1/2006
مصطفى علي من شمال السودان، أم درمان يبلغ من العمر 48 سنة. كان يعمل بالتجارة. كان عنده محل. يقول: مش عارف أقول أيه، مش عارف أنا جاى ليه، دي حكاية لا تغتفر لأن الموجودين دول كان ممثلين لكل فئات الشعب السودانى.
أنا متوطن فى أمريكا من سنة 2000 وملفى لم يذهب للمحلفين (منظمة الهجرة) إلى اليوم وكل ما أسأل يقولوا لى شوف أسمك على اللوحة.. أحنا بننشر الأسماء كل يوم خميس ولو مش موجود قدم التماس رحت عشرات المرات وقدمت عشرات الشكاوى ولم أتلق أجابة واحدة
يقولون لنا الاندماج المحلى أزاى وأحنا ما عندناش مسكن ولا لنا حق العمل ولا يوجد أصلا فرص عمل ولا نستطيع حتى توفير الأكل. أنا عندى 7 أطفال. بأحاول أعلم بعضهم فى مدارس خاصة رخيصة لأننا برضه ممنوعين من التعليم فى المدارس الحكومية.. أحيانا آخد إعانة غير منتظمة من كاريتاس.. وقفت نهائيا من يونيو 2004.. قالوا مافيش فلوس.. قلت أنضم للاعتصام يمكن أعرف أتصرف.
لماذا ترك السودان؟
دخلت فى خلافات مع الحكومة بعد ما اترشحت بالاجماع من الناس فى أحد أحياء مدينة أم درمان للجان الشعبية (مثل الحكم المحلى).. قامت الحكومة بإستبعاد اسمى من الترشيحات لأنى لا أنتمى للحزب الحاكم.. تجمهر السكان فى اللجنة وحدثت مصادمات مع الشرطة وأصيب ضابط. اعتقلونى لمدة ستة شهور بدون أية محاكمة فى سجن أم درمان فى الأيام الأولى ولمدة اسبوعين تعرضت لجميع أنواع التعذيب مثل الضرب بالسمكى فى جنبى وخلع ظفر السبابة بالكماشة والتغريق بالماء البارد بالشتاء (المواطن لا يرغب فى التذكر من فرض شعورة بالأمل ولكنى شاهدة أماكن الاصابات).. خرجت من السجن لقتنى محظور من السفر ومطارد من البوليس وخاضع للرقابة.
قررت أهرب إلى القاهرة عشان أنسى. سافرت. ولادى الأول وساعدنى أصدقاء بالفلوس. دخلت القاهرة فى أغسطس 1992.