12/6/2005
لا شك أن مقررات المؤتمر القطري كانت فظة غليظة مجانبة للحكمة وللسداد. بل كانت أو ستكون المقدمة العملية المباشرة لخروج البعث من سورية، بل من الحياة السياسية العربية، كما أخرجه احتلال الكويت من العراق، والتجديد للحود ومن ثم اغتيال الحريري من لبنان.
هذه الرؤية تحتمل الكثير من اللجاج والمداجاة البعثيين فكلنا رأينا صدام حسين قبل سويعات من اختفائه الكبير يقف وسط الأعظمية لتفديه مجموعة من حرسه الخاص بالروح والدم، وكلنا سمع الصحاف يتحدث عن العلوج وعن المخطط البعثي الرهيب لتقطيع الأفعى الممتدة عبر الصحراء. لا نحب أن نستمر في لجاج البعثيين أو مداجاتهم، فقد يسرنا أن يكونوا قد ساروا بظلفهم إلى حتفهم وأنهم حفروا قبورهم بأيديهم، فإلى حيث ألقت..
إشارتنا في هذا المقام إلى فرز حقيقي لم نشهده داخل كواليس المؤتمر، وإنما شهدناه على وجوه البعثيين كما على أطراف ألسنتهم وهم على شاشات الفضاء. المتحدثون باسم الحزب كانوا على ضربين، الأول متنطح سليل أولئك الرفاق الذين كانوا يصدعون آذاننا بشعارهم الفاشي النازي الخالد (أنا بعث وليمت أعداؤه) ولم يكن يكن أعداؤه أبداً إلا أبناء الحسكة والقامشلي وحلب وحماة الذين أذاقهم البعث الموت أفانين مادية ومعنوية. شعار تستطيع أن تقرأه في ثنايا خطاب بثينة شعبان وهي تتلوى وراء الميكروفون معتقدة أنها هدية السماء إلى الأرض ومفتاح من مفاتيح العناية الربانية. أو تقتطفها من كلمات السيد أيمن عبد النور، وهو يتمجلى على شاشة الجزيرة محاولاً الانتهاض بقفزة علوية يحتمل فيها على كاهله مليونين من البعثيين الذين لم ينفعوا الوطن لا للسيف ولا للضيف، كم كان حمله ثقيلاً وهو يحاول أو يقفز إلى أعلى وعلى كاهليه كل هذا البشر من الركام؟! ما أبشع المثقف حين يترنح أو يتشظى سياسياً؟!!
في حالات أخرى لعلها لم تغب عن متابع حصيف كنت تسمع بعض الرفاق يتحدثون على استحياء، يدارون الحقائق المخجلة، ويبلعون ريقهم وهم يتحدثون عن الفأر الهزيل الذي أنجبه مخاض البعث فيواصلونك بلغة عيون وفأفأة وتأتأة ألسنتهم باعتذاريات أبلغ من روميات أبي فراس.