4/10/2005

يحيى الأوس – عادل درويش

مريم قره جولي ابنة الأربعة عشر ربيعا، فتاة أخرى لم يسمح لها أن تكون ما أرادت، لم يسمح لها باختيار اسمها ولا دينها ولا حتى لون ثيابها، وكل ما سمحوا لها به، أن تكون قربانا جديدا يضاف إلى جيش النساء المقهورات المقتولات تحت شعار الشرف المزيف.

بالأمس غادرتنا هدى أبو عسلي وروحها المعذبة لا تزال هائمة تمطر ذاكرتنا ببشاعة الجريمة، واليوم علمنا أن مريم ابنة الرابعة عشرة، سبقت هدى بأيام قليلة ورحلت عنا… والصمت كان مطبقا كالعادة!!

في قرية فاتيانالي التابعة لمنطقة عفرين ولدت مريم وفي مدينة حلب – منطقة الشيخ مقصود – كانت تقيم، حيث تعمل في ورشة للخياطة.

لم تستطع مريم احتمال المشكلات العائلية التي تعيشها أسرتها فغادرت المنزل، وقررت البقاء في الورشة التي تعمل فيها، هربا من جحيم المنزل الذي تعيشه، وعندما علم أعمامها بغيابها عن المنزل لعدة أيام، قاموا بإحضارها إلى البيت، وسلموها إلى والدها الذي لم يتورع عن قتلها لاسترداد الشرف الذي تبين لاحقا أن ابنته لم تهدره.

لقد قام بقتلها لمجرد تغيبها عن البيت، دون الحاجة به إلى التأكد من وجود أي علاقة لها بأي شخص كان، ثم قام بتسليم نفسه للشرطة. وبعد معاينة الطبيب الشرعي للضحية تبين أن مريم لا تزال عذراء.

أكثر من شهر مضى على جريمة قتل مريم، وشبان قريتها يفكرون بالاعتصام من أجلها أمام القصر العدلي في حلب ولكنهم لم يفعلوا…

فما الذي يمنعهم من الاعتصام؟ وما الذي يمنعهم من رفع أصواتهم ليقولوا لا؟ هل هو العرف الذي يحول القتلة إلى أبطال أم هو المحيط الاجتماعي الضيق الذي يقلب المفاهيم ويجعل الرافضين لمبدأ القتل عاجزين عن التعبير عن آرائهم.

ضحية جديدة ولا يبدو أن الطابور قد أوشك على الانتهاء… ضحية جديدة ولا زلنا نحصي قتيلاتنا من النساء… طابور آخر طويل جدا يقف على الحافة ..يرى .. يسمع وربما يتألم ..لكنه لا يحرك ساكنا.. لهؤلاء نقول..الساكت عن الحق…

http://www.nesasy.com
البريد: nesasy@nesasy.com

نساء سورية