4/8/2006
منذ اللحظة الاولى للعدوان الاسرائيلي على لبنان اعلنا في اتحاد الجمعيات وفي مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني في الداخل ان دورنا هو مشاطرة شعبينا الفلسطيني واللبناني في الهم المشترك من اجل وقف هذا العدوان. اعلنا جماعيا اننا لسنا في الخندق الاسرئايلي العدواني الذي يحاولون زجنا فيه واجبارنا على المكوث فيه بغية استخدامنا – وبالاحرى – اساءة استخدامنا كدرع بشري لدعايتهم الدموية ولآلة حربهم المجرمة.
لقد اعلنا اننا في قارب واحد مع شعبينا اللبناني والفلسطيني. وامعانا في هذا اطلقنا اول حملة اغاثة قبل اسبوعين الى لبنان من فلسطين48 لنؤكد من خلالها رسالتنا بحرصنا على حياة الشعوب وحقها وواجبها في مواجهة آلة الحرب والعدوان. ولنؤكد ايضا اين موقعنا نحن الفلسطينيين في الداخل.
وفي نداءاتنا الى المحافل الدولية حيث تربطنا علاقات واسعة اكدنا ان اي صمت او تقاعس عن العمل لوقف العدوان الذي حظي في بدايته بدعم دولي هائل انما هو مشاركة في الجريمة. وخضوعا للمقولة التي ان اسرائيل هي ضحية ضحايا عدوانها واحتلالها وعنصريتها.
وفي ندائنا الى ذاتنا اكدنا ان ضحايانا في الناصرة وعبلين والمغار وترشيحا هم ضحايا اسرائيل والمجرم بحقهم هو اولمرت وبيرتس وقادة جيشهم لا غير.
اننا نضم صوتنا الى كل مؤسسات المجتمع المدني بما فيها جمعيات الدفاع عن حقوق الانسان وحركات التضامن في العالم والتي تناهض العدوان والمجازر والتي تحث المجتمع الدولي على اتخاذ خطوات رادعة لملاحقة حكام اسرائيل ومعاقبتهم واحالتهم الى المحاكم الدولية والمحكمة الجنائية الدولية كمجرمي حرب, على ما اوقعوه من دمار وقتل للمدنيين وللمرافق المدنية في لبنان وفلسطين.
للحق يقال ان لبنان بمقاومته للعدوان الاسرائيلي الامريكي انما يتضامن مع امتنا العربية اكثر مما تتضامن امتنا مع لبنان, وفلسطين تتضامن فعليا مع الامة العربية اكثر مما تتضامن الاخيرة مع فلسطين. ومن العار التاريخي القاء تبعة المواجهة مع العدوان الامريكي الاسرائيلي على حركات المقاومة وتحميلها وحدها اعباء خلاص الامة مجتمعة. ومن هنا ندعو ونناشد شعوبنا العربية تصعيد تضامنها الفعلي مع لبنان لوقف العدوان فورا عنه ووقف حرب الابادة عليه وبالاساس على شعبه الاعزل وعلى البنية المدنية لهذا البلد المناضل.
لقد تداخل النضال اللبناني والفلسطيني على مدى عقود في مواجهة آلة الابادة الاسرائيلية, وتداخلت الدروس والعبر من النضال بالانجازات والاخفاقات. وها نحن, الشعب الفلسطيني, اليوم تعلمنا درسا عظيما من لبنان المقاوم, وهو موقف الدولة والحكومة من المقاومة في لبنان. الدولة والحكومة والبرلمان والاحزاب السياسية في شبه اجماع على دعم المقاومة متقاسمين الادوار مدركين ان اسرائيل هي التي تدمر لبنان وموفرين غطاء شرعيا هاما جدا للمقاومة. فما احوجنا نحن الفلسطينيين خاصة السلطة الفلسطينية في الضفة والقطاع الى مثل هذا الدرس والتخلي عن اوهام العجز ومعاقبة المقاومة.
وعلمنا الدرس اللبناني والفلسطيني دائما ان استجداء التضامن الدولي والعربي لا يأتي بنتيجة رغم عدالة القضية. الشعوب المقموعة تحقق الانجازات العظيمة وتحرك التضامن الفعال بقدر ما تناضل وتواجه, وبقدر ذلك تحدث الشرخ تلو الشرخ في المجتمع الاسرائيلي الذي يئن تحت عبء العدوان الذي دعمه وبدأ يتلمس ثمنه في الايام الاخيرة ليكتشف ان معادلة العدوان والتفوق الاسرائيلي الموهوم هي معادلة بائسة وبائدة ولم تعد تجد نفعا.
علمنا درس لبنان ايضا كما درس فلسطين ان ترسانة الحرب والابادة الاسرئايلية امريكية قد تكون فعالة ضد جيوش وضد انظمة لا تملك دعما شعبيا, لكنها قاصرة عن قهر ارادة الشعوب التي تصبو لحريتها وتدافع عن كرامتها هذه الشعوب وبالذات شعبينا اللبناني والفلسطيني لها النصر دائما.