5/6/2009

توفي الطفل زين الدين إبراهيم محمد زعرب، البالغ من العمر (7 شهور)، وذلك عند حوالي الساعة 7:30 من صباح يوم أمس الأربعاء الموافق 03/60/2009 في قسم العناية المركزة في مستشفى غزة الأوروبي في خانيونس. وقد أفادت المصادر الطبية في المستشفى لمركز الميزان بأن سبب الوفاة يعود إلى فشل في التنفس وفشل في القلب. وبحسب توثيق مركز الميزان لحقوق الإنسان، فقد حصلت عائلة الطفل على تحويلة لعلاجه في مستشفى المقاصد الخيرية في القدس الشرقية ابتداءً من 18/05/2009 ولمدة ثلاثين يوماً. وقد حضرت عائلة الطفل إلى مكتب المركز في مدينة رفح، حيث قاموا بتوكيل المركز بتاريخ 20/05/2009 ليقوم بمتابعة استصدار تصريح له للسفر إلى القدس عبر إسرائيل، إلا أن قوات الاحتلال لم تعطي أي رد على طلب استصدار التصريح للطفل وعائلته حتى يوم أمس.

وتشير التقارير الطبية إلى أن الطفل كان يعاني من التهابات رئوية حادة ومتكررة في الصدر، نتج عنها تليفات في الشعب الهوائية (ربو شعبي) وضعف عام في النمو. وبحسب الأطباء في المستشفى الأوروبي، يعود السبب الرئيس في الحالة التي كان الطفل يعاني منها إلى إصابته بمرض التحوصل البنكرياسي. ولا توجد لدى مستشفيات قطاع غزة القدرة والكفاءة اللازمة لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لمعالجة الطفل، ولذا فقد تم تحويله إلى مستشفى المقاصد الخيرية في القدس.

وقد قام مركز الميزان بمتابعة قضية الضحية بالتعاون مع مؤسسة أطباء لحقوق الإنسان – إسرائيل، التي قامت بالاتصال بمكتب الإرتباط في معبر إيرز، حيث كان رد مكتب الارتباط الإسرائيلي في المعبر بأنه لم يستلم طلب لاستصدار تصريح للطفل لمغادرة قطاع غزة إلى القدس. وقد قام مركز الميزان بمتابعة القضية مع مكتب الارتباط الفلسطيني الذي أكد بأنه أرسل طلباً للجانب الإسرائيلي بتاريخ 25/05/2009.

ويشير المركز هنا إلى مشكلة تعقيد الإجراءات المتعلقة بتحويل المرضى للعلاج في إسرائيل والضفة الغربية بشكل خاص. فعلى الرغم من أنه يسمح فقط للحالات التي تعاني من أوضاع صحية طارئة ولا يوجد لها علاج في قطاع غزة بمغادرة قطاع غزة لغرض العلاج، إلا أن الإجراءات تستغرق وقت طويل جداً، ولا توجد آلية فعالة للمتابعة، حيث يقضي كثير من المرضى بسبب حالتهم الصحية الحرجة أثناء انتظار الرد الإسرائيلي على طلباتهم لتصاريح مغادرة قطاع غزة.

وحسب متابعة المركز، فإن كثير من المرضى الذين يتقدمون بطلبات لمغادرة قطاع غزة عبر معبر إيرز يتم إبلاغهم بأنهم لم يتقدموا بطلبات لاستصدار تصاريح، على الرغم من أن مكتب الارتباط الفلسطيني يكون قد أرسلها منذ أيام أو أسابيع، ما يعني أن عليهم الانتظار لفترة أطول للحصول على رد، أو التنسيق لتغيير الحجز في المستشفى خارج قطاع غزة ومن ثم التقدم بطلب جديد، ويفقدون بالتالي وقتاً ثميناً بانتظار الرد الذي قد يكون بالسلب أو الإيجاب. ويشير توثيق المركز إلى أن الحصول على تصريح لعبور معبر إيرز لا يعني بالضرورة أن يتمكن المريض من المغادرة، حيث تقوم قوات الاحتلال بإعاقة كثير من المرضى ممن تصدر لهم تصاريح، وتقوم بتفتيشهم، والتحقيق معهم، وفي أحيان كثيرة باستغلال حاجتهم للسفر بسبب المرض للضغط عليهم للتخابر معهم وتقديم معلومات عن نشاطات المقاومة في قطاع غزة. وقد توفي كثير من المرضى الفلسطينيين بعد أن أمرتهم قوات الاحتلال بالعودة إلى قطاع غزة لأنهم رفضوا التخابر معها.

مركز الميزان لحقوق الإنسان يدين بأشد العبارات الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، ومنع الفلسطينيين من السفر لغرض تلقي الرعاية الطبية غير المتاحة لهم في قطاع غزة. ويحمل المركز إسرائيل مسئولية وفاة أكثر من 35 مريضاً من قطاع غزة بسبب عدم إصدار تصاريح لهم لمغادرة القطاع، وعشرات غيرهم ممن تسبب الحصار والإغلاق ونقص العلاج والكهرباء والوقود بموتهم في مستشفيات قطاع غزة.

ويؤكد المركز على أن إسرائيل تتحمل المسئولية القانونية عن تأمين وصول سكان قطاع غزة إلى الرعاية الصحية المناسبة، وفي وقت يسمح لهم بتلقي العلاج المناسب دون مماطلة، وذلك بوصفها قوة احتلال مسيطرة فعلياً على قطاع غزة ومعابرها. كما تتحمل إسرائيل مسئولية واضحة تجاه تمتع سكان قطاع غزة بحقهم الأساسي في التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة الجسمية والعقلية، وذلك بموجب الالتزامات التي يلقيها عليها العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما في ذلك ضمان توفر الرعاية الصحية المناسبة وجودتها، وقدرة كل شخص على الوصول إليها.

انتهى،

مركز الميزان لحقوق الإنسان