دمشق ، 14 آب / أغسطس 2004
علم المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية أن فرع الأمن الجنائي في دمشق اعتقال ظهر اليوم كلا من مجاب السمرة و أحمد معتوق وعلي العوض بأمر من شعبة الأمن السياسي في وزارة الداخلية بتهمة ” تأسيس جمعية غير مرخصة لمناهضة الصهيونية ” !! وجاء في تفاصيل المعلومات التي تلقاها ” المجلس ” أن المواطنين الثلاثة المذكورين اعتقلوا ظهر اليوم بعد تكرار مراجعتهم لوزارة الشؤون الإجتماعية والعمل خلال الأيام القليلة الماضية للمطالبة بترخيص هذه الجمعية التي يقف وراءها عدد من السياسيين والمثقفين القوميين ، وبشكل خاص من التيار الناصري . ولم يتأكد بعد ما إذا كان الثلاثة سيحالون ، كما ذكر أحد المصادر الحقوقية ، إلى محكمة أمن الدولة بتهمة ” تأسيس جمعية غير مشروعة ، والعمل على توتير علاقة سورية بالعالم الخارجي والإساءة لسمعة البلاد في الخارج” . إلا أن مصدرا حقوقيا لم يستبعد أن يحاكم الثلاثة بتهمة ” توتير علاقة سورية مع دولة جارة ( إسرائيل ) ” في وقت يجري الحديث فيه بقوة عن اتصالات سرية بين النظام السوري وحكومة آرييل شارون عبر أطراف أخرى لا يستبعد أن تفضي إلى” مفاجآت عملية ” خلال المستقبل المنظور ، خصوصا بعد أن أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أول أمس عن أن انسحاب إسرائيل من مرتفعات الجولان المحتلة لن تكون له أية تبعات خطرة على أمن إسرائيل . وهو ما اعتبر الرسالة الإسرائيلية الأكثر وضوحا للحكومة السورية منذ توقف مفاوضات شيبردز تاون بين البلدين قبل أربع سنوات .
وفي سياق متصل ، علم ” المجلس ” من مصادر واسعة الاطلاع في واشنطن أن نائب إدارة المخابرات العامة في سورية ، اللواء محمد ناصيف خبر بك ، وأحد أبرز رجال المخابرات في سورية الذين أناط بهم الرئيس الراحل مهمات أمنية استثنائية تتصل برئاسة الجمهورية مباشرة ، موجود في واشنطن الآن ” بمهمة أمنية ـ سياسية مزدوجة تتعلق باستئناف المفاوضات مع إسرائيل وبالملف الأمني في العراق ، خصوصا وأن أحد أكبر ضباط إدارته (اللواء بهجت سليمان ، رئيس الفرع 251 في إدارة المخابرات العامة ) متهم بإدارة عملية ” بزنس الإرهاب ” في العراق لحسابه الشخصي ” . وأشار هذا المصدر إلى ” أن تأكيد مصادر السفارة الأميركية بدمشق أن زيارة اللواء ناصيف لواشنطن هي بغرض الفحوص الطبية أمر لا أساس له من الصحة ، فهو مبعوث بمهمة رسمية من قبل الرئيس بشار الأسد ” . ودلل المصدر على ذلك بوجود ضباط آخرين مرافقين للواء ناصيف يتبعون لـ ” إدارة الاستطلاع ” و ” إدارة المساحة العسكرية ” . وهما الجهتان العسكريتان المناط بهما فحص ومناقشة القضايا ” الفنية ” في أي مفاوضات مع إسرائيل تهدف إلى انسحاب جزئي أو كلي من مرتفعات الجولان المحتلة . ويعتقد المصدر أن إسرائيل قد تقوم بانسحاب جزئي لعدة كيلو مترات غربي مدينة القنيطرة المحتلة ، عاصمة الجولان ، بما يتيح للسلطات السورية إعادة إعمارها بعد أن دمرتها القوات الإسرائيلية في حرب أكتوبر 1973 .
يشار أخيرا إلى أن عددا من المثقفين والسياسيين القوميين ، مثل حسين العودات ورجاء الناصر ، كانوا تقدموا قبل عدة سنوات بطلب ترخيص الجمعية المذكورة ، إلا أن طلبهم رفض مع تحذير مبطن من مغبة العودة إلى هذا الأمر في المستقبل . وذلك في وقت كانت فيه مفاوضات شيبردز تاون تتجه إلى توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل .