28/8/2008

لقد أعلنت الجمعية العامة للامم المتحدة في قرارها116 /56 ، بأن يكون الأول من يناير 2003 بداية عقد الأمم المتحدة لمحو الأمية. وقد رحبت الجمعية العامة في قرارها 166/57 بخطة العمل الدولية المتعلقة بهذا العقد 2003/2012 ، فقد حققت بلدان عديدة نجاحاًت في هذا المجال، كما أن برامج محو الأمية لدى الكبار والتعليم غير الرسمي قد حققت تقدما ملموسا. ومع ذلك فما زالت هناك تحديات كبرى يجب مواجهتها، إذ يقدَّر عدد الكبار الذين يجهلون القراءة والكتابة بحوالي 804 مليون شخص في العالم، ثلثاهم من النساء.
ويتجاوز عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس 76 مليوناً0 وقد حذرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية ، من استمرار الزيادة المطردة في أعداد الأميين في الوطن العربي على رغم الجهود المبذولة في إطار برامج محو الأمية. وقالت المنظمة : إن «مسيرة العمل العربي في مجال محو الأمية مازالت تكتنفها نقاط ضعف أساسية». وأشارت في ذلك البيان إلى أن هذا الأمر جعلها تضع ملف محو الأمية في مقدمة برامجها ومشروعاتها، وخصوصاً خطة تطوير التعليم في الوطن العربي التي شددت على أن قضية محو الأمية وتعليم الكبار هي مكون أساسي من مكونات النظام التعليمي العربي . فالأمر يزداد سوءاً عند الحديث عن الأمية في صفوف النساء العربيات، فقد كشفت الدراسات أن نسبة أمية النساء في العالم العربي تصل إلى 62 % ، وأن نسبة الفتيات في التعليم خارج نطاق المدارس تصل إلى 73 % . وليست البلاد العربية وحدها التي تناضل من أجل محاربة الأمية، فقد دأب المجتمع الدولي على العمل في سبيل توفير التعليم لجميع الفئات العمرية عبر فترات من الالتزام المتباين وباستخدام مجموعة متنوعة جدّاً من الاستراتيجيات . غير أن آخر البيانات بشأن معدل الالتحاق بالمدارس الابتدائية وإتمام الدراسة فيها وبشأن تعليم الشباب والكبار القراءة والكتابة في جميع أنحاء العالم لا تبعث على التفاؤل إطلاقا . ففي المقام الأول، فإن البلدان والمنظمات الدولية الملتزمة بتحقيق غايات وأهداف إعلان الألفية وبتوفير التعليم للجميع وبعقد محو الأمية لم تبذل بعد الجهود الحثيثة الضرورية. واستنادا إلى آخر البيانات التي قدمها معهد اليونسكو للإحصاء فان هناك 771 مليونا من البالغين فوق سن الخامسة عشرة الذين يفتقرون إلى المهارات الأساسية في القراءة والكتابة، ويصبح هذا العدد أكبر بكثير إذا ما أخذ في الحسبان الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين سن الخامسة عشرة والرابعة والعشرين الذين حرموا من فرصة التعليم أو الذين انقطعوا عن الدراسة من دون الحصول على شهادة المدرسة الأولية. وما ينبغي إدراكه هو أن عملية محو الأمية مسألة لا يمكن الإضطلاع بها من قبل أفراد مستقلين، ولكنه عمل جماعي يتم من خلال تكاتف أفراد المجتمع . فلتكن جهودنا مثالاً للآخرين ودليلا ًعلى رغبتنا في محو الأمية.
ولا تزال محو الأمية تمثل تحدياً هائلاً على المستوى العالمي، وهو تحدٍّ مطروح أمامنا جميعاً – الحكومات و الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمجموعات المحلية والأفراد. وكل من هذه الجهات قادر على الإسهام. والجميع قادر على أن يكون جزءاً من الحلّ. وترمي مبادرة محو الأمية لتعزيز القدرات (LIFE) (لايف) التابعة لليونسكو إلى الحد إلى النصف من النسبة العالمية لمحو الأمية بحلول العام 2015. وفي سياق استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز التوعية لأهمية محو الأمية ، تقود البلدان بنفسها أنشطة «لايف» بما يستجيب للاحتياجات والأولويات الوطنية ويتناسب مع قدرات البلدان . وإضافة إلى دور اليونسكو في التنسيق الدولي لعقد محو الأمية، تقدم المنظمة إسهامها المحدد في خدمة العقد. ويشمل هذا الإسهام في المقام الأول مبادرة محو الأمية من أجل التمكين (مبادرة التمكين ) 2005 – 2015 التي أعلن عنها حديثا. وستنفذ هذه المبادرة في 35 بلداً يقل معدل الإلمام بالقراءة والكتابة فيها عن نسبة 50 % ، أو يفتقر 10 ملايين أو أكثر من سكانها إلى المهارات الأساسية للقراءة والكتابة. وتمتد المبادرة لفترة تبلغ 10 سنوات مستهدفة تعزيز الالتزام الوطني والدولي تجاه محو الأمية عن طريق الدعوة والتواصل ؛ ودعم إدماج سياسات محو الأمية المستدام في المناهج القطاعية والأطر الإنمائية الوطنية ؛ وتقوية القدرات الوطنية على تصميم البرامج وإدارتها وتنفيذها ؛ والارتقاء بالمبادرات والممارسات المبتكرة التي تقوم بها البلدان من أجل توفير فرص تعلم القراءة والكتابة.

ويوافق اليوم الدولي لمحو الأمية الثامن من سبتمبر ويعد هذا اليوم فرصة كبيرة لتذكير العالم بأهمية محو الأمية بالنسبة للأفراد والأسر والمجتمعات ، وهو أيضا مناسبة للتذكير بأن محو الأمية يبقى حقا ما يزال خمس سكان العالم من الكبار محروما منه

نعم فهذا اليوم يعتبر بالدرجة الأولى فرصة لبث الأمل في نفوس الأميين والأميات الذين لم يأخذوا نصيبهم من التعليم بأن أبواب التعلم مفتوحة أمامهم ليس فقط لإكتساب المهارات المعرفية في القراءة والكتابة والحساب ، ولكن محو الأمية لإكتساب مهارات التعلم والحياة التي تؤدي إلى التنمية الفردية والأسرية والمجتمعية ، إن عمل محو الأمية لا يمكن الإضطلاع به من قبل أفراد مستقلين ، ولكنه عمل جماعي يتم من خلال تكاتف أفراد المجتمع . لذا يعتبر محو الأمية سبباً للاحتفال حيث أن الإنسانية قد حققت تقدماً متميزاً في هذا المجال وحيث يوجد حالياً 4 بليون متعلم حول العالم . ولقد أثبتت التجارب خلال العقود الماضية أنه من غير الممكن تحقيق هدف محو الأمية على المستوى العالمي الا بتكثيف الجهود وتجديد الإرادة السياسية وعلى جميع المستويات المحلية والوطنية والدولية ومؤسسة الانتماء الوطنى لحقوق الانسان تناشد الدولة والمجتمع المدنى العمل سويا من اجل تخفيف وطأة الامية فى مصر ، باستراتيجية واضحة وبناءة ، ولنبدأ من جديد دون زيف او تضليل او تهويل

معا من اجل خدمة ورفعة حقوق الانسان فى مصر