11/7/2006

الكاتب بسام القاضي

ولا نقصد هنا الجمعيات المعنية بالبيئة. فهي جديدة أولاً، ولم نرى من عملها إلا بداياته التي تبدو واعدة حقاً. خاصة أن معرفتها بأهدافها وسبل تحقيقها تبدو أيضاً على سوية جيدة..

بل نقصد كل الباقين! من مؤسسات الحكومة المختلفة، وخاصة الثقافية منها، إلى التنظيمات شبه الحكومية، مروراً بالأحزب السياسية الرسمية وشبه الرسمية، والأشخاص الطامحون إلى مناصب ما في غرفة تجارة أو مجلس مدينة أو مجلس الشعب.. وليس انتهاء ببعض الجمعيات العاملة في مجالات اجتماعية مختلفة..

والواضح أن الأمر مخجل حقاً! فرغم وجود القوانين التي تمنع وضع الملصقات بكافة أنواعها إلا في الأماكن المخصصة لها، لا نتوانى جميعاً عن إضافة المزيد من (الوساخة) إلى مدننا الوسخة أصلاً! ولا يبدو لنا أنه يغير شيئاً مضمون هذا الملصق أو ذاك. فالسلوك هنا هو المعني. وهو سلوك أقل ما يقال فيه أنه متخلف.

المثير حقاً أن أغلب من يقوم اليوم بوضع هذه الملصقات على الجدران والأعمدة وحيثما شاء ملصقها، هم من الجهات (المرموقة)! جهات ثقافية سورية (عليها القيمة)! وأحزاب تدعي أن في جعبتها ما نحلم به! وجمعيات تدعي حرصها على التقدم..! ملصقات تدعونا إلى هذا النشاط الفني (السامي) أو ذاك! إلى هذا الموقف الوطني (الحازم) أو ذاك! إلى هذا الموقف الاجتماعي (الراقي) أو ذاك! لكنها لا تفعل سوى أن تزيد هذا المنظر البشع بشاعة!

ونحن في موقع “نساء سورية”، للأسف الشديد، شاركنا ذات يوم بهذا السلوك. عندما قمنا بلصق ملصقات حول جرائم الشرف في بعض المدن السورية! وإذا كنا نقول ذلك بصراحة، وخجل، نؤكد أن هذا الأمر لن يتكرر. وندعو الجميع إلى الامتناع عن ذلك. وهذا أضعف الإيمان في مواجهة واقع التشويه متعدد الجوانب لمدننا.

نساء سورية