22/3/2005

انتهاء اعمال اليوم الدراسي لاتحاد الجمعيات (اتجاه):
دعوة الى اعلان السنة الثلاثين ليوم الارض سنة لتقييم مسيرة جماهير شعبنا وتوحيد صوتها
دعوة الى اعلان مؤتمر وطني لبحث تحديات الهوية
الاعتراض على سياسة سكرتارية لجنة المتابعة في التعامل المسيء مع مؤسسات دون غيرها
مبادرة فلسطينية مشتركة من جانبي الخط الاخضر في مواجهة تهويد القدس والجدار
رئيس المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها: النقب في خطر
دعوة للقمة العربية بالامتناع عن تبني اي قرار يمس بحق العود للاجئين الفلسطينيين الى وطنهم وديارهم وممتلكاتهم ورفض التوطين والقرار 1559.

بمشاركة العشرات من ممثلي العمل الاهلي من الجليل والنقب والمثلث ومن جانبي الخط الاخضر, وبحضور مندوب مكتب التواصل الفلسطيني في غزة السيد عصام الشوا, عقد اليوم الثلاثاء 22 اذار 2005 اليوم الدراسي للجمعيات العربية حول يوم الارض.

افتتح الاجتماع واداره مدير عام اتحاد الجمعيات امير مخول, مؤكدا على رسالة اتحاد الجمعيات في الجمع بين قضايا شعبنا في مختلف اماكن تواجده والتعامل مع جماهيرنا في الداخل وعدم التعامل معها كقضية اسرائيلية داخلية بل جزء من قضية الشعب الفلسطيني, مؤكدا ان اسرائيل تتعامل مع الجوهر في مشروعها الكولونيالي العنصري. ومحذرا من تنفيذ تطهير عرقي في النقب غدا الانسحاب من المستوطنات في غزة, ومن تجزيء قضايا شعبنا وجماهيرنا في ظل انعدام اطر موحدة جماعية قادرة على المواجهة.

وحول موضوع تحديات الهوية تحدث المحامي حسين ابو حسين رئيس اللجنة التنفيذية لاتحاد الجمعيات مشيرا الى ان جماهيرنا لم ترق في نضالها ان تتحدث كمجتمع بصوت واحد حول قضايا متفق عليها ووجودية في حياة جماهير شعبنا. واكد ان دولة اسرائيل تراهن على حالات صدامية داخل مجتمعنا, متطرقا الى احداث المغار واصفا اياها بالجريمة النكراء التي يشكل رد فعلنا الجماعي عليها جريمة نكراء ايضا, مشيرا الى غياب الضوابط والفرامل في ضمان الامان المجتمعي, مؤكدا وجود حالة من الغياب وغيبوبة المؤسسات القيادية.

ودعا حسين ابو حسين الى مؤتمر وطنيلكافة القوى والانتماءات للنقاش والمراجعة على الاقل بغية تشخيص ما حدث, وعدم المرور مر الكرام وكأن شيئا لم يكن, مؤكدا استحالة القبول بوضع تحرق فيه بيوت اناس ويهجرون كونهم ينتمون الى طائفة معينة, واذ لم يحمهم مجتمعنا فان الكثيرين سوف يفتشون عن الحل من خلال الدولة او الهجرة وكلاهما ماساوي. واكد انه بغياب صوت جماعي واضح وموحد في مناهضة مشروع الخدمة المدنية وليس مواقف فئوية فقط, فان هذه المؤامرة ستمر امام ناظرنا. كما اكد ان السلطة لا ترتدع عن مساعيها الا بقدر نضالنا.

رئيس المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها حسين الرفايعة, نقل تجربة النضال في النقب دفاعا عن الوجود العربي, مؤكدا ان الاقصى في خطر والقدس في خطر والنقب في خطر داهم.

واشار الرفايعة الى وجود 700 امر هدم في السنة الاخيرة في اربع بلدات هي السدير تل عراد وام الحيران عتير والسر, والتي صدرت فقط هذا العام. والى سياسة التطهير العرقي المعتمدة على قانون “طرد الغزاة” العنصري الاستيطاني الذي تم اقراره مع دخول حزب العمل للائتلاف الحكومي الحالي.

زاشار الرفايعة الى اقامة وحدة خاصة لتنفيذ قانون طرد الغزاة والتي بدأت بمائة رجل امن لتصل خلال اشهر الى الف رجل امن بمعدات وتجهيزات خاصة.

وتطرق الرفايعة الى ان عرب النقب ينظمون انفسهم في القرى غير المعترف بها من خلال المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها, مؤكدا وجود مؤامرة على المجلس بصفته الجهاز النضالي الاهم الذي يواجه السياسة الاسرائيلية, هذه المؤامرة التي تشارك بها اياد عربية واياد غريبة عن مجتمعنا, تهدف الى ضرب هذه المؤسسة الوطنية. ودعا الى تكثيف العمل في النثب وانجاح فعاليات يوم الارض.

مدير عام لجنة الاربعين محمد ابو الهيجاء تحدث تجربة اللجنة في رفع قضية القرى غير المعترف بها, ومن ثم تجربة تحقيق الاعتراف بعدد منها, مؤكدا اهمية الدفاع عن الموجود من ارض ومسكن واسترجاع ما سلب ايضا, مشيرا الى ان تحقيق الاعتراف يعني استرجاع اراض صودرت في الماضي, وفي المقابل فان الاعتراف بحد ذاته ليس كافيا, اذ ان قرية عين حوض اعترف بها منذ 14 عاما لكن لا زالت تنقصها البنى التحتية نتيجة عدم اقرار الخارطة الهيكلية. واشار ابو الهيجاء الى ضعف دور القيادة الجماهيرية وغياب دور لجنة المتابعة والمرجعيات التي تمثل جماهيرنا, واكد انه حتى في القضايا المتفق عليها من حيث الموقف المعلن نرى ان “كل يغني على ليلاه”.

وفيما يتعلق بالوضع في القدس والضفة والقطاع, فقد تحدثت جولييت توما المسؤولة الاعلامية في مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية, موضحة بالمعطيات حجم المعاناة الفلسطينية وارتفاع نسبة الفقر داخل المجتمع الفلسطيني في الضفة والقطاع خلال السنوات الاربع الاخيرة من 22 بالمائة الة 68 بالمائة, وان هنالك 41% من المجتمع الفلسططيني في هذه المناطق غير امنين من ناحية غذائية بينما هنالك 31% اضافيين يتحولون بتسارع الى غير امنين غذائيا. واشارت الى وجود 719 نوع من الاغلاق في الضفة الغربية منها الحواجز والحواجز الطيارة والكتل الترابية والكتل الاسمنتية والبوابات المغلقة والحفر في الارض والابراج وغالبيتها العظمى بين القرى والمدن الفلسطينية او داخلها وليست حتى على الخط الاخضر.

كما اشارت الى اساليب جديدة من الضم منها الحيطان الواقية (الاصابع حسب التسمية الاسرائيلية) والتي بنيت حول مستوطنات ارئيل وعمانوئيل ومعالي ادوميم والمخطط للربط بينها وضمها “للقدس الكبرى”.

كما اشارت جولييت توما الى ان اي تعديل في الجدار جاء بهدف امتصاص النقمة وكسر الراي العام العالمي المناويء والتحايل عليه.

وبينت ايضا “الجيوب” وهي المناطق الواقعة بين الجدار والخط الاخضر. ففي منطقة جنين وشمال الضفة يوجد خمسة الاف فلسطيني في احدى هذه الجيوب يعانون من 12 نوع من التصاريح للعبور في يوابة واحدة وهذه التصاريح تتعلق بالطلاب, والمرضى والفلاحين الى اراضيهم وغير ذلك. اما منطقة قلقيلية فانها تحوي 55 بوابة احتلالية منها 21 للفلسطينيين والغالبية لاحتياجات قوات الاحتلال.

كما اكدت الى ان 23,000 قلسطيني سوف يتاثرون بشكل مباشر من الجدار, واوضحت الى انه ابتداء من شهر تموز القادم سوف يمنع دخول المقدسيين الى مدن وقرى الضفة الغربية.

اما في غزة فان الوضع اصعب بكثير بسبب تقطيع القطاع الى ثلاثة اجزاء, ومحاصرته تماما من الخارج. واكدت ان اخطر مشكلة هي هدم البيوت حيث هدمت اسرائيل منذ العام الفين 28,483 بيتا وفي العام 2004 وحده 13,150 بيتا. واكدت استمرار لجنة الامم المتحدة للمساعدات الانسانية في مراقبة اسقاطات الاحتلال. ودعت الى التعاون بين المؤسسات المختلفة لمواجهة شاملة وعلى اساس تكاملي.

الخبير في القانون الدولي د. نزار ايوب مدير اتحاد الحقوقيين لحقوق الانسان تحدث عن افاق استخدام القانون الدولي الانساني ومنظومة حقوق الانسان ومحدوديات تطبيقه في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. واكد انه لو طبق القانون الدولي فعلا لكان من المفترض في العام 1949 تقديم رؤساء اسرائيل لمحاكمة مجرمي الحرب نتيجة النكبة والتشريد والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني. واشار ايوب الى غياب الاليات الضامنة لتطبيق الاتفاقيات الدولية وقصور المنظمات الدولية باستثناء مجلس الامن والذي يحمي اسرائيل من خلال الفيتو الامريكي التلقائي, مما يتيح لاسرائيل الاستهتار بالاليات الدولية.

في المقابل اشار نزار ايوب الى ان غياب الاليات الضامنة لا يعفي الدولة من احترام حقوق الانسان مشيرا الى لجنة الامم المتحدة بشأن حقوق الطفل والتي حملت اسرائيل مسؤولية اوضاع الاطفال الفلسطينين تحت الاحتلال في الضفة والقطاع والقدس, وكذلك الاطفال الفلسطينيين مواطني اسرائيل لتعرضهم للتميز العنصري.

وتوقف نزار ايوب عند الحاجة الى التوقف عند مقارنة اسرائيل بنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا مشيرا الى الفرق الجوهري ان اسرائيل اجرت تطهيرا عرقيا وطردت اهل البلاد الاصليين بينما نظام الابرتهايد همشهم ولم يطردهم, واكد على اهمية استدعاء مجموعة خبراء في نظام الابرتهايد وخبراء قانون في جنوب افريقيا لاجراء المقارنة مع اسرائيل وبلورة استراتيجيات مواجهة.

المخطط الحضري سلام زعبي توقف عن مشروع اسرائيل في تفريغ القدس من الوجود العربي ومقارنة جوهر السياسة الاسرائيلية من جانبي الخط الاخضر. واشار ان المخططات الاسرائيلية على ارض الواقع خاصة الجدار والقدس قضت عمليا على امكانية حل الدولتين وتساءل عن اية قدس نتحدث كعاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة.

واكد زعبي على ضرورة الانطلاق من ان الخارطة الهيكلية تمثل موقف صاحبها وفي هذه الحالة بلدية القدس والدولة التي حددت اهدافها بضمان القدس عاصمة ابدية لدول اسرائيل وليهود العالم وملتقى الديانات الثلاث. واكد سلام زعبي ان مواجهة المخطط الهيكلي للقدس لا يمكن مواجهته من خلال نقدها والعمل ضمنها من خلال استراتيجية التخطيط البديل, لان الموضوع ليس مهنيا بل سياسيا. اذ ان خارطة القدس للعام 2020 من شأنها ان تضمن وفق واضعيها توازنا سكانيا على اساس 60% يهود و40% فلسطينيين, ولكون خارطة هيكلية فلسطينية او خطة فلسطينية يجب ان تنطلق من احتلال العام 1948 لاحياء مثل الطالبية وغيرها في القسم الغربي من المدينة. مشيرا الى اهمية الا نحصر انفسنا في رد الفعل. واشار زعبي الى ان خارطة القدس الهيكلية “أخفت” مائة الف فلسطيني من تعداد السكان الفلسطينيين, الامر الذي يشير الى النوايا المبيتة والتي اصبحت علنية.

واكد سلام زعبي ان مخطط القدس لو قورن مع عين ماهل مقابل نتسيرت عيليت او مع الشاغور مقابل كرمئيل لوجدنا ان الجوهر السياسي وراء التخطيط هو واحد, وهو السيطرة على الارض والمنظر والمكان والوجود واقتلاع كل ما هو عربي فلسطيني.

هذا وجرى نقاش شارك به العشرات وتقرر دراس كل الاقتراحات والتوصيات ووضع برنامج عمل مشترك للمنظمات الاهلية الفلسطينية من جانبي الخط الاخضر. ومن الاقتراحات والتوصيات:

  • دعوة الى اعلان السنة الثلاثين ليوم الارض سنة لتقييم مسيرة جماهير شعبنا وتوحيد صوتها تتوج باحياء الذكرى الثلاثين في اذار 2006
  • دعوة الى عقد مؤتمر وطني لكافة التيارات والفئات لبحث تحديات الهوية وتشخيص حالة جماهيرنا ووضع ضوابط مجتمعية.
  • التجند لانجاح فعاليات يوم الارض والمشاركة الجماعية في النقب ومثلث يوم الارض.
  • تاكيد الحاجة الى تكامل الادوار بين مؤسساتنا والاعتراض على سياسة سكرتارية ومكتب لجنة المتابعة العليا في التعامل التمييزي مع مؤسسات دون غيرها فيما يخص الانشطة والايام الدراسية حول يوم الارض.
  • تاكيد الترابط العوي بين قضايا شعبنا الفلسطيني بمختلف اماكن تواحده واطلاق مبادرة فلسطينية مشتركة من جانبي الخط الاخضر في مواجهة تهويد القدس والجدار والنقب.
  • دعوة للقمة العربية بالامتناع عن تبني اي قرار يمس بحق العود للاجئين الفلسطينيين الى وطنهم وديارهم وممتلكاتهم ورفض التوطين والقرار 1559.
  • استدعاء وفد خبراء بنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا لدراسة الحالة العنصرية الكولونيالية الاسرائيلية واطلاق حملة لمعاقبة اسرائيل.

لتفاصيل اضافية:
امير مخول – مدير عام
اتجاه – اتحاد جمعيات اهلية عربية
4862171-054