23/7/2006
ما يجري على أرض لبنان هو الترجمة العملية للحملة الأمريكية المعلنة من أجل القلوب والعقول في الشرق الأوسط. فما تقوم به القوات الصهيونية بالوكالة عن الإدارة الأمريكية يثبت في قلوب وعقول أبناء المنطقة ولأجيال قادمة حقيقة الصورة الأمريكية المرعبة التي جسدها الرئيس بوش وإدارته..
وما يجري على أرض لبنان من قصف وقتل وتدمير يعزز منطق الإرهاب ويعطي الشاهد تلو الشاهد لدعاته أن الحرب الأمريكية الصهيونية على المنطقة هي حرب إبادة عنصرية بدوافعها النازية المقيتة.
صور الأسر المردومة تحت الأنقاض في لبنان وفلسطين وصور الأشلاء؛ أشلاء الآدميين رجال ونساء وشيوخ وأطفال.. وصور بقايا الأحياء من المشوهين والمبتوري الأيدي أو الأرجل، كل تلك الصور أصبحت من مقترنات الديموقراطية الأمريكية ولازماً من لوازم التعبير عنها.
يرسم الأطفال في لبنان أو في فلسطين أو في العراق لوحة مضرجة بالقاني وباللهيب ويكتبون عليها (ديموقراطية أمريكية)، ويرفع في وجهك طفل أبتر ذراعه أو ساقه المبتورة ويصرخ: (حرية بوش). وهكذا أصبحت الحرية والديموقراطية مادة للسخرية والتندر على أقلام الكتاب وريش الرسامين.
حملة بوش من أجل العقول والقلوب، نجحت في جمع أبناء الشرق الأوسط على رفض التغيير الأمريكي وكراهية أمريكا. كراهية أمريكا وليس فقط السياسة أو الإدارة الأمريكيتين.
أي جهد نظري يمكن أن يغسل الآثار العملية لهذه السياسة الرعناء؟! أي خطاب ساحر يمكن أن يقنع أبناء الشرق الأوسط، أن إدارة الظهر للبنان الوادع الجميل، ولمئات الأبرياء يقتلون بالسلاح الأمريكي ليس جزءاً من مخطط شبيه بذلك الذي ضرب في (مانهاتن)؟! ينفذ بنفس العقلية ونفس الأسلوب ونفس الدوافع.. كراهية وحقد واستهتار بقيمة الإنسان..