7/6/2008

جنود الأمن المركزى يحتلون الأرض ويسلمونها لشيخ البلد
بينماالشرطة السرية تقتحم غرف النوم
لتسحل الفتيات والأرامل والحوامل دون رحمة.

القبض على محامى الفلاحين لإجباره على التنازل عن أرضه.
وإكراه الفلاحين للتنازل عن أراضيهم التى يزرعونها من خمسين عاما.

سراندو جديدة على الجانب الشرقى لمدينة دمنهور.. تتكرر مع بعض الرتوش، فما ارتكبه مطاريد أبو تيج لصالح أسرة نوار فى مارس 2005 إقترفه رجال الشرطة السرية فى عزبة البارودى مركز الرحمانية فى يونيو 2008 لكن دون تهجير الفلاحين إلى القرى المجاورة.

فبعد أن اعتدنا على أن نرى المجازر ضد الفلاحين ترتكب فى الحقول وعلى حواف الترع وشواطئ المصارف لطردهم من الأرض إذا بنا نفاجأ بارتكابها داخل البيوت وفى طرقات القرى وتقتحم غرف النوم وتكسر الأبواب دون حياء أو خجل أو رحمة لتنتزع منها الفتيات الصغيرات والحوامل والمرضعات والأرامل ويتم جرهن من شعورهن وسحلهن فى ” عز الظهر” وعلى رءوس الأشهاد.

وبينما كنا نعرف أن الإهانات والإذلال والشتائم والسب بأقذع الألفاظ وأحطها توجه فى مراكز الشرطة لمن يقع من البسطاء فى قبضة تلاميذ بسمارك وأشبال هتلر فى الخفاء وبعيدا عن الجمهور نشاهدها اليوم تتم فى شوارع العزب والكفورعلى الملأ وفى وضح النهار.

والأدلة كثيرة ومريرة فالكسور والجروح القطعية وآثار الضرب الغاشم التى تغطى أجساد الصبايا تفصح عن هوس مرتكبيه وجنونهم.

كانت المهمة التى ذهبت الشرطة لتنفيذها فى عزبة البارودى هى طرد فلاحى17 أسرة من 13.5 فدانا يزرعونها من نصف قرن وتسليمها لشخص زور أختامهم وحرر بها عقود إيجار وهمية باعتبارهم مستأجرين وباعتباره مالكا لها بينما هو لا يجرؤ على الاقتراب من مكتب الشهر العقارى أو السجل العينى لتسجيل هذه الأرض التى يدعى ملكيتها.. لسبب بسيط هو أنه لا يملك هوأو غيره مستندات ملكيتها فهى ما زالت ملك هيئة الإصلاح الزراعى.

كانت هذه هى مهمة الشرطة لكن الغريب أن المهمة لم تستغرق ساعتين بينما المعركة الرئيسية التى دارت كانت مع فتيات القرية ونسائها داخل المنازل وفى طرقات القرية استمرت ست ساعات.

ولنبدأ القصة التى سمعتها فى قلب القرية مع الأستاذ محمد رفعت المحامى نائب رئيس حزب الوفاق من أولها:

ففى العاشرة والنصف من صباح الثلاثاء الماضى 4 يونيو 2008 شنت قوات أمن البحيرة تجريدة وحشية على فتيات وفلاحات وفلاحى عزبة البارودى مركز الرحمانية لتنفيذ حكم قضائى ضد 17 أسرة تزرع 13،5 فدانا من أراضى الإصلاح الزراعى منذ أكثر من 50 عاما ارتكبت فيه كل ألوان التنكيل والإرهاب فقراء عزل بلا رحمة.

لم يرتكب أهل القرية مخالفة واحدة ضد قوات الغزو التى حطت على القرية كأسراب الجراد بل ولم يقاوموها ولو بعصا. حيث لم تخطرهم مديرية الأمن بموعد التنفيذ .. بل تسللت قواتها فى جنح الليل مساء الإثنين 3 يونيو وانتشرت فى طرقاتها.. وحول مساحة الأرض المستهدفة للتنفيذ لخلق حالة من الهلع والشلل لهم وساعتها اتصل بنا بعض الفلاحين يطلبون النجدة .. لكن الوقت كان متأخرا جدا بينما هرب البعض منهم بحثا عن النجاة.

وفى صباح الثلاثاء 4 /6 /2008 وصلت مجموعة أخرى من القوات حيث بلغ عدد السيارات التى تحملها 8 شاحنات ، 7 سيرات ميكروباص واثنى عشر بوكسا بخلاف سيارة مدرعة وأخرى للإطفاء وثالثة للإسعاف.

فى الحادية عشرة توجهت قوات الأمن المركزى لحصار الأرض المذكورة وسد مداخل القرية ومخارجها حيث تم الاستيلاء على الأرض بمحاصيلها من البطيخ والطماطم والخضر والبرسيم وجرى حرثها فى التو بجرارات شيخ بلد كفر محلة داود الذى حصل على الحكم القضائى المزعوم ، بينما انتشرت مجموعات الشرطة السرية فى الشوارع والأزقة وبدأ تنفيذ الجزء الثانى من الخطة:

  • فتم القبض على محامى الفلاحين وهو ابن أحد المنتفعين بالأرض واحتجز بأحد مقار الشرطة.
  • بينما قصدت مجموعات الشرطة السرية منازل الفلاحين حيث اقتحموها عنوة وكسروا أبواب بعضها واعتدوا على المتواجدين فيها بالهراوات والعصى وكان أغلبهم من الفتيات والسيدات وبعضهم فى غرف النوم.. وجروهم على الأرض جرا من شعورهن حتى سيارات الشرطة القابعة فى أحد ميادين القرية.
  • كما قبضوا على ثلاثة عشر فلاحا من الـ17 المطلوب طردهم من الأرض واقتادوهم لمركز شرطة الرحمانية.

واستمرت المطاردات عدة ساعات حتى الخامسة عصرا حاول أثناءها الفلاحون استدعاء سيرات النجدة والإسعاف لنقل الجرحى الذين عانى بعضهم من الكسور والجروح القطعية والكدمات التى غطت أجسام الكثيرين منهم فلم يستجب لهم أحد ، فضلا عن توجيه السباب البذئ الخادش للحياء والحاط للكرامة الذى عجزت الكثيرات من الفتيات والسيدات عن إلقائه على مسامعنا لانحطاطه الشديد.

وفى مركز الشرطة:

  • تم تدبيج محاضر اعتداء ضد كل من نعيم عبد المحسن علام ومحمد خنيزر ومحمد أبو طالب ( مجند فى الشرطة.. وكان فى إجازة ) ومحمد رياض خير الله.
  • وجرت محاولة إكراه محامى الفلاحين للتنازل عن أرضه لكنها باءت بالفشل.
  • كما أرغم الفلاحون على التوقيع على أوراق لم يعرفوا ما بداخلها وقيل لهم أنها تعهد بعدم التعرض لشيخ البلد المذكور وظلوا محتجزين حتى الثانية من صباح الجمعة 6 يونيو 2008 .
  • أما الفتيات والسيدات فاحتجز منهن تسعة حتى الساعات الأولى من صباح الأربعاء 4 /6/2008 .

هذا وقد ذكر بعضهن أن” ما حدث بالعزبة كان شبيها بما نراه على شاشات التيليفزيون فى فلسطين”، بينما ذكرت أخريات “أنهم دخلوا علينا البيوت كالتتار.”

وترددت وسطهن أسماء بعض أفراد الشرطة مثل محمد الجمسى وعمرو علام ومحمد عمار، وقال بعضهن ماذا فعلنا ليتم الهجوم علينا فى منازلنا ويشبعوننا ضربا وركلا وسحلا على الأرض واعتداء بالعصى وشتما بأبذأ العبارات وأحطها؟

وما هو ذنبنا ليأخذ منا شيخ بلد كفر محلة داود أرضنا ويدعى أننا نستأجرها منه فى الوقت الذى يزرعها آباؤنا منذ عشرات السنين وحصلنا عليها من الإصلاح الزراعى؟
وكيف يجبرون آباءنا وأهلنا على التوقيع على أوراق لا يعرفون ما فيها؟
ولماذا يحرثون الأرض بينما محاصيلنا مزروعة فيها وعلى وشك الحصاد؟

وهكذا تتكرر وقائع عزبة سراندو مرة أخرى مع فارقين بسيطين:
هو أن الشرطة التى توجهت غربا إلى سراندو كانت تساعد وتتواطأ مع الطامعين فى الأرض، بينما هى التى تقوم بالعدوان بمفردها عليهم هذه المرة عندما توجهت شرقا إلى عزبة البارودى نيابة عن الذين يسطون على أراضيهم .

فهل يجد هؤلاء عونا من الشرفاء ومنظمات المجتمع المدنى والمهتمين بالشأن العام ولو فى حدود مواساتهم وتطييب خاطرهم وكفكفة دموعهم بعد أن سطت الوحوش الكاسرة على مورد رزقهم الوحيد وقضّت مضاجعهم وحرمتهم من الأمان؟.

أسماء من تعرضوا للاعتداء الوحشى من الشرطة السرية:

  1. الآنسة مبروكة عبد الله خنيزر(18 سنة) حاصلة على دبلوم تجارة، جروها من داخل منزلها من شعرها على الأرض حتى سيارة الشرطة ، أغلب جسمها مغطى بكدمات زرقاء ومضروبة على أرجلها بجسم صلب.
  2. الآنسة عايدة أحمد خنيزر (17 سنة) طالبة ، كسروا باب منزلها واقتحموه وجروها من داخل منزلها من شعرها على الأرض حتى سيارة الشرطة، أجزاء من جسمها مغطاة بكدمات زرقاء.
  3. الآنسة شريهان إبراهيم الدسوقى (18 سنة) طالبة عاملوها كما عاملوا مبروكة وعايدة وآثار الضرب باقية على جسمها.
  4. الآنسة صابرين شعبان سليمان (21 سنة) عوملت كزميلاتها الثلاث وبجسمها آثار الضرب بمستوى يقاربهن.
  5. السيدة/ عبير شعبان دسوقى (19 سنة) حامل ، كانت تزور والدها ، كسرت رجلها اليمنى.
  6. السيدة/ خضرة حجاج زغلول ( 22 سنة) لها طفلان ، ضربوها فى منزلها وأصيبت بجرح قطعى فى الرأس جهة اليساراحتاج غرزتين .
  7. السيدة/ صباح أحمد عزيز (40 سنة) لها 3 أطفال، ضربوها وهى على سريرها، و جروها من داخل منزلها من شعرها على الأرض حتى سيارة الشرطة.
  8. السيدة/ سعيدة منصور سالم ( 34 سنة) لها 3 أطفال ضربت فى منزلها وتم جرها على الأرض من شعرها حتى سيارة الشرطة.
  9. السيدة/ حميدة لطفى الصاوى (45 سنة) لها 3 أطفال ضربها 3 مخبرين أمام منزلها، الإصابات فى يدها اليسرى وتحركها بصعوبة بالغة، والآلام تشمل جسمها لدرجة عدم استطاعتها النوم.
  10. السيدة/ منيرة حسن اسماعيل ( 45سنة) أرملة ولها 3 ابناء، كسر كف يدها اليسرى وسجلت إصابتها بمستشفى الرحمانية.
  11. السيدة/ عايدة إبراهيم الدسوقى (35 سنة) حامل ولها 3 أطفال، اقتحموا منزلها وجروها من داخله من شعرها على الأرض حتى سيارة الشرطة.
  12. السيدة ليلى إبراهيم عزيز ( 42 سنة) لها 4 أبناء ضربوها على كتفها وذراعها الأيسر وتحركه بصعوبة.
  13. السيدة/ هداية زكريا أبوشعيشع (44 سنة) لها 3 أبناء دخلوا منزلها وضربوها ومزقوا ملابسها وجروها على الأرض وأصيبت إصابات شديدة بأكثر من مكان فى جسمها.
  14. نعيم عبد المحسن علام (18 سنة) حاصل على دبلوم صناعة زخرفة،اقتحم منزله 6 مخبرين وأخذوه من سريره ، وجروه على الأرض حتى سيارة الشرطة بعد أن جردوه من ملابسه ماعدا الشورت، مصاب فى معظم أجزاء جسمه بجروح كثيرة.
  15. محمود محمد خنيزر (30 سنة) له طفلان اقتحموا منزله، وقذفوه بالطوب وضربوه بقطعة خشب فأصيب بجرح قطعى برأسه احتاج إلى 22 غرزة.
  16. محمد أحمد خنيزر (28 سنة) له طفل اقتحموا منزله وجروه على أرض الجرن حتى سيارة الشرطة، مصاب فى معظم أجزاء جسمه.
  17. سماح سلومة أرملة عبد العزيز خير الله (45 سنة) لها ابن، اقتحموا منزلها وضربوها وجروها من داخله من شعرها على الأرض حتى سيارة الشرطة.

كما كسروا باب فادية الألفى .

أسماء من قبض عليهم ووقعوا على أوراق لا يعرفون محتواها:

  1. عبد الله خنيزر.
  2. رجب محمد خنيزر.
  3. سعيد إبراهيم سليمان.
  4. جمال إبراهيم سليمان.
  5. سعيد عبد الحميد دسوقى.
  6. جميلة حسن زغلول.
  7. أسامة عبد السلام مقاوى.
  8. رمضان محمد عبيد.
  9. عزيزة سعد خطاب.
  10. جمعة محمد دسوقى .
  11. حلمى محمود منصور.
  12. عبد المحسن على علام.
  13. بديعة (زوجة عبود سلامة خير الله).

Our committee email:
egyptianpeasantsolidarity@gawab.com

Our committee web site:
tadamon.katib.org