20/3/2008

اليوم الخميس 20 مارس / آذار, انهال الأمن السوري وقوى حفظ النظام مجدداً وبوحشية وسادية مطلقتين وقمع مفرط لا يعرف الحدود على المواطنين الكرد العزل في مدينتي قامشلو وحلب, وذلك بالرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع والهراوات المطاطية ورش المياه بوساطة الإطفائيات على الكرد المتجمهرين في شوراع المدينتين احتفالاً بليلة نوروز.

ففي مدينة ” قامشلو ” ( شمال شرق سوريا ) تجمع الناس في الحي الغربي, وحاول الأمن السوري وقوة حفظ النظام بداية تفريق المحتفلين عبر رشهم بمياه الإطفائيات التي جلبت خصيصاً لذلك وإطلاق الغاز المسيل للدموع, ولما لم تفلح في تفريقهم لجأت إلى إطلاق الرصاص الحي على المتجمهرين, ما أدى كإحصائية ابتدائية إلى مقتل ثلاثة شبان برصاص الأمن, وهم ” محمد زكي رمضان ” من بلدة ” تل معروف ” و ” محمد محمود حسين ” و” محمد يحيى خليل “, وتشير المعلومات المتوفرة إلى وجود أكثر من ستة جرحى عرف منهم الكاتب والناشط الشاب ” كرم إبراهيم اليوسف ” وهو نجل الشاعر والناشط المعروف ” إبراهيم اليوسف ” أصيب بطلقة خدشت جانباً من الرأس وهو يعالج في مشفى ” فرمان “, إضافة إلى ” رياض يوسف شيخي ” و” رياض حسين ” و” محمد خير حاج خلف ” و” محي الدين جميل عيسى ” الذي تبدو حالته الصحية خطرة وتبعث على القلق, والذي يعاني من تمزق بالطحال وتمزق في في المعدة وتمزق آخر في القولون علاوة على إصابة مباشرة في منطقة الصدر.

وأكدت لنا مصادرنا في مدينة ” قامشلو ” وجود العشرات من المعتقلين بنتيجة الأحداث عرف منهم ” آراس إبراهيم اليوسف”. هذا, ومنعت الأجهزة الأمنية السورية عشرات المواطنين الذين هرعوا إلى مشفى ” فرمان ” الخاص من أجل التبرع بالدم للجرحى من الدخول إليه, وكان العديد من المساجد في مدينة ” قامشلو ” قد أطلقت نداءات عبر مكبرات الصوت داعية الناس إلى التبرع بالدم للجرحى في ذلك المشفى, كما ويلاحظ في ” قامشلو ” هدوء وخلو الشوارع من المارة بعد فرض حظر التجول في المدينة عقب الأحداث.

فيما شهد حي الأشرفية بمدينة حلب حالة قمع مماثلة, تعرضت فيها الأجهزة الأمنية السورية وقوة حفظ نظام قدر تعدادها بالمئات لمسيرة الشموع التي يشهدها الحي ذو الغالبية الكردية كل ليلة نوروز وأصبح بذلك تقليداً سنوياً.

وكانت مسيرة الشموع والمشاعل قد انطلقت بحدود الساعة السادسة من مساء اليوم, وشهدت مشاركة الآلاف من الكرد فيها حاملين الشموع والمشاعل ورايات كبيرة لكردستان, وحين وصلت الجموع إلى ” الدوار الثاني ” بدأت القوى الأمنية وقوة حفظ النظام بالتضييق عليهم وإطلاق الشتائم والسباب, ليتطور الأمر إلى استخدام خراطيم مياه الإطفائيات ورش المحتشدين بالمياه, بعدها تم إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الجموع, وشهد ” الدوار الثاني ” مواجهات وصدامات كبيرة ورشقاً متبادلاً بالحجارة بين المواطنين وعناصر الأمن والشرطة التي استعملت أيضاً الهراوات المطاطية, وأسفرت المواجهات عن وقوع إصابات عديدة بين الناس وعناصر الأمن والشرطة, وتشير مصادرنا في مدينة حلب إلى إصابة ضابط في الشرطة برتبة ” نقيب ” بجروح بليغة في رأسه, إضافة إلى جرح العشرات من عناصر الأمن وعناصر حفظ النظام, كما سجلت المواجهات اعتقال الأمن السوري للعشرات من الشبان والفتيات والنساء.

والمركز الكردي للدراسات الديمقراطية إذ يتقدم من عائلات ضحايا مجزرة قامشلو بالتعازي والمواساة ويتمنى الشفاء العاجل للجرحى, فإنه يدين بأشد العبارات هذا السلوك الثأري للسلطات السورية المتغولة, ويدعو إلى فتح تحقيق نزيه ومستقل وشفاف في المجزرة وإحالة المسؤولين الأمنيين في قامشلي وحلب إلى العدالة, كما ويدعو إلى إطلاق سراح كل من اعتقل اليوم بنتيجة هذا القمع الوحشي.

المركز الكردي للدراسات الديمقراطية
www.kurdcds.org