دمشق ، 31 تموز / يوليو 2004
علم ” المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية ” أن كتيبة على الأقل تابعة لـ ” إدارة الحرب الكيميائية ” في سورية تشارك في جرائم الإبادة الجماعية التي يقودها النظام العسكري ـ الإسلامي العنصري في الخرطوم ضد أبناء منطقة دارفور من غير العرب . وفي خلاصة التحقيق الذي أجراه ” المجلس ” منذ تبلغه معلومات بهذا الشأن قبل ثلاثة أسابيع من الآن ، تبين بشكل قاطع أن هذه الكتيبة تم إرسالها مصحوبة بكتيبة أخرى تابعة لـ ” سرايا الصراع ” التي يقودها اللواء غسان الأسد ( خلفا لشقيقه اللواء عدنان) . ومن المعلوم أن ” سرايا الصراع ” مدربة تدريبا خاصا على حماية النظام من أي انقلاب أو تمرد محتمل .
وقد أكد الملازم الأول ” حسن . أ” الذي يعمل في الإدارة المذكورة هذه المعلومات ، مشيرا إلى أن الكتيبة التابعة لإدارة الحرب الكيميائية ، وتلك التابعة لسرايا الصراع ، تم نقلهما إلى السودان على متن الخطوط الجوية السورية في مطلع حزيران / يونيو الماضي على عدة دفعات كي لا يثير الأمر أي انتباه من قبل أجهزة استخبارات معادية . وأضاف الملازم قائلا ” إن الوحدات العسكرية السورية التي أرسلت إلى السودان مصحوبة أيضا باختصاصيين مؤهلين تأهيلا عاليا على إجراء عمليات المكياج التي من شأنها تغيير بشرة الجنود السوريين عند الضرورة بما يوائم بشرة المواطنين السودانيين ” !
في السياق نفسه ، أكد عدد من طلاب كلية الطب في جامعة حلب أنهم ” يقومون ، منذ العام 1999 ، بتشريح جثث ذات لون أسمر داكن لا يمكن الشك في أنها جثث لمواطنين أفارقة ” . وقال الدكتور ” ياسر ” الذي تخرج من جامعة حلب منذ عامين باختصاص ” طب جنائي ” ( طب شرعي ) ويعمل الآن في إحدى مشافي الدولة ” إن الجثث التي شرحناها في جامعة حلب كانت معرضة لمواد كيميائية غير معروفة بالنسبة لنا ، ولم يسبق لنا أن درسناها في الجامعة ” . وقد أكد موظفون في وزارة التعليم العالي السورية أن هناك اتفاقا مبرما مع السودان لتبادل الجثث فيما بين كليات الطب في البلدين لغايات علمية تتصل بتدريب الأطباء ” . وفي هذا الإطار تجدر الإشارة إلى أن الزميل نزار نيوف كان كشف فور إطلاق سراحه من السجن في إيار / مايو 2001 عن وجود اختبارات كيميائية وبيولوجية على معتقلين سياسيين سوريين وعرب آخرين ( لبنانيين وأردنيين وفلسطينيين ) في معتقل ” خان أبو الشامات” التابع للمخابرات الجوية ، والواقع شرق قاعدة الضمير الجوية العسكرية شمال شرق دمشق(*) . وفي تحقيق لاحق أجراه الزميل الصحفي مازن ياغي بتكليف من “المجلس” تبين أن من أجريت عليهم هذه الاختبارات من المعتقلين تم نقلهم إلى السودان دون معرفة السبب في حينه إلا التكهن بدفنهم هناك من أجل إخفاء الجريمة . إلا أن الاتفاق الذي كشف عنه بين وزارتي التعليم العالي بين البلدين يقدم تفسيرا منطقيا لعدم استطاعة زملائنا الذين أجروا التحقيق الوصول إلى معلومات تشير إلى المصير الذي آلت إليه الجثث التي خضعت لتلك الاختبارات في خان أبو الشامات. هذا وكان ” المجلس ” قد تلقى يوم أمس تقريرا من أحد الأطباء السودانيين العاملين في مشفى الفاشر بدارفور يشير فيه إلى أن مواطنين عربا يتحدثون اللهجة السورية أحضروا معدات طبية متقدمة إلى الجناح A في المشفى الذي يعمل به بعد أن أخضع لحراسة أمنية مشددة من قبل عناصر أمن يعتقد بأنها سورية ، وأن عددا كبيرا من الجثث نقل إلى هذا الجناح بعد ذلك ، حيث أجريت عليها فحوص من قبل الفريق المفترض أنه سوري ، وأعيدت بعد ذلك إلى الثلاجات نفسها التي أحضرتها ، ولتنقل من ثم إلى مكان لا نعرفه . ويضيف الطبيب السوداني في رسالته ” من خبرتي كطبيب أستطيع التأكيد أن الجثث التي أحضرت إلى الجناح المذكور في المشفى هي لضحايا قضي عليهم بأسلحة كيميائية ” .
وفي آخر المعلومات المتعلقة بهذا الشأن ، علم ” المجلس ” أن نائب رئيس الأركان السوداني لشؤون العمليات الحربية ، الفريق الركن جعفر حسن محمد أحمد ، زار سورية في الثامن والعشرين من الشهر الجاري ( قبل ثلاثة أيام ) واجتمع إلى رئيس الأركان السوري العماد علي حبيب بحضور اللواء مدير إدارة الحرب الكيميائية في سورية واللواء غسان الأسد قائد ” سرايا الصراع “!
وفي اتصال أجراه ” المجلس ” مع ديبلوماسية كبيرة في السفارة الأميركية بباريس ، رفضت الإشارة لاسمها ، أكدت أن ” وكالة المخابرات الأميركية CIA وجهاز المخابرات الخارجي البريطاني MI6 يملكان معلومات موثقة منذ شهرين على الأقل حول تورط النظام السوري بعمليات الإبادة العنصرية التي تجري في دارفور على أيدي الجيش السوداني و ميليشيان الجنجاويد المدعومة من قبله ” . وأضافت الديبلوماسية الأميركية ” إن وفدا سريا من وكالة المخابرات المركزية الأميركية زار دمشق سرا قبل بضعة أيام وناقش الموضوع مع الرئيس بشار الأسد بحضور اللواء حسن خليل رئيس شعبة المخابرات العسكرية وضابط الاتصال الأمني بين سورية والولايات المتحدة ، والكولونيل الأميركي المسؤول عن الاتصال الأمني في السفارة الأميركية بدمشق ” ! وقالت الديبلوماسية الأميركية ” إن زيارة الرئيس الأسد المفاجئة إلى مصر تأتي على خلفية هذا الموضوع ، إذ تعتقد الإدارتان الأميركية والبريطانية بأن إرسال وحدات للحرب الكيميائية وأخرى من سرايا الصراع إلى السودان قد يكون تم من دون علم الرئيس السوري ومن وراء ظهره ” ؟!
هذا وقد ناشد المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية المنظمات الدولية المعنية ومجلس الأمني الدولي بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في هذه الجرائم ، مبديا استعداده للتعاون معها ووضع كل ما لديه من معلومات بتصرفها . كما ندد بالتستر البريطاني والأميركي على هذه الجريمة ، ووصفه بأنه ” عمل إجرامي يرقى إلى حد التواطؤ في ارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد الجنس البشري ” .
للاطلاع على مواد ذات صلة ، انظر الروابط التالية :
http://www.ualm.org.au/Syria_Files.asp?display=content&id=59
http://www.thisissyria.net/2002/12/06/syria&lebanon.html
http://www.tayyar.org/files/actualite/0306/030617marhabalubnan_nizarnayyuf.htm