5 سبتمبر 2004

سورية حرة تعني لبنان حراً فلماذا يتجاوز مجلس الأمن هذه الحقيقة؟! لم يكن العيب أبداً في علاقة حميمة تربط أبناء سورية وأبناء لبنان، ولم يكن العيب يوماً في تداخل صميم وعلاقات أمشاج ذات مستوى عال من الترابط.

ما يشكو منه لبنان، هو نفس ما تشكو منه سورية: عدل الدستور السوري بالأمس على مقاس شخص، كما عدل الدستور اللبناني اليوم لنفس الأسباب. هناك قوة ظاهرة غير خفية تطغى على الدستور والقانون في سورية ولبنان، وهناك قوة خفية تحمي الفساد والمفسدين في سورية ولبنان، وهناك وضع قلق في المنطقة ينز كما الجرح كل هذا الصديد.

في أفق سورية الحرة لا نستطيع أن نميز كثيراً بين سورية ولبنان وفلسطين اعتقدنا دائماً أن الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط كانت المنجم الأول للحضارة الإنسانية في أفقها البعيد، ومازلنا نعتقد أن هذه الشواطئ الواعدة بكل خير ماتزال تلوح للعالم: حرفاً وأرزاً وسلاماً.

مجلس الأمن في عالمنا يتخبط، ومقصده بعيد كل البعد عن إرادة شعوبنا التي يعج في صدور أبنائها التوق إلى الحرية وإلى السيادة وإلى الكرامة.

الحرية في سورية والحرية في لبنان والحرية في فلسطين تعني الانصهار الأتم في بوتقة الحرية للجميع. وهو الأفق والمدى الذي يسعى إليه المدنيون الأحرار، وهو المضمار الذي يجهدون فيه.

المدنيون الأحرار