1/12/2008

اســتجوبت محكمة الجنايات الثانية بدمشـق صباح هذا اليوم الأحد الواقع في 1/12/2008 الكاتب و المعارض السوري حبيب نديم صالح بما نسـب له من تهم:

نشر أنباء كاذبة في زمن الحرب ترمي إلى إضعاف الشعور القومي وإيقاظ النعرات العنصرية والمذهبية سنداً للمادة / 285 / عقوبات .

الاعتداء الذي يستهدف إثارة الحرب الأهلية أو الاقتتال الطائفي سنداً للمادة / 298/ عقوبات. إضافة لجنحة الإساءة لرئيس الجمهورية وفق المادتين (374 – 377)

و لم يسمح للجمهور بحضور الجلسة ” فيما عدا ابنة الأستاذ حبيب صالح ” و شرع بالمحاكمة بغياب الوكلاء القانونيين بعد أن سخرت له المحكمة محامياً إلى أن تمكن اثنين من وكلاءه القانونيين من حضور المحاكمة بعد مدة من الشروع بها.
و في جلسة الاستجواب نفى الأستاذ صالح وجود حالة الحرب و التي هي شرط لتطبيق المادة / 285 / عقوبات مستنداً لنص المادتين / 100 – 101 / من الدستور السوري .

فتدخل السيد رئيس المحكمة و طلب منه إما رفض التهم أو قبولها و ذكره بأنه ليس في معرض جلسة دفاع ليسترسل في الشرح و أنه سيمنحه الوقت الكافي للدفاع لاحقاً.

فأجاب الأستاذ حبيب مؤكداً رفضه للتهمة و إنكاره لها معتبراً أن القضية برمتها سياسية و كيدية و الرد عليها لا يكون فقط بالإنكار فقط و إنما بالتفنيد القانوني.

و أكد في معرض رده على التهمة المسندة إليه بموجب المادة / 298 / بأنه لا يوجد معطى جرمي من حيث الزمان أو المكان و تساءل أين هي الضحية و متى و أين وقع الجرم و على من وقعت الجريمة المنسوبة لي مما يؤكد أن التهمة برمتها سياسية و ليس لها أي أساس جنائي و طالب القضاء المدني بأن يقف بوجه القضاء الاستثنائي و أكد أنه لن تكون هناك انطلاقة في التطوير و التحديث إلا من خلال قضاء وطني مستقل.

و أردف أن جهات الادعاء و التحقيق كانت قد اسـتنسخت ما ورد في الضبط الأمني و كررتها و هنا تدخل السيد رئيس المحكمة طالباً منه الاختصار واعداً إياه بثلاث ساعات كاملة للدفاع في جلسـة الدفاع.

و انتهى الأستاذ حبيب صالح لطلب إعلان براءته و إطلاق سراحه لانتفاء الجرم المنسوب بحقه و للتوهيم و التعويم الوارد في قرار الاتهام .” بحسب تعبيره ” .

مذكراً أنه لم يطرح يوماً فكراً تكفيرياً أو انقلابياً و لم يحمل يوماً سلاحاً و لم يتلقى مالاً من جهة و كل هذا تعرفه جهة الادعاء بحقه و كان عليها أن تطالب ببراءته و إطلاق سراحه. جدير بالقول أن أجهزة الأمن كانت قد اعتقلت الأستاذ حبيب صالح حوالي الساعة العاشرة من مساء 7/5/2008 من قهوة المنشية بطرطوس بينما كان مع ابنته و اقتادته بطريقة مهينة، ثم اقتادته في ذات اليوم لدمشق حيث اعتقل في زنزانة منفردة لدى إحدى الجهات الأمنية بأوضاع مزرية لمدة ثلاثة أشهر تمّ تقديمه بعدها للقضاء.

يعاني الأستاذ حبيب صالح من وضع صحي حرج نتيجة إصابته بارتفاع الضغط الشرياني إضافة لإصابته بالتهاب مفاصل تنكسي شـديد و هو أحوج ما يكون للعناية الطبية و المراقبة المستمرة.

المنظمة السورية لحقوق الإنسان إذ تؤكد على مطالبها المستمرة بإطلاق سراح جميع معتقلي الرأي و الضمير و طي ملف الاعتقال السياسي فإنها ترى في إحالة الكاتب حبيب صالح لمحكمة عادية و ليس استثنائية خطوة إيجابية و في الاتجاه الصحيح لكنها تؤكد على ضرورة الالتزام بمعايير المحاكمة العادلة أمام المحاكم الجنائية و على رأسها مبدأ الشهر و العلنية و الرقابة الشعبية على عمل القضاء و حق الجمهور في حضور المحاكمة.

و بهذه المناسبة ترى المنظمة السورية أن استجواب المتهم ما هو إلا وسيلة يستطيع من خلالها الدفاع عن نفسه و شرح وجهة نظره و قد سـنه المشرع السوري على دفعتين ” إداري و قضائي ” نظراً لأهميته في التقصي عن الحقيقة و التي يشكل الوصول إليها هدف القضاء الجزائي .

خلفيات الموضوع :
حبيب بن نديم صالح تولد بانياس 8/8/1947 .
حصل على شهادة الدراسة الثانوية عام 1965.
ثم حصل على الإجازة الجامعية بقسم اللغة الانكليزية عام 1971.
ثم حصل على دبلوم ترجمة من الجامعة العربية في بيروت عام 1973.
سافر للخليج ثم عاد و افتتح وكالة بحرية عام 1978 .
كتب مئات المقالات للدوريات العربية و الأجنبية و باللغتين العربية و الانكليزية .
أســـس منتدى طرطوس الوطني الديمقراطي عام 2001 .
ناشط ســياسي و كاتب صحفي و مهتم بالشأن العام المحلي و الاقليمي و الدولي.
متزوج و له أربع أولاد.
اعتقل للمرة الأولى عام 1982 لمدة تقارب السنة و نصف عرفياً.
اعتقل للمرة الثانية عام 1986 لمدة سـتة أشهر عرفياً دون عرضه على القضاء.
اعتقل للمرة الثالثة عام 1994 لمدة سنة و نصف عرفياً دون عرضه على القضاء
اعتقل للمرة الرابعة عام 2001 لمدة ثلاث سنوات على اثر نشاطه في المنتديات فيما كان بات يعرف في ذلك الوقت بربيع دمشق.

اعتقل للمرة الخامسة بتاريخ 17/5/2005 لمدة ثلاث سنوات بقرار من محكمة الجنايات العسكرية بحمص. و أخيراً اعتقل للمرة السادسة بتاريخ 7/5/2008 في القضية الماثلة حالياً.

المحامي مهند الحسني
المنظمة السورية لحقوق الإنسان سواسية
www.shro-syria.com
alhasani@aloola.sy
963112229037+ Telefax : / Mobile : 094/373363