وتهديدها بالسجن لمدة لا تقل عن السنتين ونصف السنة، بحسب ما افادت مصادر صحافية وحقوقية سورية لمركز “سكايز” مساء الاحد.

وروى الناشط الحقوقي السوري ملاذ عمران في اتصال مع “سكايز” تفاصيل ما جرى مع سهير الاتاسي قائلا “طلبوا منها الحضور للمرة الرابعة لكنها رفضت، وقالت لهم +لن أحضر ولن أعرّض نفسي لذلّكم ولساعات الأنتظار الطويلة، ماعندي تعرفوه.. إما أعيدوا لي هويتي أو تفضلوا واعتقلوني وهاهي حقيبتي قد أعددتها استعدادا للسجن+”.

وكانت سهير الأتاسي قد أعادت مع مجموعة من النشطاء الشباب السوريين إطلاق “منتدى جمال الاتاسي للحوار الوطني”، ولكن على صفحات الفيس بوك بعد أن أغلقت السلطات السورية مقره في العاصمة دمشق عام 2005.

وناقش المنتدى الاكتروني حتى اليوم ست أوراق حول مواضيع تتعلق بالشأن السوري العام كان من ابرزها “الشباب السوري والمشاركة في الشأن العام”، و”النضال اللاعنفي” كتبها الصحافي السوري أحمد مولود طيار.

اما آخر المواضيع التي اثارها المنتدى فهي ورقة قدمها الصحافي السوري حسان شمس من الجولان المحتلّ تحدث فيها عن تجربته وعن تقصير السلطات السورية في تبني قضية المهجرين الجولانيين، وكان عنوان الورقة “هواجس جولانية، مأساة المهجرين مثالاً”.

وقال مصدر صحافي من العاصمة السورية طلب عدم الكشف عن اسمه ان عدداً من المساءلات والمضايقات التي تعرضت لها الاتاسي في امن الدولة كان بسبب تعليقاتها على ورقتي الحوار الخاصتين بالجولان والقضية الكردية.

وتعليقا على الضغوط التي تتعرض لها الاتاسي قال الصحافي حسان شمس في اتصال مع “سكايز” ليل الاحد الاثنين إن السلطات السورية “يجب ان تخجل من نفسها، فما قلته بحقّ الإحتلال الاسرائيلي سابقاً وحالياً يفوق بأضعاف مضاعفة ما قلته وكتبته عن النظام التوليتاري الذي يحكم وطني، رغم أنهما يتساويان في السوء، مع ذلك لم أستدع إلى التحقيق مرة وخرجت من مطارهم معززاً مكرماً، كما أنه لم تصل رسائل تهديد من الإحتلال على جهاز الموبايل كما يفعل نظامنا +الممانع+”.

وتابع شمس “ماطرحته في ورقتي التي قدمتها إلى منتدى الاتاسي، والتي وجّهت سهير بشأنها حقائق وأرقام وتساؤلات كان ينبغي على النظام الإجابة عليها والتحاور بشأنها”.

واضاف شمس الذي طلب نشر تصريحه كاملاً “عيب عليهم ان تُقصف الرادارات السورية في ظهر البيدر (شرق لبنان-2001)، ويدمر موقعا +عين الصحاب+ غرب دمشق و+دير الزور+ (2008)، ثم تحلّق الطائرات الحربية الإسرائيلية فوق قصورهم الجميلة فيردّون على اسرائيل بالتفاوض فيما يردون على الشعب السوري المسالم بالقمع والإرهاب والبطش والإستدعاءات والإعتقال”.

وأسف شمس للضغوط التي تواجهها الأتاسي، وقال “اجريت محادثة مع سهير أمس (السبت)، وهي مقتنعة تماماً بما تقوم به وعازمة على رفض إملاءات النظام بالرضوخ أو إقفال المنتدى على صفحات الأنترنت، وهي حزمت أمتعتها الشخصية ومستعدة للذهاب من المعتقل الكبير إلى الصغير بكل فخر وأعتزاز”.

وخلص الى القول “إن جريمة سهير الاتاسي أنها تنشد وطناً حراً يليق بها وبنا، وطنا لا يشبه العصابة التي تحكمه راهناً، وآخر ما قالته لاتخافوا علي”.