3/11/ 2007
أعلنت أسرة بنى مزار المكونة من السيد على محمد عبد اللطيف وزوجته وابنه محمد (الذي برأته المحكمة من مذبحة بنى مزار الشهيرة) وكذلك ابنتاه عزة ومرفت الإضراب عن الطعام بدءا من يوم الجمعة الماضي الموافق 26/10/2007 في منفاهم في قرية بنى حجر، وذلك لحين الاستجابة لمطالبهم بالعودة إلى منازلهم في قرية شمس الدين، ورفع الحصار الأمني عنهم… وقد أبلغت الأسرة الجهات المسئولة بواقعة إضرابهم فقام قسم شرطة بنى مزار بزيارتهم وعمل تحقيق ولم تصل النيابة إلى الآن كما قام اليوم أحد الأطباء بالكشف عليهم بصورة رسمية.
مطالب الأسرة
- إنهاء حالة المنفى المفروضة عليهم من قبل سلطات الأمن
- السماح بعودة مرفت وعزه لمنزل أزواجهن بقرية شمس الدين
- السماح بعودة الوالد والوالدة إلى منزلهم بشمس الدين
انظر الملف المرفق لمزيد من تفاصيل قضية بني مزار
خلفية
في 29/12/2005 حدثت مذبحة فظيعة فى قرية شمس الدين مركز بنى مزار فى المنيا راح ضحيتها 11 شخصا ذبحوا جميعا ومثل بجثثهم أثناء نومهم ليلاً.. الغريب أن الوقت الذى كان متاحا لتنفيذ المذبحة كان لا يتجاوز الساعتين على حين كانت المنازل الثلاثة – مسرح الجريمة –متباعدة نسبيا وكانت أبوابها الخارجية مغلقة لم تفتح، وكانت أسوارها عالية نسبيا يصعب تسلقها ..
الغريب أيضا أن الضحايا قد مثل بأجسادهم قبل الذبح أي أن بعض الأعضاء قد قطعت وهم ينام !! والمفروض أنه لم يصدر عنهم أى صوت وأن أهل القرية لم يستيقظوا على صراخهم.. كما أن تحاليل معمل الطب الشرعي لم تجد أى آثار لمخدر بأجسادهم..
وبرغم غرابة الجريمة وغموضها فإن الشرطة، حين وصلت القرية صباح يوم الجريمة، حصرت بحثها فى افتراض واحد هو أن شخصا ما، مختل عقليا قد اقترف هذه الجريمة.. وكان أن قام احد أصدقاء الشرطة المعروفين فى القرية، ويدعى عصام، بالتبليغ عن محمد عبد اللطيف لأنه يعرف أنه يتناول عقاقير نفسية! ولم تخيب الشرطة ظنه فقد أمسكت بمحمد على الفور وأذاقته العذاب هو وأسرته (نساء ورجال)، بما في ذلك الوالدين، لمدة أربعة أيام.. وكانت حملة التعذيب والضغط تتم تحت قيادة مساعد وزير الداخلية الذي راح يحث الأب على إقناع ابنه بالاعتراف “بشيل القضية” مقابل أن يعتبر مريض عقليا ويوضع فى العباسية (بدلا من الإعدام). وفي نفس الوقت أجبرت الشرطة الأب على بيع أرضه وبيته بسعر بخس لأهالي الضحايا على سبيل الدية وقامت بنفى العائلة إلى قرية مجاورة “بنى حجر”
وأخيرا، وتحت التهديد باغتصاب بعض نساء الأسرة اعترف الفلاح البسيط محمد بأنه اقترف المذبحة – وحده – وبدون مساعدة أحد وكعادتها.
قامت الشرطة بتحفيظ محمد سيناريو الجريمة، فدرب على كل شئ ليعيد تمثيله إمام النيابة.. أمرت النيابة بوضع محمد فى مستشفى العباسية لفحص قواه العقلية.. وصدر تقرير اللجنة الطبية التى شكلتها الوزارة لتثبت سلامة صحة محمد العقلية بل واستبعدت قيامه بالجريمة.
حول محمد إلى محكمة الجنايات فى 6/9/2006 وحكمت المحكمة فى الجلسة الثالثة بالبراءة .. بعد أن استمعت إلى الوقائع وناقشت تقرير الطب الشرعي وأفادت بان محمد اعترافه جاء تحت التعذيب والتهديد باغتصاب أخوته البنات.
حتى اليوم لم تستطع الشرطة كشف سر الجريمة الغامضة ولازال القتلة مطلقي السراح، ولازالت الأسرة منفية فى قرية بنى حجر فى ظروف غير إنسانية فى حجرتين صغيرتين جدا بدون حمام (عدا حفرة صغيرة فى الأرض وحنفية .. واستمر هذا المنفى مدة عام لعشرين فردا من الأسرة الكبيرة، كانت منظمات حقوق الإنسان خلالها لا تتوقف عن إرسال البلاغات للنائب العام .. والاعتصام أمام بابه وتنظيم لجان تقصى الحقائق والذهاب أكثر من مرة للمنيا ومقابلة مدير أمن المنيا (قامت بالمقابلة 9 منظمات حقوق إنسان) الذى أصر على استمرار نفى الأسرة وحصارها أمنيا – حتى لا تتعرض للثأر – وعلى استمرار حصار محمد امنيا بالذات لحين تسليمه لمحكمة النقض لأنه المتهم المؤكد!!
تحت ضغط الأسرة ومحاولتها المستمرة فى الاتصال بالجهات القضائية والأمنية لإنهاء حالة النفي – سمحت الشرطة بخروج بعض الأفراد.. فسمحت لمرفت وعزة (أخوات محمد) بإرسال بناتهن الكبار ليقمن مع أحد الأقارب.. بعد أن باءت محاولاتهن العودة إلى بيوت أزواجهن فى قرية شمس الدين بالفشل حيث كان “عصام” صديق الشرطة يحرض الأهالي ضد الأسرة وبناتها فقاموا بقذف زجاج النازل بالحجارة والطوب وهددوا السيدتين إما بالمغادرة أو الموت، فاضطرا إلى العودة مرة أخرى إلى منفى الأسرة في بني حجر.. هؤلاء الأمهات لديهن أيضا أطفالا في المدارس وأملا في أن يستمر الأطفال في الدراسة اضطرت الأمهات إلى إرسال الأطفال إلى آبائهم ليعيشوا وحدهم دون أمهات.. فتسرب أحد الأطفال ليعيش في القاهرة على حين يعيش الآخر في بني مزار.
الوضع الحالى للأسرة التى انفرط عقدها
- أحد الأبناء بالقاهرة ولا يعمل وممنوع من العودة إلى شمس الدين
- أحد الأبناء ببنى مزار وممنوع من العودة إلى شمس الدين
- أطفال مرفت وعزه مع أبيهم فى بنى حجر
- ومحمد الذي برأته المحكمة مع والده ووالدة وأخواته، مرفت وعزه، فى منفاهم في بنى حجر