سبتمبر 2007
ناهد محمد توفيق امرأة مصرية تعول أسرة من ثلاثة أبناء هم عبده أحمد عبد الرازق (19 سنة) وعماد أحمد عبد الرازق (20 سنة) ونورا أحمد عبد الرازق 14 سنة ومياده أحمد عبد الرازق 12 سنة.
كانت المقابلة يوم 18 سبتمبر 2007 في منزل ناهد محمد توفيق في قرية سلمون القماش بالمنصورة.. منزل صغير لا يوجد داخله أي نوع من البلاط أو الخشب.. أرضيته طينية.. به غرفة واسعة في الدور الأول بها حوالي 4 ماكينات خياطة تريكو، تسميها ناهد “مصنع”، وعشرات القطع الصغيرة التي كان ابنها الثالث – الذي لم يسجن – يقوم بحياكتها.. هناك سلم طيني تملأه الشروخ في أعلاه غرفة نوم صغيرة.. بالدور الأول أيضا مرحاض عبارة عن حفرة في الأرض.. جميع الدواليب مكسورة وكذلك الأدراج وبعض الأبواب!!
تقول ناهد:
“بالذمة ده منظر بيت أصحابه بيتاجروا في المخدرات.. طب كنا بلطنا الحمام.. احنا ناس كويسين.. أنا وولادي التلاتة كنا بنشتغل في المصنع وبنورد جاهز.. طول الليل بنشتغل التريكو ونكيس ونودي مصر!!
“المشكلة بدأت من سنتين.. اشتريت أرض مباني جنبنا.. أولادي قالوا لي لازم ننقل المصنع لمكان تاني بره البيت.. اشتريت كل حاجة خرج بيت.. الخشب والبلاط وكنت بأبنيه شويه شويه.. كنت بأسرح بحصير واشتريت مكن عشان أشغل العيال.. بنينا بالقسط حته حته.. جبنا الخشب وطوب..
“البيت كان جه له أمر إزالة.. أنا كنت بره.. دخلوا عليه بالبلدوزر هدوه.. ومش اكتفوا بكده، لأ كمان بيدوسوا على الخشب والطوب يخلوه زي الدقيق.. داسوا على الطوب مرتين.. جيت من بره تعبانة الناس قالوا لي عليك العوض.. أنا كنت بأصرخ وأقول لهم حرام عليكم.. أولادي حاولوا يلموا أي حاجة.. محمد قنديل قال للمخبرين: هاتوا لي العيال دول من فوق.. لموهم، وهددوهم يلبسوهم قضايا.
“يوم 14 يناير 2007 عيالي كانوا قاعدين على المكن بالليل.. الساعة 11 دخلوا على العيال بشوم وسكاكين وسيخ.. أنا كنت فوق.. وأبوهم مش موجود.. لقيت العيال بتصرخ ومجرجرينهم جر.. قابلوني على السلم.. ضربوني بالشوم على دماغي ودراعي ووركي.. أخدوا العيال.. عمي لفقوا له قضية سلاح.. وابن عمتي لفقوا له 13 ورقة بودرة.. بس كله تلفيق لان عمي طلع براءة.. شيلوا العيال قضايا بانجو وكل عيل أخد 3 سنين سجن.. كنا بنروح جلسات المحاكم بتاعة الأولاد.. كنت بأخاف أروح الزيارة..
“تاني يوم ما ضربونا رحت مستشفى المنصورة العام وعملت تقرير طبي.. كان عندي اصابات وتكسير عظام وأوجاع في غضاريف الضهر.. وقرروا لي علاج 21 يوم.. رفعت دعوى قضائية على محمد قنديل ومحمد معوض واستمرت التحقيقات في نيابة المنصورة ست شهور.. وقدمت شهود شافوا الضرب جوه البيت وبرضه النيابة ما حولتش الضباط للقضاء (النيابة لم تستدع حتى المتهمين). “فيه غفير اسمه “سالم النحاس”.. كان بيخطط لمشكلة مع جوزي.. كان بيفتعل خناقات.. عشان يمسكوه.. وبالفعل هدده بالسلاح في شهر يوليو السنة اللي فاتت.. عمل له كمين عشان ياخدوه ومسكوه فعلا وربطوا ايديه ورجليه وقبل ما يحطوه في العربية قامت مشكلة كبيرة في البلد.. الناس اتلمت من كل حتة وسحبوا أحمد جوزي من البوكس بالعافية.. هربنا.. وسبنا البيت وهم قعدوا يدوروا علينا.. واحتلوا البيت وكسروه زي ما انتم شايفين وقبضوا على كل اخواتي من قرى تانية.. عزيزة محمد توفيق.. ضربوها بالخرزانه وجابوا اتنين مخبرين عشان يقلعوها هدومها قدام الأسرة.. أخوها صرخ وقال للضابط أنا بدالها.. اعمل في اللي انت عاوزه…
عايدة محمد توفيق: تعرضت هي الأخرى للتعذيب.
السيد محمد توفيق: لما تدخل عشان يحمي عزيزة من خلع هدومها أجبره ساعتها الضابط على تقبيل حذاءه وداس على راسه بالجزمة ثم حلق له على الزيرو وأمره بان يوقع على أي جريمة يختارها له وبالفعل أجبره على التوقيع على سرقة سيارة (صاحب السيارة رفض توجيه اتهام لشخص لا يعرفه). ساعتها قام قنديل بإلغاء المحضر وحرز له سلاح. السيد أيضا تعرض للتعذيب حيث قام رجال الشرطة بتعليقه عاريا وكهربته في هذا الوضع أكثر من مرة. بعد أيام ألقي القبض على ناهد!
تقول ناهد:
“قلعونا كلنا هدومنا وعلقونا على الأبواب وبقوا يشدونا من الثديين وبرفعونا لفوق، وأنا قصوا شعري وكهربوني وعلقوني على الباب وربطوا في رجلي أنبوبة بوتاجاز وتركوني عشر أيام ايدي مربوطة في الحديد وعنينا مغمية أغلب الوقت ومنعونا من دخول الحمامات.. عملنا على نفسنا أكتر من مرة.. كنا بنحاول لا ناكل ولا نشرب عشان مفيش حمام..
“بنتي عندها 12 سنة عملت على نفسها الوسخ.. كانت بتعيط مش عارفه تعمل ايه.. أربع أيام مفيش حمام.. قلت لها اعملي يا ماما! ومسحت لها بهدومي!! فرجونا على اللي بيتعذبوا.. شفت واحد عريان ملط بيتكهرب والأطفال شافونا طول عشر أيام أنا وخالاتهم بنتعذب. كانوا بينتقموا مننا عشان ما عرفوش يمسكوا جوزي.. طب ما هو موجود ّأهه قدامهم!!”
نورا ومياده احتجزوا مع أمهم ناهد وتعرضوا للتعذيب.. “انضربوا، وهددهم الغفر أكتر من مرة بخلع الملابس والاغتصاب!” بعد أن مر 10 أيام على تعذيب ناهد – وبعد ان تفجرت قصة التعذيب في تلبانه – نقلوا ناهد إلى البرامون هي وأولادها في حالة يرثى لها من الجراح والآلام والقذارة.. هناك أحضر لها الضابط عصام تليس صابون لها ولبناتها كي تستحم، كما أحضر لها ملابس بديلا عن الملابس الغارقة في القذارة.
نزلت ناهد النيابة في نقيطة بعد 13 يوم من انتهاء التعذيب.. تقول:
“أخدوني من غير بناتي.. كنت مرعوبة على البنات لدرجة إني ما ركزتش مع وكيل النيابة على واقعة التعذيب.. لكن حاولت أحكي له”
ناهد لا تعلم إذا كانت عملت بلاغ تعذيب أم لا.. كما أن وكيل النيابة لم يعرضها على الطب الشرعي!!