21/2/2008
لعبت الجمعية الوطنية لتطوير دور المرأة دوراً هاماً منذ إطلاقها في 2003، تمثل بشكل خاص في دخولها إلى معهد رعاية الفتيات بدمشق، وإطلاق سلسلة من التحسينات على وضع الطفلات (تحت 18 سنة) اللواتي في نزاع مع القانون. ونتيجة للتجربة المرة (والتي سنكتب عنها لاحقا) في إدارة هذا المعهد، توصلت الجمعية إلى ضرورة وجود مكان يسمح للفتيات اللواتي يخرجن من المعهد وهن ما زلن تحت تهديد العنف بأشكاله المختلفة، وغيرهن، بالالتجاء إليه طلباً للحماية من عنف تغض النظر عن ممارسته الحكومة السورية، رغم توقيعها على العديد من الاتفاقيات المتعلقة، و رغم العديد من الدورات التي يحضرها أعضاء فيها تقيمها جهات مختلفة، خاصة منظمات دولية عاملة في سورية
هذا المكان الجديد هو “واحة الأمان” التي يتم تجهيزها حالياً بمنحة يابانية، بعد أن ساهم في إعداد الدراسة الفنية لتجهيزها من قبل شركة سورية هي شركة يعقوبيان.
وبما أن الخبرة في مجال إدارة الملاجئ تكاد تكون معدومة في سورية، نظراً لعدم وجود ملاجئ أصلا في بلد تصرح مسؤولات فيه أنه يجب التوقف عن الاحتفال باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة نظرا لعدم ممارسة العنف ضد المرأة في سورية!! (فالقتل بذريعة الشرف والضرب والشتم والتعذيب والحرمان من الإرث والحرمان من الجنسية والطلاق التعسفي والحرمان من الحضانة والحرمان من الملكية المكرسة أثناء الزواج.. ليس عنفا بمفهوم هؤلاء النسوة اللواتي تقود بعضهن “الاتحاد العام النسائي”!!). بادرت الجمعية إلى الاتفاق مع خبيرة كندية، بالتعاون مع السفارتين الكندية والهولندية بدمشق، لتقدم خبراتها في ورشة عمل حول “إدارة دور الحماية”.
امتدت الورشة على مدى ثلاثة أيام (22-23-24/1/2008)، وهدفت إلى نقل الخبرة الكندية إلى عضوات الجمعية الوطنية لتطوير دور المرأة، التي ستكون المسؤولة المباشرة عن “واحة الأمان”. وقادتها السيدة مارلين بيرتران التي لعبت دورا رائدا في مناهضة العنف ضد المرأة لأكثر من عقدين، خاصة في مقاطعة مانيتوبا الكندية التي عينتها في 1992 مديرة لبرنامج منع العنف الأسري في دائرة الخدمات الأسرية والإسكان.
شملت الورشة العديد من المحاور الهامة. إذ نوقش خلال اليوم الأول مفهوم إدارة دور الحماية من حيث تحديد من هي الفئة المستهدفة وكيفية تقدير حاجاتهن وأية خدمات يمكن تقديمها لهن. كذلك دور الموظفين براتب والمتطوعين في هذه الدور، وكيفية اختيارهم. واختيار الهيكلية الإدارية الملائمة لتحقيق أفضل مردودية ممكنة.
وتناول اليومان الثاني والثالث المهارات الأساسية لإدارة دور الحماية، من حيث كيفية التعامل مع احتياجات النساء طالبات الحماية، وأقلمة طالبات الحماية مع إمكانيات الدار ودمجهن في عملها، وكذلك معرفة الصفات الخاصة بضحايا العنف، وتدريب فريق العمل على المهارات المختلفة الضرورية من حيث الإصغاء إلى الضحايا وتحليل وضعهن وبناء الخطط اللازمة للتعامل معهن بشكل مناسب.
كذلك تناول هذا المحور كيفية إدارة ملفات طالبات الحماية، والعمل على إعادة دمج النساء المستهدفات في المجتمع، وتأمين الدعم المالي الضروري للعمل.