دمشق ، باريس 24 أيار / مايو 2004
السجون السورية تتكشف عن وجود أقدم سجين سياسي في العالم اختفت آثاره منذ ثلث قرن : فرحان يوسف الزعبي يدخل عامه الرابع والثلاثين في زنزانته الانفرادية وسط تكتم السلطة على مصيره و ” المجلس ” يحصل على معلومات ووثائق رسمية تؤكد أنه لم يزل على قيد الحياة
حتى بضعة أشهر خلت ، وبعد إطلاق سراح السجين السياسي فارس مراد ، وقبله بفترة وجيزة زميله هيثم نعال ، كنا نعتقد أن زميلهما الثالث عماد شيحة ، المعتقل معهما في العام 1975 على ذمة المنظمة الشيوعية العربية ، قد أصبح السجين السياسي الأقدم في العالم . إلا أن المعلومات التي وصلت إلى ” المجلس ” حول الضابط السابق فرحان يوسف الزعبي غيرت الصورة . فقد أكدت التحقيقات التي قمنا بها في الأردن وسورية أن السجين فرحان يوسف الزعبي ، الذي اختفت آثاره منذ العام 1970 ، لم يزل على قيد الحياة في زنزانة انفرادية بالفرع 293/1 المعروف باسم فرع الضباط في شعبة المخابرات العسكرية السورية ، والذي يترأسه اللواء علي يونس .
من هو فرحان يوسف الزعبي ؟
ولد فرحان الزعبي لأبيه السيد يوسف شحادة الزعبي وأمه السيدة عائشة في قرية اليادودة التابعة لمحافظة درعا (جنوبي سورية ) بتاريخ 30 كانون الأول / ديسمبر 1942 . وفي 29 آب / أغسطس 1963 حصل على الشهادة الثانوية من ثانوية مدينة السويداء الرسمية ، ليلتحق بعد ذلك بالكلية الحربية في مدينة حمص (وسط سورية ) . وفي 19 نيسان / أبريل 1965 تخرج فيها برتبة ملازم ، حيث تحمل شهادة تخرجه الرقم 108 . وفي العام 1968 رفع إلى رتبة ملازم أول . بعد قضائه فترة في خطوط المواجهة الأمامية مع إسرائيل ( تحديدا اللواء273 في منطقةالخشنية في القطاع الجنوبي ) ، تم انتدابه كمدرب في معسكرات لواء جيش التحرير الفلسطيني المتواجد في سورية ، والتابع ـ بموجب الاتفاقية العربية الخاصة بإحداث هذا الجيش ـ إلى رئاسة هيئة أركان الجيش السوري . وفي أيلول / سبتمبر 1970 تم إرساله في عداد القوات السورية إلى الأردن للمشاركة في العمليات الحربية المعروفة ، حيث وقع في أسر القوات الأردنية . وقد أكدت لنا السلطات الأردنية المختصة ، كما سيأتي تفصيله لاحقا ، أنها سلمته إلى الحكومة السورية بتاريخ 24 أيلول / سبتمبر 1974.
خلفية القضية وسير التحقيق في الكشف عن مصير
فرحان الزعبي
في مطلع آذار / مارس الماضي تسلم الزميل نزار نيوف رسالة موقعة باسم ” آل الزعبي في محافظة درعا ” عبر فيها كاتبوها عن ثقتهم بالزميل المذكور و ” شجاعته في فتح ومتابعة الملفات الخاصة والمعقدة وأملهم بأنه قادر مع منظمته على الكشف عن مصير ابنهم ، بعد أن فشلوا في الوصول إلى أي نتيجة من اتصالهم بناشطين في حقوق الإنسان ينحدرون من محافظتهم وبمنظمات محلية ودولية أخرى معنية “. وقد تضمنت الرسالة ، إلى جانب المعلومات الأولية المتعلقة به ، معطيات تؤكد أن رئيس الوزراء السابق محمود الزعبي قتل اغتيالا وليس انتحارا ( سينشر هذا الملف بعد استكمال التحقيق بشأنه ) . وبعد عدة أيام على ذلك تم إيفاد الزميلتين ناديا قصار دبج ، مسؤولة العلاقات الخارجية في ” المجلس ” ، والزميلة ملك بيطار مسؤولة لجنة الحريات وسجناء الضمير ، في مهمتي تحقيق خاصتين ، وعلى نحو سري ، إلى كل من الأردن وسورية ، حيث استطاعتا الحصول على المعلومات والوثائق التي تؤكد أن السيد فرحان يوسف الزعبي تم تسليمه فعلا إلى السلطات السورية بتاريخ 24 أيلول / سبتمبر 1974 ، وأنه لم يزل على قيد الحياة في إحدى الزنازين الإنفرادية التابعة لفرع الضباط في المخابرات العسكرية .
قرائن الإثبات
بالإضافة للوثائق التي حصل عليها الزميل نزار نيوف ، حصلت الزميلتان خلال مهمة التحقيق التي استغرقت شهرا كاملا على المعلومات والوثائق التالية :
1 ـ أكد لنا النائب (س ) عضو مجلس الأعيان الأردني ، بعد جهود التقصي التي بذلها ، أن محمد رسول الكيلاني ، الرئيس الأسبق للمخابرات الأردنية نهاية الستينيات وبداية السبعينيات ، ” فشل في تجنيد السيد فرحان الزعبي من أجل لقيام بعمليات تخريبية على الأراضي السورية ” . ولهذا ” أمر بوضعه في الحبس الإنفرادي في سجن الجفر الصحراوي وتعذيبه إلى حين تسليمه للسلطات السورية بعد أربع سنوات على أسره ” . وأكد النائب أنه اطلع على محضر الاستلام والتسليم الذي تم على الحدود الأردنية ـ السورية في الساعة 11:27 من صباح 24 أيلول / سبتمبر 1974 ، مشيرا إلى أن قرار السلطات الأردنية بالإفراج عنه وتسليمه للحكومة السورية جاء ” نتيجة وساطات قام بها وجهاء عشيرة الزعبي في الأردن وزوجة رئيس الوزراء الأردني آنذاك وصفي التل ” .
2 ـ بعد ثبوت تسليم السيد فرحان الزعبي للسلطات السورية ، توجه مسار التحقيق إلى الأراضي السورية . وهناك استطاعت الزميلة ملك بيطار الوصول إلى السيد سعيد الكردي الذي كان يخدم في المخابرات العسكرية خلال العام 1974 . وقد أكد السيد الكردي ” أن رئيسه آنذاك هشام جميل طلب منه الذهاب إلى منزل آل الزعبي أوائل تشرين الأول / أكتوبر 1974 لإحضار ملابس لضابط معتقل تم استلامه حديثا من الحكومة الأردنية ” . وبعد بحث دام بضعة أيام تمكنت الزميلة ملك بيطار من الاتصال غير المباشر ـ عن طريق سيدة أخرى ـ بضابط المخابرات هشام جميل ، رئيس الفرع 248 (فرع التحقيق العسكري في المخابرات العسكرية السورية ) خلال السبعينيات وشقيق قائد القوى الجوية الأسبق اللواء ناجي جميل . وقد أكد هشام جميل رواية السيد سعيد الكردي ، مضيفا القول إن ” فرحان الزعبي كان معتقلا لديه في تلك الفترة ، وأن أخاه اللواء ناجي طلب منه السماح لأسرة فرحان الزعبي بزيارة ابنهم ، بعد تدخل بعض معارفه لديه ، إلا أنه لم يستطع تلبية رغبة شقيقه بسبب خوفه من إجراء عقابي قد تقوم بها القيادة ضده نظرا للوضع الحساس التي تنطوي عليه قضية السجين المذكور ” .
3ـ يحتفظ الجيش السوري ، كغيره من الجيوش ، بسجلات خاصة تتعلق بحركة ضباطه وجنوده منذ بداية خدمتهم حتى انتهائها . وفي سورية هيئتان مسؤولتان عن ذلك هما ” إدارة شؤون الضباط ” و ” إدارة السجلات العسكرية ” ، إضافة لهيئة خاصة في وزارة الدفاع تدعى ” مكتب أسر الشهداء ” . وحين يستشهد العسكري أو يفقد في العمليات الحربية أو يموت لأي سبب كان ، توضع إلى جاب اسمه في ” إدارة شؤون الضباط ” ، إذا كان ضابطا ، عبارة ” تم ترقين قيده ” ، والتي تعني الموت . وإذا كان شهيدا أو أسيرا أو مفقودا تتم إحالة ملفه إلى مكتب أسر الشهداء الذي يقوم بإعطاء تعويض لأسرته مع راتبه المخصص . وإذا كان منتدبا للعمل في جيش التحرير الفلسطيني ( وهو تابع بموجب اتفاقية عربية كما أشرنا أعلاه إلى رئاسة أركان الجيش السوري ) ، واستشهد أو وقع في الأسر وهو على رأس عمله في هذا الجيش ، تتولى” مؤسسة الشؤون الاجتماعية ورعاية أسر الشهداء والأسرى ” التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ملف الشخص المعني . وتقع مكاتب هذه المؤسسة في شارع الملك العادل بحي المزرعة بدمشق . وبعد التحقيق تبين لنا أن الفراغ المقابل لاسم فرحان الزعبي في سجلات “إدارة شؤون الضباط ” لا يحتوي على أي عبارة تشير إلى أنه تم ترقين قيده ، الأمر الذي يعني أن وضعه القانوني لم يزل كما لو أنه لم يزل على رأس عمله . وبالمقابل استطعنا الحصول على وثيقة أصلية من المؤسسة المذكورة تشير إلى أنها كانت تدفع راتبا شهريا منتظما مقداره 1080 ليرة سورية حتى شهر شباط / فبراير 1995 لزوجة فرحان الزعبي ، السيدة صباح ، باعتبار زوجها شهيدا . وفي شهر آذار / مارس من العام المذكور قررت المؤسسة التوقف عن دفع المرتب بعد أن تأكد لديها أن صاحب العلاقة لم يزل حيا ، وكتبت على صفحة جدول الرواتب عبارة” الشهيد حي يرزق ولا دخل للمؤسسة ” ، والتي تعني أن المؤسسة لم تعد مسؤولة عن وضعه . ( انظر ملحق الوثائق ) . وقد أفادنا موظف كبير في المؤسسة المذكورة (رفض الإشارة لاسمه ) لدى سؤاله عن المستند الذي استندوا إليه في تأكيد أن فرحان الزعبي لم يزل حيا ، قائلا ” علمنا عن طريق المخابرات السورية أنه موقوف لديها ” .
4 ـ سجل قيد نفوس (شهادة ميلاد) باسم فرحان الزعبي صادرة عن أمانة السجل المدني في منطقة المزيريب (محافظة درعا ) بتاريخ 23 تموز / يوليو 1988 . لم يذكر فيها أنه متوفى . فمن المعلوم أن سجل النفوس الخاص بالمتوفين في سورية هو عبارة عن شهادة وفاة يكتب فيها مكان وزمان واقعة الوفاة . وسجل قيد النفوس لا يعطى للموتى ! 5 ـ إلا أن الوثيقة التي حصلنا عليها ، وهي الأكثر أهمية بالنظر لحداثتها ، عبارة عن كتاب موقع من قبل العماد علي عيسى دوبا ، رئيس شعبة المخابرات العسكرية السابق ، بتاريخ 10 تموز / يوليو 1999 ، يأمر فيه بنقل ” الموقوف فرحان الزعبي ، بن يوسف ، إلى الفرع 293/1 ” . ويمكن الاستنتاج من الكتاب ـ الموجهة نسخة منه إلى إدارة السجون في الشرطة العسكرية ـ أن المعتقل فرحان الزعبي كان عندئذ في أحد السجون الثلاثة التابعة لوزارة الدفاع ( سجن تدمر ، سجن صيدنايا ، سجن المزة ) . وذلك بالنظر لأن كتابا من هذا النوع لا يمكن أن ترسل نسخة منه إلى إدارة السجون في الشرطة العسكرية إلا إذا كان الموقوف نزيلا في أحد سجونها المذكورة . ( لأسباب أمنية رأينا عدم نشر هذه الوثيقة في ملحق الوثائق ، إلا أنها ستقدم للسيد ميغيل Miguel de la Lama في المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة بجنيف مطلع الشهر القادم ، فضلا عن منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومان رايتس ووتش ) .
لماذا اعتقل فرحان الزعبي !؟
ربما كان السؤال الأقل نباهة ، ولعله الأكثر ” حماقة ” ، هو أن تسأل في سورية لماذا اعتقل هذا الشخص أو ذاك !؟ فهناك الآلاف ممن اعتقلوا دون أي مبرر قانوني . وبعضهم قضى أكثر من ربع قرن في غياهب السجون والزنازين الإنفرادية وخرجوا إلى الحرية أو إلى القبر دون أن توجه لهم أية تهمة ، بل دون أن يعرفوا هم سبب اعتقالهم . إلا أن قسما كبيرا منهم ـ وكما بات معروفا جيدا في سورية ـ تتصل قضاياهم على نحو وثيق بـ ” النزعة العقابية التأديبية ” لدى الرئيس الراحل حافظ الأسد ، إذا ما استخدمنا تعبير كاتب سيرته باتريك سيل الذي عنى بها تلك النزعة الثأرية الانتقامية الحاقدة التي عاش الرئيس الراحل ومات عليها دون أن يتخلى عنها لحظة واحدة .
بيد أن الأنكى من ذلك كله هو أن الحفاظ على هذا ” الإرث الثأري ” كان في صلب وصيته السياسية غير المكتوبة ، لكن المحفوظة عن ظهر قلب لدى ورثته المؤتمنين عليها ! ولعل فرحان الزعبي أحد أبرز ضحايا هذه النزعة الثأرية المرضية. فبعد أربع وثلاثين سنة من الاعتقال في زنزانة انفرادية ( منها ثلاثون في أقبية المخابرات السورية ) ، لا يعرف فرحان الزعبي ، ولا أحد من أسرته ، لماذا رمي في هذا الجب الذي لا قرارة له . ومن المؤكد أن أحدا من هؤلاء لن يعرف حتى تعرف أسرة العميد عصام أبو عجيب ، بطل الجمهورية ، لماذا اعتقل هذا البطل الوطني في أقبية المخابرات الجوية ليخرج بعد ست سنوات .. إلى ” حرية القبر ” التي أصبح الكثيرون في بلادنا يفضلونها على ” حرية دولة البعث ” ! فسورية هي البلد الوحيد في العالم الذي يعتقل المرء فيها عدة عقود ثم يطلق سراحه (إذا بقي على قيد الحياة ) دون أن توجه له تهمة واحدة . حتى صدام حسين كان أرحم منهم ، ولم يكن يفعل ذلك . كان يوجه تهمته لخصومه ، سواء أكانت صحيحة أم ملفقة ، ثم يقوم بقتلهم أو إطلاق سراحهم بعد فترة اعتقال تناسب جرمهم المزعوم … لكن المعروف !
على مدى حوالي ثلاثة أشهر من التقصي لم نعرف أي سبب لاعتقال السيد فرحان الزعبي ، سوى أنه كان محسوبا على ” مؤامرة ” لقلب النظام السابق في 8 أيلول / سبتمبر 1966 بقيادة الرائد سليم حاطوم ، أي في حقبة المستحاثات والأحافير الأيديولوجية السابقة لحقبة الديناصورات الراهنة ! لكن مع هذا ، فإن المحكمة العسكرية الاستثنائية ، برئاسة القاضي عادل مينه ومدعيها العام شفيق اسماعيل ، التي حاكمت المتهمين وأصدرت أحكامها في 27 آذار/ مارس 1967 ، برأت فرحان الزعبي من كل ما نسب إليه . ولا أدل على ذلك من أنه بقي بعد ذلك ثلاث سنوات على رأس عمله ، وأسندت له مهام عسكرية حساسة ، قبل أن يقع في الأسر خلال الحرب السورية ـ الأردنية في أيلول / سبتمبر 1970 . فهل للرئيس بشار الأسد أن يقول لنا فقط لماذا اعتقل والده فرحان الزعبي وأخفاه ، ولماذا يستمر هو في هذه الفعلة الإجرامية المشينة ؟ هل الأمر خاف عليه ؟ إذا كانت هذه هي حجته ، فها نحن نخبره .
طفلة ولدت ولم تر أباها حتى الآن
وأم بلغت سن الثالثة بعد المئة ولم تزل تنتظر ابنها
وزوجة تلوب في هذه الدنيا منذ ثلث قرن بحثا عن خبر
حين اعتقل فرحان الزعبي كان لديه ابنة واحدة ( فداء التي تزوجت ولديها الآن خمسة أبناء ) وابن واحد (غياث الذي بلغ الخامسة والثلاثين ) . أما منال التي كانت جنينا في بطن أمها فقد أصبح لديها الآن أربعة أبناء . وأما والدته العجوز فقد بلغت سن الثالثة …بعد المئة ولم تزل تنتظر ابنها لتكحل عينيها برؤيته قبل أن يطويها قبر الله بعد أن طواها قبر السلطة . هؤلاء جميعا ، وتسعة إخوة معهم ، يريدون أن يعرفوا شيئا واحدا : أين تقع زنزانة فرحان الزعبي ، ولماذا هو فيها منذ ثلث قرن ؟
أما صباح دامر التركماني ، الزوجة التي تلوب في هذه الدنيا منذ زمن الطوفان بحثا عن يونسها الذي ابتلعه الحوت ،
فتسأل :
” ما هو جرم زوجي حتى يسجن كل هذه الفترة دون أن يراه أحد من أهله أو أولاده أو زوجته؟!!!
إن كان مجرماً فلماذا لا يتم إعدامه في ميدان عام أمام كل الناس حتى يكون عبرة لغيره؟ ونحن على استعداد لتنفيذ هذا الحكم بأيدينا إن ثبت أنه مجرم أو خائن لدولته؟
وإن كان زوجي جاسوسا كما يقولون ، فلماذا لا يحاكموه كجاسوس؟
ألا يسمح للجاسوس أن يراه أهله؟ هذا إن كان، مع أن كل من عرفه ويعرفه يعلمون أنه أبعد ما يكون عن هذا الخلق. إن كان زوجي سجينا من النوع السياسي كما يقول الجميع، فما هي المعلومات التي لديه؟ وهل هو على هذه الدرجة من الخطورة حتى تخاف منه دولة بأكملها؟!!!
وما هي هذه الدولة التي يتوقف وجودها على رجل واحد بحيث أنه لو أن إنسانا رآه فسوف ينهار كيان هذه الدولة؟!!! أليس لي الحق أنا زوجته بأن أراه ما دام على قيد الحياة؟
أليس لأولادي الحق بأن يروا أباهم؟
ماذا أقول لأحفادي الذين يعلمون أن جدهم حي يرزق ولكنهم لا يستطيعون رؤيته؟
كيف ستكون نفسية هؤلاء الأولاد؟
أليس لأمه التي بلغت 103سنوات من العمر أن ترى ولدها الذي ما فارق ذكره لسانها قط؟
أليس لإخوانه الحق في رؤيته؟
أليس لأولاد إخوانه الحق في رؤيته وخاصة أن جدتهم دائماً تذكره؟
دعكم من كل شيء. أليس له الحق في أن يعيش كما يعيش ليس البشر بل الحيوانات والبهائم والطيور والأسماك؟
حتى الحيوان يتمتع بحرية نفتقدها نحن. ربما نحن بأجسادنا خارج السجن، إلا أن عقولنا داخل السجن. لقد حكم علينا جميعاً بالسجن ومنذ عام 1970.
إن زوجي لا يعلم أن له ابنة (فتاة) ثانية. هو يعلم فقط أن له بنتا وصبيا، أما الثانية فلا يعلم عنها أي شيء. أي ظلم هذا؟؟!!!
هل هناك من يسمع؟ هل هناك من معين؟؟!!
أما آن لهذا الفارس أن يترجل؟ ” .
نعم ، آن له ، وللآلاف غيره ، أن يترجلوا يا سيدتي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملحق الوثائق
1ـ صورة شخصية للسجين فرحان الزعبي باللباس المدني .
2ـ صورة شخصية له باللباس العسكري بعد تخرجه في الكلية العسكرية برتبة ملازم .
3 ـ سجل قيد نفوس صادر عن أمانة السجل المدني في المزيريب بتاريخ 23 / 7 / 1988 .
4ـ صورة أصلية لوثيقة صادرة عن مؤسسة رعاية أسر الشهداء والأسرى في منظمة التحرير الفلسطينية ، مكتب دمشق ،
تشير إلى أن فرحان الزعبي على قيد الحياة وأن آخر مرتب دفعته لأسرته كان في شباط / فبرابر 1995 .