1/2006

عبد الحليم عمر. 33سنة. فنى. وصل مصر 16/6/2005. مسجل بالمفوضية خرج من سجن شبين الكوم العمومى يوم 5/1/2006
يقول:
كنا جالسين عند بوابة الحديقة. جانا واحد أمن دولة (لابس مدنى) وقال فيه مظاهرة للاخوان المسلمين والشرطة ح تيجى تحمينا. كنا مطمئنين ان الشرطة ح تحمينا. شوفت الشرطة قربت. وضابط كلمنا بميكرفون..

انا وواحدة معايا كنا بنتفاوض مع لواء شرطة. قال ح نوديكم معسكر. قلت: فين. قال: مش لازم تعرف. قلت: ح نعمل وفد مننا يروح معاكم يشوف المعسكر. رفض وانذرنا بعد خمس دقائق ح يضرب علينا.

خمس دقائق وضربوا علينا مياه سخنة وبعدها مياة باردة طلبوا منا مرة ثانية ننفض. مع ان الحديقة كانت متحاوطة من كل مكان. بعدها بدأ الضرب من كل مكان. كنت ماسك زوجتى بايدى. كنت خايف عليها جدا. وقعت من كثر الضرب وداسوا على لغاية لما فقدت الوعى. ما حسيتش بنفسى الا فى المستشفى (ما عرفش اسمها). لما فوقت كانوا معلقين لى محلول وكان فيه ورم فى دماغى والم فى رجولى شديد. كنت متصور ان رجولى مكسورة. العنبر كان فيه زى عشرين سودانى وكان معانا حراسة (لابسين مدنى) كانوا يصحبونا حتى للحمام. لما سألته احنا مقبوض علينا قال انتم تبع ايمن نور!! كانت هدومنا مبلولة و حافيين. المعاملة كانت وحشة جدا اول يوم. ثانى يوم كان فيه ممرضة بتغطينا بالبطاطين وتبكى علينا. اخدونا نتعرف على الجثث فى عنبر ثانى. المنظر كان فظيع. جثتين او ثلاثة على الترولى الواحد فوق بعض. اتعرفت على طفل صغير معرفش اسمه لكن شفت ابوه وهو بيقع على الارض وينحدف لفوق. وقع على الارض والعساكر داسوا عليه. (ملحوظة: الاب لا يزال فى سجن شبين الكوم)

شالونا فى عربيات (الترحيلات) روحنا على طره. كنا حوالى عشرين وتقريبا كان يوم السبت. في طره لقيت زوجتي. مافيش غرف. كنا بنام قدام العنابر. كل واحد بطانية واحده. قسمونا. اللى معاهم بطاقة صفرا لوحدهم والزرقا لوحدهم واللى بدون هوية زيي لوحدهم (جوازى ماكنش معايا) وبدأوا يركبونا العربيات. انا رفضت وطلبت اكون مع زوجتى (معاها اقامة سارية) الظابط اخدنى وفهمنى انه النسوان فى سيارة لوحدهم والرجال لوحدهم عشان مايصحش وانى ح اقابلها هناك. بصينا من شباك العربية شوفنا اليافطة وعرفنا انه رحنا سجن شبين الكوم. السيارة تقف فى وش الباب وننزل كان فيه صفين من العساكر محوطينا. قعدونا صفوف وعدونا ثم مشونا طوابير واعطونا لبس مكتوب علية “تحقيق” ولما اعترضت الضابط قال لى انتم ضيوفنا. لبسنا وصورونا كل واحد شايل يافطة عليها اسمه.
دخلونا كل 25 فى غرفة صغيره بها طاقات مرتفعة تطل على مبانى السجن وفى ركن الغرفة حمام. بعد ما وصلنا بشوية صرخ زميل لنا وقال فيه واحد مشنوق فى الحمام. تصورنا انه يمزح ولما اتأكدنا اتفزعنا وخبطنا على الباب. جه عسكرى القى نظرة وخرج بعده ظباط كثير وبعدين لواء.
خرجونا من الغرفة ورفعوا البصمات وشالوا الجثة (كان جنوبى اسمه صعب) شنق نغسه بحبل (الحبل اللى كانت مربوطه به البطانية).
رجعونا الغرفة نفسها.
ماقدرتش انام ولا اشرب مياه من الحمام اللى كان فيه المنتحر.
اعترضت على الأكل (عيش وحلاوة) غيروا الاكل وجابوا لنا (ارز عليه صلصة حمرا). كنت قلقان على زوجتى كدبت على الضابط وقلت له لى ابن قافل عليه فى شقة لوحده. تحروا من زوجتى (كانت فى سجن القناطر) ولما اكتشفوا الكدبة عملوا لى محضر لكن العسكرى قال لى ح نخدمك فيه .

في اليوم الثالث فى السجن قالوا لنا ننزل عشرة عشرة ووزعوا علينا دفتر اصفر مكتوب علية وثيقة تعارف عليه اسم الواحد وصورته. دخلونى مكتب فيه سودانيين عرفت انهم من السفارة السودانية كانوا معلقين ديباجة على الجاكت. كان كلامهم استفزازى. اتعصبت واتهجمت على واحد. جابوا لى الحرس شالنى. احمد بيه اخدنى فى مكان لوحدى وجاب لى قهوه وسجاير. وقال لى براحتك عايز تتكلم معاهم اتكلم مش عايز خلاص. بعد شوية جانا السودانى (من السفارة) وقال عايزين ده (شاور على). قلت له انت عايز تاخدنى السودان تعذبنى ثانى. قال: انا بتكلم مع احمد بيه مش معاك. احمد بيه خده ومشاه بعيد عنى. لما رجعت الغرفة عرفت ان معظم زمايلى اتشاكلوا مع رجال السفارة

فى نفس اليوم اختاروا 17 واحد من عنابر مختلفة. قعدونا شوية تحت وماحصلش حاجة. رجعنا العنابر. توقعت مشاكل قلت لزمايلى احنا نضرب عن الطعام بداية من يوم الجمعة. يوم الخميس ندهوا على افراج. خرجنا ال 17 واحد اللى اختارونا من قبل.

كنا فى سجن شبين حوالى 600 واحنا ال 17 بس اللى خرجنا (يمكن لانهم باقى ال 17 معاهم بطاقة زرقاء ويمكن لان احنا عملنا مشاكل مع موظفى السفارة. يمكن لانى كنت ناوى على اضراب طعام)

ملحوظة: الأسماء الواردة في الشهادات غير صحيحة ولن نلعن عن الأسماء الصحيحة إلا يوم أن يفتح التحقيق الجدي في مذبحة ميدان مصطفى محمود