4/2/2007
تتعرض العديد من الأقطار العربية في اللحظة الراهنة لانحرافات اجتماعية خطيرة ومؤسفة ,تنذر بأخطار كارثية تؤدي إلى انقسامات في المجتمع ,وإثارة الفتن الداخلية المدمرة للجسم الاجتماعي ,ولا بدَ لها أن تنعكس سلباً على الوحدة الوطنية والتماسك في المجتمع المعني ,كما تؤدي إلى النيل من منظومة القيم الروحية والثقافية لمجتمعنا العربي ,مما يهدد بالتالي هيئات ومنظمات المجتمع المدني عبر محاصرة القوى والتيارات ما دون المدنية لها ,خاصةً أنَ هذه القوى تطرح العنف والاقتتال الداخلي المولَد للمزيد من القمع والاستبداد وانتهاك حقوق الإنسان والمفاهيم المدنية الحديثة ,ومن أبرزها حقوق المواطنة بكلَ مضامينها وأبعادها .
إنَ المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية ,إذ تدين بشدَة هذه الانحرافات التي تتغذى من أمراض الموروث الاجتماعي من طائفية كريهة وقبلية مادون مدنية ,ومتناقضة مع حرية الإنسان وكرمته ,ومع قيم الحرية والديمقراطية والآفاق الإنسانية الرحبة لمنظومة القيم الروحية التي نؤكد عليها ,تهيب (المنظمة) بكل هيئات ومنظمات المجتمع المدني ,والقوى الوطنية الديمقراطية العمل بكافة الوسائل والأساليب المتاحة على الارتقاء بالمجتمع بكافة أطيافه ومكوناته وإبعاده عن الدخول في هذه المسالك الخطرة التي تتسم بالعصبوية وضيق الأفق ,وتستهدف النيل من التماسك الاجتماعي ,وتعرض البلاد للعواقب الوخيمة ,ودرس العراق المؤلم ما يزال قائماً ومستمراً .
ولنعمل سوياً على درء المخاطر الناجمة عن استدعاء الأمراض القابعة في جوف التاريخ ,وتمزيق المجتمع إلى إثنيات وطوائف تستند في سلوكها على مقومات التخلف الحضاري ,وعلى محاصرة المجتمع المدني .
ولا يمكن للحياة المدنية التي تستند إلى حقوق المواطن وكرامته الإنسانية, أن تتحقق دون حل المسألة الديمقراطية وإنجاز الإصلاح في مختلف الميادين