3 أكتوبر 2004

كانت تقارير بليكس والبرادعي وعنان وغيرهم من المنظمات الدولية ذات الاختصاص والتابعة للإرادة الأمريكية الذرائع التي استند عليها مهندسو الاحتلال في التأسيس لمنطقهم وبالتالي توجيه ضربتهم.

في تقرير عنان الأخير لمجلس الأمن حول حقيقة التزام سورية ولبنان بالقرار /1559/ يلحظ المراقب نفس اللهجة والأسلوب؛ التنفيذ ليس كافياً، المطلوب أكثر، نريد جدولاً زمنياً، وهكذا في لغة البين ـ البين كان النظام العراقي السابق يتوجه خلال عشر سنوات من الحصار لاسترضاء هذا الذي لن يرضى وعقد الصفقات معه.

طالبوا بالتفتيش الفوري، فقبل، طالبوا بتفتيش بدون إنذار فقبل، طالبوا بتفتيش المواقع السيادية فقالوا: آمين، حتى فتشت غرف نوم الرئيس، ولكن شيئاً من ذلك لم يجدِ لان قرار الحرب كان قد اتخذ لينفذ.

كل التقارير اليوم تؤكد أن هناك طبخة لسورية. وأن المخرج سيبدأ بعرض مشاهده مشهداً بعد مشهد. ومن حق الحكومة السورية بل من واجبها أن تبذل أقصى ما تستطيع لدرء الشر والفساد عن الوطن وأبنائه، ولكن في حدود الثوابت الكلية في صون الأرض والعرض والسيادة.

الذين يعترضون على كلمة هينة هنا وأخرى لينة هناك يريدون أن يوقدوا حرباً تروح البلد ضحيتها ليدفأوا هم على نارها، أو ربما ليشعل أحدهم (سيكارته)!!

الذي أخذ على النظام في بغداد، والذي نأخذه على نظام دمشق حتى اليوم أن عقليته رغم كل المتغيرات ماتزال ذات بعد واحد. البعد الذي يراهن على (الخارج) وعلى (الصفقات) وعلى (المناورات) والذي يسقط من حسابه تماماً الشعب ويتجاهل أهل البلد الحقيقيين، الذين ظنوهم دائماً أبناء (زبيبة) لم يخلقوا إلا للحلب والصر.

كنا نتمنى أن يكون النظام في العراق قد سوى وضعه مع شعبه في الداخل فحرم الاحتلال من جميع الأدوات التي راهن المحتل على عناوينها وعلى خطابها وعلى آلامها.

كنا نتمنى أن النظام السابق في العراق قد أعاد صياغة المعادلة الداخلية، وأعاد توزيع المسؤوليات والأدوار بحيث لا يبقى على أرض العراق أمام الاحتلال متفرج.

ما تمنيناه للعراق نتمناه لسورية، نتمنى للحكومة السورية أن تفكر ببعدين وترى بعينين فلا تترك على أرض سورية للاحتلال أداة ولا تترك في الشعب السوري متفرجاً.