5/3/2006
لم تعد مشكلة الأمة، على ما يبدو، في الطغاة المستبدين من حكامها، فهؤلاء قد احترقت أوراقهم، وتكشفت سوءاتهم، وغدوا نُصُب (أبي رغال) يرجمون، ويقذفون بما طالته اليد، وهم لا نخوة ولا حس، قد استمرأوا الذلة ومردوا على الهوان.
ما تكشفه الأيام أن مشكلة الأمة قد امتدت إلى النخبة المزيفة من أبناء الأمة، النخبة التي ظن فيها الكثيرون العقل والحكمة والرأي والصلابة، فإذا هي تعكف على ما عكف عليه قوم إبراهيم عليه السلام من قبل، وتسجد لآلهة التمر التي ما تبرح حين تأفل الشمس، أن تأكلها أو تخلفها وراءها ظهرياً.
ممثلو الأحزاب العربية في دمشق من إسلاميين وقوميين وعلمانيين الذين أخذوا على أنفسهم بالطواف حول (بدّ البعث العظيم) كما فعلوا بأشياعه في العراق من قبل يتهافتون على ما في صفحة السلطان كما الذباب: (ضعف الطالب والمطلوب..) وفي قلب كل يعسوب منهم غاية وفي نفسه حاجة من قريب العرض الذي لا تنتهض لمثله همم الرجال.
ممثلو الأحزاب العربية في دمشق.. المنحازون سلفاً إلى الاستبداد والفساد إلى قتل الغيلة والعدوان على كرامة الإنسان يتشدقون بشعارات أكبر من أن تلوكها حلوقهم، أو أن يمضغها لحياهم.. وإذا كان في قانون الطبيعة وفي شرعة السماء لا شيء أبقى من العدل، فإن هؤلاء المهاريت الأدعياء قد استطابوا لحم الشعب السوري، وتمزمزوا بدماء أبنائه وتفكهوا بأعراض بناته وهم يقفون غداً بين يدي الظالم مصفقين ومؤيدين.
ممثلو الأحزاب العربية في دمشق والإدانة تطال العلماني القومي منهم قبل الإسلامي، لا يشهدون على أحد من هذه الأمة، ولا يمثلون غير العباءات التي ستخلع عليهم هناك، إنما يشهدون على أنفسهم، وعلى أنفسهم فقط بأنهم في المربع الوضيع مربع الذلة والنذالة الذي اختاروه لأنفسهم.
وستمضي شعوبنا الحرة إلى غايتها، وسيمضي شعبنا العربي السوري إلى هدفه لإزاحة كل المتاريس التي تترس بها الأمريكيون والصهاينة لتمرير مشروعهم الخطير على رقاب الناس.
ويوم ستعصف الصبا بمرتكزات الاستبداد، سيعلم المصفقون في دمشق اليوم أنهم لم يكونوا إلا الزبد الذي يذهب جفاء.