4/7/2006

الموت كأس كتب علينا تجرعه لا نملك أمامه إلا القبول والإذعان

فبكل التسليم والإيمان نقول: إنا لله وإنا إليه راجعون

وعلى قدر المحبة والاحترام يأتي المصاب و الألم

و الراحلة الكبيرة لم تكن فقيدة أسرتها وأقربائها فحسب وإنما هي شـهيدة الصحافة السورية وفقيدة دمشق الأصالة والعراقة والسمو.

حملت رسالة الصحافة حقباً أربعة كانت خلالها سـيفاً بلا غمد عماده الفكر وزاده الصدق ونصله كلمة الحق التي مست شغاف قلبي منذ نعومة أظفاري حينما كنت أجثو إلى جوار والدي ( رحمه الله ) وهو يستمع لصوتها الشـجي عبر الأثير من هيئة الإذاعة البريطانية.

وتشـاء الأقدار أن أحظى بصداقتها بعد أن كبرت ، فارسة للحق كانت حملت قلمها سـيفاً نشـدت من خلاله العدالة ما استطاعت إلى ذلك سبيلا.

كانت الصحافة عندها فروسـية وأخلاق فأفنت فيها وقتها ووهبتها محبتها فأطعمت الكلمة الصادقة من حنايا فؤادها ووميض النور من عينيها فهامت بها وأفنت في سبيلها وقتها وجهدها ووهبتها من حنايا قلبها لتخط من ذلك منهجاً لسلفها في مدرسة الصديقين و الأبرار ، ولم تترجل في معركتها حتى اللحظة الأخيرة متمثلة أخلاق الفروسية والإباء في زمن لم يكن زمانها و عصر لم يكن عصرها .

كانت حياتها نهراً من العطاء والإباء والشموخ والجرأة على قول الحق، وكم كلفتها كلمة الحق غالياً وكأن ذلك قدر الأبرار والشهداء والقديسين.

كانت وردة دمشـقية على جيد الصحافة السورية، ومن حقك علينا أيتها الأميرة الغالية أن نعتد بسـيرتك وبسيرة أمثالك من الأعلام.

فتحية لك يا من قل نظيرك في زمن أضحى غريباً بقيمه عنك ، يا من صدقت ما عاهدت الله عليه فزرعت الإخلاص وحسن العمل وصدق القول لمثل هذا اليوم الجلل.

باسمي وباسم المنظمة السورية لحقوق الإنســان أتقدم بالعزاء لنا ولجميع المدافعين الأخيار عن حقوق الإنسان ولأهلنا من أهل الفقيدة الغالية وذويها .

وأقول لتعلموا أن مصابنا واحد وأن خســارتنا جميعاً بعميدة الصحافة العربية لا عوض له.

ففي ذمة الله يا ســـلوى

في ذمة الله يا من أطعمت الكلمة الصادقة من هدب عينيك

في ذمة الله يا من وجدت عندك الصدق و الشجاع في زمن عز أن تجد به من يتخلق بأخلاق الرجال.

في ذمة الله يا من قبضت على الكلمة الصادقة والموقف الشجاع كالمؤمن القابض على الجمر.

في ذمة الله يا من تقرحت الدموع على خديك حزناً على صديقك وأنت تشاهدين مرارة الغدر من أقران أفرزهم عصرهم الذي لم يكن عصرك ولم يكتب لك العمر لتشهري قلم الحق في وجوههم.

وها قد آنت لحظة الفراق الأليم.

و ها قد خبا ضوء السراج و جف مداد الأصالة من على هدب قلمك الحزين الذي كنت به (الحقيقة ) تمتشـقين.
و أنا لا أملك إلا أن أتوجه بأسـمى آيات الامتنان لروحك الطاهرة لما لمسـته لديك من مودة وعطف و حنان.
لا أملك إلا أن أبتهل للمولى العلي القدير أن يســكنك فسـيح جناته ويغدق عليك بواسـع رحمته و يمن عليك من فردوس عليائه بما أنت أهل له.

فيا رحمة الله …..يا رحمة الله

مهند الحسني