24/8/2006

بتاريخ 30/7/2006 نشرت الصحف حادث الاعتداء الهمجي على السيدة صفاء على السيد عطية وذلك في شرطة مركز الصف حيث قام الضابط سالم الجابري بنفسه وتحت إشراف الضابط محمد الصاوي رئيس المباحث وذلك وفقا لرواية السيدة صفاء لمركز النديم وطبقاً لبلاغها في النيابة. وبالرغم من أن الموضوع يعتبر فضيحة جديدة تضاف لفضائح أقسام الشرطة، وعلى الرغم من أن صفاء أبلغت مديرية أمن الجيزة ووزارة الداخلية وعدد من المسئولين بالواقعة إلا أن شيئاً لم يحدث بل وصلت الجرأة بضباط القسم وشعورهم بأنهم فوق العقاب بأن سمح لهم بأن استمروا في تهديدها والاعتداء عليها وتلفيق القضايا ضدها، بل وصلت التهديدات لأن يذهب مخبر يدعى عكاشة إلى صفاء في شقتها وأبلغها أن الضابط يطلب منها سحب الشكوى التي تقدمت بها للنيابة وألا فعليها ترك المنطقة بأكملها في خلال يومين. وفيما يلي سنقدم شهادة السيدة صفاء كبلاغ لكل من يهمه الأمر في هذا الوطن.

شهادة صفاء

“في يوم الثلاثاء 20/6/2006 توجهت لمركز شرطة الصف لعمل محضر ضد ثلاثة بلطجية ضبطهم يقسمون المخدرات في بلكونة شقتي الخلفية بعد أن قفزوا إليها في غفلة من السكان. وفي القسم طلب منى الضابط “محمد الصاوي” عدم ذكر واقعة تقسيم المخدرات في المحضر.

في اليوم التالي نصحني المحامى بضرورة الذهاب للقسم مرة أخرى واستكمال المحضر، وذكر حقيقة الحادث فما كان من المسئولين في القسم إلا أن اثبتوا ذلك في ورقة مستقلة واحتجزوني بحجة وجود أحكام قضائية سابقة ضدي، ولم يتركوني إلا بعد دفع مبلغ 100 إتاوة، وأعطاني المخبرين أرقام القضايا المزعومة. في اليوم التالي – الخميس 22/6 – توجهت للنيابة للسؤال عن هذه القضايا فأخبرني وكيل النيابة أن هذه القضايا لا تخصني، وأحالني مرة أخره للقسم لتحرير محضر بالواقعة بعد أن أخبرته بكافه التفاصيل، كما أتصل بهم تليفونياً ووبخهم ولامهم لوماً شديداً. ذهبت إلى القسم في نفس اليوم فرفض رئيس المباحث محمد الصاوي تحرير محضر ضد المخبرين، ولكن المأمور قام بتوقيع الجزاء عليهم.

في يوم الجمعة 23/6 تم استدعائي للقسم الساعة 9 مساء وهناك قاموا الضابط “سالم الجبري” والأمين شعبان بضربي (قال لي الضابط كلام عيب يتقال) وقالي موضوع بسيط زي ده تروحي تشتكينا في النيابة؟ واستمر في استفزازي حتى دافعت عن نفسي فراح قايم وضربني على وشي بالأقلام، فوقعت على المكتب .. الأمين “شعبان فتحي” رماني مرة تانية ناحية الضابط، ضربني تاني في وشي بس المرة دي كان في أيده حديدة (بشله) فتح بيها وشيي (تحت العين الشمال وأسفل الخد اليمين) حاولت أدافع عن نفسي ماقدرتش.. قطعوا العباية من الصدر والكتف، ورئيس المباحث “محمد الصاوي” كان في الحجرة المجاورة وسامع كل حاجة، جه وقالي أنتِ مش هتبطلي طوله لسان؟ أكيد أنتِ اللي استفزتيه ووجه كلامه لسالم وقاله أعمل لها محضر ومشيها.

سخر مني سالم وسألني لسه عايزة محضر؟ صرخت وقلت لهم أنا مش هاسكت. جه واحد لابس مدني وعملي محضر ضد سالم الجبري والأمين شعبان الجبري، قريت المحضر ومضيت عليه مع أن الدم كان بيخر من وشي. بعتوني المستشفي والدكتور هناك رفض تسجيل الجروح وقال دي كدمات. رجعت القسم أسلمهم المحضر لقيتهم مجهزين محضر تاني وعايزني أمضي عليه ولما رفضت ضربوني وتركوني في الحجز لحد يوم السبت، جت أختي تسأل عليا في القسم قالوا ارموها هي كمان في الحجز، الضابط سالم سألها عن أسمها فرفضت تقله، قالها هانحطلك الاسم اللي على مزجنا ونلففك كعب داير، وفعلاً عمل كده. الساعة أربعة الفجر جابوا تلاتة بلطجية منهم واحد من اللي دخلوا شقتي في حادثة المخدرات اسمه أحمد أبو دبشة ومعاه واحده ثانية، احدثوا فيهم خدوش وعملوا لهم كشف طبي، وابتدوا يعملوا لي محضر أني أللي ضربتهم.

يوم السبت الساعة 9 صباحاً خدوني النيابة – حكيت الحكاية – أخلي سبيلي لكن الأمناء أخدوني المركز وقالوا لي اتنازلي عن المحضر الأول ضد البلطجية واحنا نسيب أختك. بدون تردد تاني يوم رحت النيابة الساعة 9 وتنازلت عشان اخرج أختي … وفعلاً خرجت.

ولكن صفاء لم تسكت:

يوم الأحد 25/6 ذهبت إلى وكيل النيابة (الأولاني) وكان عارف القصة وحكيت له على اللي حصل، اتصل على الفور بالمأمور وشد معاه … وقالي أنا هعمل لك بلاغ بنفسي، وفعلا عمل لي بلاغ برقم (2341/2006 عرائض نيابة الصف).

وأنا مسكتش عملت بلاغ لمديرية أمن الجيزة برقم 2765 وقدمت شكوى للداخليةولغاية النهاردة لم يحدث شيء بعت أربع تلغرافات اللي حصل أنهم إبتدوا يهددوني. اخدني الضابط أحمد روؤف معاون المباحث يوم 1/8 بالليل الساعة 2 مساء للقسم وطلب مني التنازل عن القضية في النيابة.

ويوم 5/8 جولي في شقة ثانية، أخذني الضابط سالم الجبري وحط لي كمية كبيرة بانجو وسلاح وشوية حاجات مسروقة وقالي اختاري اللي يعجبك، أمن الدولة في جيبنا ومكتب المخدرات في جيبنا …. هتعاندينا هنسلط أي جهة عليكي. ولكن الصدفة أنقذتني ففي نفس اليوم كنت قد أرسلت تلغرافات لعدة جهات بشأن خوفي من الانتقام أو تلفيق القضايا ضدي لهذا تركوني. ولكن بعد ذلك المخبر عكاشة جالي شقتى وأبلغنى إن الضابط بيطلب منى سحب الشكوى اللي قدمتها للنيابة وإلا فعلي ترك المنطقة خلال يومين”.

هذه شهادة جديدة علي ما يفعله ضباط الشرطة في المواطنين المصريين، والعجيب أن تمر مثل هذه الانتهاكات الفذة دون عقاب، فلا مديرية الأمن استدعت الشاكية للتحقيق في شكواها ولا وزارة الداخلية فعلت ما يمليه عليها واجبها المهنى. فمن إذ يحمى صفاء ومن يحمى المواطن المصري المنتهكة حقوقه ليل نهار في أقسام الشرطة وكافة أماكن الاحتجاز.