25/4/2006
يدين مركز الجنوب لحقوق الإنسان ببالغ الشدة التفجيرات الإرهابية التي تعرضت لها منطقة دهب بسيناء أمس وأودت بحياة 29 شخصا واصابة 62 آخرين من الأبرياء حسب التصريحات الرسمية المصرية، وتأتي هذه التفجيرات الإجرامية لتؤكد من جديد أن هناك تقصيراً أمنيا ملحوظاً أكده تفوق الإرهابين على استعدادات وزارة الداخلية لمواجهة مثل هذه العمليات التي تكررت ثلاث مرات في سيناء رغم الترحيل والمنع المتكرر لدخول العمال المصريين للمناطق السياحية في هذه البقعة الغالية من أرض مصر.
إن هذه التفجيرات تؤكد عدم فعالية قانون الطوارئ لمواجهة الإرهاب وتظهر أن هناك تقصيراً وتهريجاً أمنياً مثلما وصفه الرئيس مبارك في اعقاب أحداث الأقصر الدامية، فقد أظهرت التفجيرات الأخيرة تلاعب الأجهزة الأمنية بعقول المصريين بإدعائها القبض على تنظيم إرهابي خطير في الأسبوع الماضي، كما انقضت على المتضامنين مع القضاة المطالبين باستقلال السلطة القضائية في مصر وسحلتهم ومعهم أحد القضاة الذين رفضوا فض الإعتصام التضامني بينما كان الإرهابيون الحقيقيون يستعدون لتنفيذ جريمتهم في دهب قبل يوم واحد من الاحتفال بيوم تحرير سيناء.
إن هذه العملية الإرهابية لايمكن تبريرها مثلما يحاول البعض الإيهام بأصابع صهيوينة أو أيادي خارجية، فهي ومثيلاتها في طابا وشرم الشيخ تشير إلى تواجد خلايا ارهابية تابعة لتنظيم القاعدة رغم النفي الرسمي المتكرر، فمن الواضح أن القاعدة استطاعت تجنيد شباب محبط ويأس ويعاني من البطالة وناقم على الاستخدام المفرط للقوة من جانب الأجهزة الأمنية في اعقاب التفجيرات السابقة في سيناء، فقد تم اعتقال الالاف بشكل عشوائي وتعرضوا للتعذيب الوحشي غير المبرر.
إن مركز الجنوب لحقوق الإنسان يحذر من التهوين من عودة العمليات الإرهابية في ظل استمرار اعتقال الالاف واستمرار العمل بقانون الطوارئ وكبت الحريات والقوانين سئية السمعة مثل قانون الأحزاب والنقابات والجمعيات الأهلية وحبس الصحفيين والإصرار على عدم السماح بالإستقلال الكامل للقضاء في مصر، بالإضافة إلى الفساد المستشري في كافة قطاعات الدولة.
ويؤكد مركز الجنوب لحقوق الإنسان على أنه يجب عدم استخدام هذه العملية الارهابية كتبرير لتمديد قانون الطوارئ وضرورة التصدي للفكر والعمليات الارهابية باتاحة حرية التعبير واطلاق الحريات العامة للأحزاب والنقابات والجمعيات الأهلية.