7/4/2008

واصلت الحكومة الفلسطينية في رام الله سياسة قطع الرواتب عن الآلاف من موظفي القطاع العام من سكان قطاع غزة. وهي سياسة تمارس على الأرض بشكل تعسفي ولأسباب لا علاقة لها بالقانون سواء من حيث الشكل أو المضمون، لأن الأسباب الكامنة وراء هذه السياسية هي في الغالب تعود لحالة الانقسام السياسي الحاد التي تعصف بالمجتمع والنظام السياسي الفلسطيني برمته.

وحسب المعلومات التي جمعها مركز الميزان، فإن قطع الرواتب طال معظم الوزارات والسلطات والهيئات الحكومية، ولكن العدد الأكبر من بين الموظفين المقطوعة رواتبهم كان بين موظفي وزارتي الصحة والتربية والتعليم العالي.

وحسب قوائم الأسماء المتوفرة في المركز لموظفين مدنيين قطعت رواتبهم، فقد بلغ عدد الموظفين الذين قطعت رواتبهم، وتمكن المركز من الحصول على معلومات عنهم بلغ (3615) من بينهم (1549) موظفاً يعملون في القطاع الصحي الفلسطيني بين طبيب وممرض وإداري، و(693) موظفاً يعملون في وزارة التربية والتعليم العالي، وهم يتوزعون بين مدرسين ومدراء مدارس وموجهين وإداريين، فيما تتوزع الأعداد المتبقية على (23) وزارة وهيئة وسلطة حكومية.

كما تشير المعطيات المتوفرة للمركز أن حوالي (29.00) موظف من العسكريين وأفراد أجهزة الأمن والشرطة قطعت رواتبهم منذ 8/7/2007، أي فور أول تحويل لرواتب الموظفين قامت به الحكومة في رام الله بعد إقالة حكومة الوحدة الوطنية على إثر سيطرة حركة حماس العسكرية على قطاع غزة.

وعلى الرغم من تأكيدات المركز، في مرات سابقة، بأن قطع رواتب الموظفين العموميين هو عمل غير قانوني يخالف أحكام القانون وينطوي على مساس بالحقوق الحريات الأساسية التي يحميها القانون للموظف في القطاع العام، فإن حكومة رام الله تواصل قطع رواتب موظفي قطاع التعليم الحكومي وأفراد الأمن الفلسطيني.

مركز الميزان لحقوق الإنسان يجدد استنكاره الشديد لاستمرار سياسة قطع الرواتب، ويؤكد أنها تشكل انتهاكاً مركباً لحقوق الإنسان حيث لا يقف أثار هذه السياسة على انتهاك حق الموظف في تلقي أجره بل يطال مستوى معيشة أسرته وحقهم في الحياة، كما يطال حقوق الإنسان في التعليم والصحة بشكل عام، ويؤثر بشكل كبير على مستوى هذه خدمات التعليم والصحة المتردية أصلاً في قطاع غزة. كما يجدد المركز استهجانه للممارسات التي تزج بالمؤسسات التعليمية والصحية في آتون الصراع السياسي القائم بين الضفة وغزة، والذي تراوح بين الإقصاء الوظيفي والإحلال، والتحريض على مزاولة العمل.

هذا ويؤكد المركز على أن القانون الأساسي الفلسطيني وقانون الخدمة المدنية قد وفرا مجموعة من الضمانات التي تكفل حق الموظف في الحصول على راتبه، وعدم جواز استقطاعه أو الحجز عليه أو قطعه إلا وفقاً لإجراءات محددة وبعد إجراء التحقيق الإداري وتمكين الموظف من الدفاع عن نفسه في حالة اتهامه بمخالفة إدارية أو جزائية، ومنحه الحق في التظلم والاستئناف.

هذا وحسب تحقيقات مركز الميزان الميدانية ومن خلال عشرات الشكاوى التي تلقاها المركز من موظفين قطعت رواتبهم، فإن تهمة لم توجه لهم، كما لم يتم عرضهم للتحقيق الإداري قبل قطع رواتبهم، وبذلك لم تتاح لأي منهم فرصة التحقق من أسباب هذا الإجراء أو الدفاع عن نفسه، الأمر الذي يشكل مساساً خطيراً بالقانون الفلسطيني.

عليه فإن مركز الميزان لحقوق الإنسان يعبر عن استهجانه الشديد لهذه الممارسات التي تضاعف من معاناة الموظفين وتسهم في تدهور الأوضاع الإنسانية المتدهورة أصلاً في قطاع غزة. وبالنظر إلى ما يمثله وقف رواتب الموظفين العموميين من مخالفات قانونية وانتهاك لحقوق الإنسان، فإن المركز يطالب بإعادة صرف الرواتب لجميع الموظفين فورا وبإثر رجعي وفقا للأصول القانونية.

انتهى