26 سبتمبر 2004

يعلمون من أين تؤكل الكتف، وهم منذ زمن قديم قد أكلوها. كان قصر الضيافة في دمشق مقابل عطية، والاستمرار فيه مقابل عطايا أخرى كثيرة، ودخول لبنان مقابل خروج عرفات والفلسطينيين منها، واليوم يأتي الجهد المشترك المنفرد لتفكيك شبكتي الإرهاب في بيروت، واللتين كانتا على وشك تدمير السفارتين الإيطالية والأوكرانية والمواقع الأمنية والعدلية، يأتي هذا الجهد كعربون مستعجل على الحساب مقابل كفكفة القرار 1559، والرضى ببعض ما سيذر في العيون من انسحاب أو إعادة انتشار. السفير الأمريكي في لبنان يهنئ الحكومة على الجهد المشكور، وباول يشيد بالدور السوري بالمحادثات الإيجابية مع الشرع.

هل نجحت الصفقة التي تحدثنا عنها؟ الكوميديا السيئة الإخراج والتمثيل لم يضحك منها لا أطفال بيروت ولا أطفال دمشق ولا حتى أطفال المخيمات.

بعضهم تذكر الأطفال الأتراك الذين سلموا إلى تركية يوم ضرب الكنيس اليهودي في استانبول. وآخرون أشاروا إلى مسرحية التفجيرات في ساحة المزة. المهم أن الأمريكيين تظاهروا بابتلاع الطعم لا غباء ولا قصوراً، وإنما لأنهم يعجبهم أن يروا الممثل الكوميدي يؤدي الدور الكئيب، وإن ظن أنه يعقد الصفقة ويأكل الكتف. والأهم أن الكتف المأكول هو كتفنا نحن أبناء سورية وأبناء لبنان.

المدنيون الأحرار