25 يناير 2004
يقال عندنا في دمشق: إن قيادة حزب البعث الحاكم قد شكلت أربع لجان فرعية لتقديم تصورات عن تطوير الحزب فكرياً وتنظيمياً.
وأول ما يقال عن هذه الخطوة: إنها إيجابية، وثاني ما نقول: حبذا لو أن جميع القوى والأحزاب السورية خطت نفس الخطوة لتتحرر من مكوناتها (المشيمية) وظروف نشأتها (الجنينية)، ولتعيد بناء الذات على متشابكات الحاضر، لا على رؤى الماضي، وأن تتخفف قليلاً من قيود (المُثَبَّتات) و(المنطلقات). أما ثالث ما يتطلبه المقام فهو أن يبادر الحزب الحاكم، وباقي الأحزاب إن شاءت، إلى تقديم تقويم عملي لسياساتها خلال نصف قرن مضى. حزب البعث في السلطة منذ أربعين عاماً،

فهل يطمع المواطن السوري أن يسمع من لجان التطوير حديثاً عن أخطاء جماعية أو رسمية ارتكبت بحق الوطن والمواطن أو بحقهما على السواء ؟!

هل كانت كل سياسات البعث الاستراتيجية والإجرائية إلهامية معصومة ؟
الصراحة والجرأة على النقد الموضوعي البناء والإشارة إلى موضع الخطأ والعمل على تلافيه، هذه الخطوة حين تخطوها أي مؤسسة أو حزب أو نظام.. فإنها تكون مؤشر نضج وقوة وثقة بالذات، أما التردد بين الاعتذاريات المعللة، والوعود الوردية، والاستمرار في البناء على الرمال فلن تنفع أصحابها بشيء.. الرسالة الثالثة هذه لا تخص حزب البعث وحده، وإنما نتمنى أن تصل إلى الجميع، فيأنس شعبنا من عملية التقويم الذاتية لكل فريق رشداً.

المدنيون الأحرار
25/1/2004