بيان إعلامي (9)
القاهرة فى 18//11/2007
الساعة التاسعة والنصف صباحاً
تابعت لجنة مراقبة انتخابات نقابة الصحفيين على مدار أكثر من أربعه وعشرون ساعة وقائع ومجريات اليوم الانتخابي لانتخابات نقابة الصحفيين والذي أصدرنا بشأنه أكثر من خمسه بيانات إعلامية حاولنا فيها أن نتابع اليوم الانتخابي لحظة بلحظة راصدين المراحل المختلفة لليوم الانتخابي من تصويت وفرز وإعلان نتيجة،وفيما يلي بأهم الملاحظات على اليوم الانتخابي من وجهة نظر اللجنة.
أولاً: إداء اللجنة المشرفة على الانتخابات
على الرغم من السلطات الواسعة والصلاحيات التى تكفل للجنة السيطرة على العملية الانتخابية،إلا أن اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات،إلا أنها قد فشلت فى اختبار اليوم الانتخابي،ظهر هذا الفشل أثناء عملية التصويت وتأخر بعض اللجان عن بدء عملية التصويت،كما ظهر بوضح أثناء عملية الفرز وإعلان النتائج كما سبق وأن أوضحنا فى بياناتنا السابقة،حيث تتحمل اللجنة جزء هاماً من سوء التنظيم الذى شاب مرحلة الفرز وإعلان النتائج.
بالإضافة إلى رفض اللجنة الغير مبرر تنفيذ أحكام القضاء دون مبرر،مستفيدة من خبرة أجهزة الدولة فى انتهاك سيادة القانون،واللجوء إلى حيل قانونية غير مجدية لإتخاذها حجة لعدم تنفيذ أحكام القضاء.
ثانيا: إداء الجمعية العمومية
تعتبر الأرقام الأولية المعلنة بشكل غير رسمي مؤشر قوى على قوة مشاركة الجمعية العمومية فى العملية الانتخابية وحرص السواد الأعظم من الصحفيين على المشاركة والتأثير فى نتيجة الانتخابات،وهو ما ظهر فى الرسائل التى تحملها نتائج الانتخابات.
ثالثا: اداء التيارات السياسية المختلفة
حرصت أغلب التيارات السياسية على التواجد ومحاولة التأثير فى العملية الانتخابية من خلال الدفع بعدد من المرشحين المنتمين لتلك التيارات،بالإضافة إلى تشكيل قوائم انتخابية سياسية ابرزها قائمة الإخوان المسلمين،وكذلك من خلال التواجد أثناء اليوم الانتخابي حيث لوحظ وجود عدد من رموز التيارات السياسية والحزبية،وكذلك العمل بشكل منظم من عدد من الأحزاب والقوى السياسية مثل الإخوان المسلمين وحزب التجمع التقدمي وبعض الجماعات اليسارية وكذلك بعض العناصر المحسوبة على أحزاب ليبرالية.
ولعل أبرز تلك المحاولات متمثلة فى ما قام به الإخوان المسلمين من الاصرار على تقديم دعاية للصحفيى أحمد عز الدين على الرغم من عدم إدراج أسمه فى كشوف المرشحين،وهو ما اعتبره البعض نقل لمعركة الإخوان مع السلطة إلى قلب المعركة الانتخابية.
كما ظهرت بعض التحالفات بين القوى السياسية أغلبها كان فى مصلحة مكرم محمد أحمد،وهو الأمر الذى قلل من فرص المرشح المنافس رجائي الميرغينى.
رابعا: المعركة الانتخابية
1- معركة النقيب
شهدت معركة النقيب استقطاب حاد بين أنصار المرشحين مكرم محمد أحمد ورجائي الميرغي،وصلت إلى حد التراشق بالألفاظ وترديد الهتافات وتوزيع المنشوارت والبيانات،على أن أكثر المتفائلين لم يكن يتوقع انتهاء المعركة بهذه النتيجة التى تعتبر نتيجة كبيرة إلى حد ما ومفاجأة فى نفس الوقت.
2- التنافس على عضوية المجلس
تنافس 77 مرشح على عضوية مجلس النقابة منهم 22 مرشح تحت السن و55 مرشح فوق السن،وقد كانت المعركة للتنافس فوق السن شرسة حيث كان يفصل بين أخر عضو فوق السن وبين عدد من المرشحين عشرات من الأصوات وهو ما لم يحسم إلى فى نهاية اليوم الانتخابي،وكان الصراع فى الستة أعضاء فوق السن بين عدد من القيادات النقابية والصحفية المرموقة فى الوسط الصحفي وهو ما أشعل المعركة،إلا انه فى نفس الوقت نجد أن بعض أعضاء المجلس الجديد ممن هم تحت السن نجحوا بتفوق واحيانا متجاوزين رموز نقابية وصحفية بأرقام كبيرة مثل المرشحة عبير سعدى والتى حصلت على 1333 صوت انتخابي وكذلك محمد خراجة الذى حصل على 1313 صوت.
خامسا:حسابات المكسب والخسارة
بالنظر إلى النتائج المعلنة للانتخابات فأن أول ملاحظة هو نجاح أعضاء الخدمات النقابية وخاصة المنتمين لبعض المؤسسات القومية،فالأهرام له أربعه مقاعد بالمجلس بينما الأخبار له ثلاثة والجمهورية،فى مقابل تراجع لمرشحى التيارات السياسية،وهو ما يظهر بوضوح فى الأرقام التى حصل عليها أعضاء المجلس الجديد.
كما شهدت تلك الانتخابات تراجع أسهم أعضاء المجلس السابق فى الانتخابات حيث نجح ستة أعضاء فقط من المجلس السابق وأغلبهم نجحوا فى الدخول للمجلس بنسب لم تكن متوقعة بالنظر إلى نتائج نفس الأعضاء فى الدورة السابقة،وهو ما يشبه رسالة من الجمعية العمومية للمجلس السابق،يذكر أن بعض أعضاء الجمعية العمومية قد وزعوا منشوراً يحمل أسم صحفييون من أجل التجديد وضد التأبيد يحمل هجوماً على المجلس السابق.
وعلى المستوى السياسي فقد شهد عموماً تراجعاً ملحوظاً لمرشحي التيارات السياسية المختلفة وفى مقدمة القوى السياسية التى شهدت تراجع فى تلك الانتخابات التيار اليساري والتيار الناصري حيث لم يدخل المجلس الجديد سوي مرشح واحد ينتمي للتيار الناصري فقط بينما لم يوفق أي من مرشحي اليسار فى تلك الانتخابات إلا أنه بالنظر إلى صعوبة المنافسة وحساب عدد الأصوات التى حصل عليها التيار اليساري والناصري نجد أنهم قد حصلوا على أصوات مناسبة حيث حصل سعد هجرس (يساري)على 1293 صوت بينما حصل أحمد النجار(يساري) على 1033 صوت،كذلك نور الهدى (ناصرية)حصلت على 524 صوت.
كما شهدت تلك الانتخابات تراجع قوى للإخوان المسلمين حيث لم ينجح منهم فى دخول المجلس سوي عضوين فقط،أما بالنسبة لمرشحي الحزب الحاكم فلا يمكننا القول بوجود أعضاء ينتمون للحزب بالمعنى السياسي حيث أن عدد من الأعضاء يحملون عضوية الحزب الحاكم ولكن دون فاعلية أو تأثير من الحزب الحاكم فى نجاحهم أو تدعيمهم،وأن كان يمكن أن يكون التأييد والدعم بطريق غير مباشر عن طريق المؤسسات الصحفية وهو أمر وارد،ولكننا لا نستطيع الجزم بذلك ،إلا أنه تردد أن بعض المرشحين يحظون بتأييد من لجنة السياسات بالحزب الحاكم إلا انهم حصلوا على نتائج هزيلة،ولا يمكن الجزم بأنهم مرشحي لجنة السياسات بالفعل أم لا.
سادساً:عودة المرأة الصحفية مرة أخري إلى مجلس النقابة واستمرار الغياب القبطي عن المجلس
شهدت تلك الانتخابات إقبال قوى للمرشحات بلغ ثلاثة عشر مرشحة(تنازل منهم اثنين)مقابل ستة مرشحات فقط فى دورة 2003،استطاعت احداهن دخول المجلس عن جدارة وبأصوات تجاوزت بها أقرانها بل وعدد من فطاحل العمل النقابى حيث حصلت عبير سعدى المرشحة لعضوية مجلس النقابة تحت السن على 1333 صوت،ونافست ما لايقل عن مرشحتان فى منافسات المجلس وحصلن على أصوات لا بأس بها،وهو مؤشر يبعث بالتفاؤل،خاصة مع غياب الصحفيات عن المجلس لفترة من الزمن.
وعلى صعيد مختلف فشل المرشح القبطى الوحيد”سامح فوزي”(المرشح لعضوية النقابة تحت السن )على الرغم من تأكيد “فوزى” المستمر على انه ليس مرشح قبطياً ولا مرشحاً للاقباط،ورغم أن المؤشرات قبل اليوم الانتخابي كانت مبشرة بالنسبة لنجاح”فوزي”إلا انه لم يتمكن من اللحاق بالسبق فى انتخابات الصحفيين وأن كان حصل على اصوات جيدة.
وأخيراً فأن المنظمات الحقوقية التى شكلت لجنة مراقبة الانتخابات تتمنى من مجلس نقابة الصحفيين أيا كان تشكيله وأيا كانوا أعضاءه أن يظلوا محافظين على نقابة الصحفيين باعتبارها نقابة رأي وحصن من حصون الحريات فى مصر ورمزاً من رموز العمل النقابي المستقل.
الساعة التاسعة والنصف صباحاً