3/2008
فى العام 1993 صدر القرار 48/104 بشان اعلان القضاء على العنف ضد المرأة ، هذا الاعلان الذى جاء بعد سيل من الصكوك الدولية بدءا من الاعلان العالمى لحقوق الانسان مرورا بالعهد الدولى للحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية واتفاقية مناهضة التعذيب واتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة وبروتوكول منع الاتجار بالاشخاص وخاصة المرأة والطفل واتفاقية حظر الاتجار فى الاشخاص واستغلال دعارة الغير واعلان حماية النساء والاطفال فى حالات الطوارىء والنزاعات المسلحة ثم الاعلان بشان القضاء على العنف ضد المراة والذى نحن بصدده الان 0
وقد اعتبر العالم ان العنف ضد المرأة عائقا امام تحقيق التنمية المستدامة والسلم الدولى والمساواة والعدالة كونه يعتبر انتهاكا لحقوق الانسان وصون حرياته الاساسية وكونه يجعل من المرأة دمية والنظرة اليها بدونية واستهزاء ، واعتبار ان السجينات ونساء الريف والمرأة المعوزة والمهاجرات ونزيلات الاصلاحيات والاطفال الاناث والمرأة المعوقة والمسنة والمرأة وقت النزاعات والحروب هى فئات شديدة الضعف فى مواجهة العنف 0
وقد صدر قرارا للمجلس الاقتصادى والاجتماعى 1990 والذى نص على ضرورة وجود خطوات فاعلة تمنع حدوث العنف ضد المرأة ، وتلاه القرار الصادر عام 1991 والذى يوصى بضرورة وضع صك دولى يتناول صراحة قضية العنف ضد المرأة 0
وقد قامت منظمات حقوق الانسان والحركات النسائية بدور فاعل فى نشر الوعى المجتمعى بقضايا مكافحة والقضاء على العنف ضد المرأة من خلال تقديم المساعدات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والقانونية والصحية وكذا المساعدة القضائية والتشريعية من خلال حملات التوعية ورفع التوصيات الى الجهات المعنية حتى يتم تعديل التشريعات لتتلائم مع المواثيق الدولية 0
وعلى الدولة ان تقوم بالتصديق على الاتفاقيات والصكوك الدولية وتقديم العون للمنظمات الحقوقية والنسائية وخاصة المعنية بقضايا العنف ضد المرأة ، ووجود ميزانيات داعمة لمكافحة العنف ضد المرأة وتدريب القائمين على انفاذ القوانين بكيفية التعامل مع قضايا العنف ضد المرأة 0
وكذا وجود احصائيات ومعلومات دقيقة حول حالات العنف ضد المرأة وتقديم معلومات ضمن التقارير المقدمة للجهات الدولية وتتضمن معلومات عن العنف ضد المرأة والتدابير التى قامت بها الدولة فى ذلك الشأن 0
وقد قام المجلس القومى للمرأة بتدشين مشروع NCW1 لمكافحة العنف ضد المرأة والطفل والذى يستمر حتى عام 2012 وهو يتضمن مراجعة التشريعات والقوانين ، ورفع الوعى المجتمعى حول القضايا المتعلقة بالعنف ضد المرأة وبناء القدرات ، وتقديم خدمات متكاملة ( قانونية – اجتماعية- نفسية – الخ ) للنساء المتعرضات للعنف 0
وقد سارع العالم الى اطلاق الحملة العالمية لمكافحة العنف ضد المرأة بعد تلك الاعلانات والاتفاقيات الدولية وذلك تماشيا مع اهداف الالفية وتستمر هذة الحملة حتى عام 2015 وبعد ان ظهر ان ثلث نساء العالم يتعرضن للعنف 0
وقد ناشد بان كى مون الامين العام للامم المتحدة زعماء العالم لقيادة حملات وطنية لمكافحة العنف ضد المرأة بعد ان اشارت تقارير الامم المتحدة الى ان 98 دولة قد حظرت العنف العائلى بتعديلها للقوانين ، 104 دولة جرمت اغتصاب الزوج للزوجة كما شملت قوانين 90 دولة تدابير ضد المضايقات الجنسية ، وحظرت 93 دولة حول العالم الاتجار بالبشر وخاصة النساء 0
ومؤسسة الانتماء الوطنى لحقوق الانسان تناشد الدولة ومنظمات المجتمع المدنى العمل جنبا الى جنب من اجل الوصول الى اللاعنف ضد المراة وعلينا ان نبدأ من الان فى التحضير لان يكون الاحتفال باليوم العالمى للمرأة ( 8 مارس ) هو احتفال فعلى نحو مجتمع جديد يخلو من العنف ضد المرأة 0