20 يونيو 2004

يوماً بعد يوم تتصاعد وتيرة التصعيد الاستبدادي الاحتلالي الإسرائيلي، وتتكشف حقائقه باستهدافه الأطفال بالقتل والجرح والاعتقال أو بهدم المنازل والمدارس ورياض الأطفال.

الاحتلال الإسرائيلي اعتقل في يوم واحد زهرتين من زهرات فلسطين، بعد أن اعتدى على حرمات البيوت بعد الفجر وأشبع الأسرتين إرهاباً ورعباً، وانتزع الزهرتين من أحضان والداتهما، واقتاد طفلتين لا تتعدى الواحدة منهما الخمسة عشر ربيعاً إلى الجيب العسكري- لأول مرة- بملابسهما البيتية رغم الاستجداء والصراخ…

الأسيرتين الطفلتين ذواتا اهتمامات رياضية وثقافية إحداهن تقود منتخب مدرستها لكرة السلة والأخرى تطمح لإكمال دراستها العليا.

الأسيرة الطفلة أسيل موسى عبد الواحد الهندي، ولدت في العاشر من الشهر العاشر-تشرين أول- 1989 ، طالبة في الصف التاسع من مدرسة الفاطمية الأساسية.

في تمام الثانية من فجر 16/6/2004 حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي معززة بآلياتها العسكرية منزل والد الطفلة أسيل الهندي، واحتلت كافة نواحيه وأخرجت الوالدة إلى الشارع بملابسها البيتية، حافية القدمين بعد أن توسلت إليهم بالسماح لها بارتداء ملابس وحذاء ولكن دون جدوى.

المحتلون الهمجيون بدأوا بالاستجواب مع الصراخ والضرب على كتف الأم وظهرها بالبندقية والصراخ بها، ولم يتركوا لها مجالاً للإجابة على أسئلة موجهة إلى الأطفال الذين لم يتمكنوا من التنفس لفرط الرعب والخوف –أكبرهم أقل من 14 عاماً.

أخرجت تلك القوات جميع أفراد الأسرة إلى الشارع وتفحصت هوية الوالد وأخذت بالتساؤل عن أسماء الأبناء حتى وصلت إلى الطفلة أسيل وعرفوا أن سنها لا يتجاوز 15 عاماً وتبلغ 14 عاماً ونصف، ورغم صغر سنها أجبرتها قوات الاحتلال على الصعود إلى الجيب العسكري كما أجبرت والدها على الصود إلى نفس الجيب…!

الأم التي لم تجد مناصاً من اللحاق بالجيب والصراخ والاستجداء تركت على الشارع تنتحب الزوج والابنة صارخة.. لماذا لماذا؟ .. اتركوها لتلبس حذاءها وحجابها وملابسها (حيث كانت بملابس النوم)…

الطفلة الهندي تعتبر من الأوائل، في صفها الدراسي وتحب القراءة ولديها اهتمامات بمواضيع الكمبيوتر حسب والدتها ومن أمنياتها السفر لإكمال دراستها العليا.

زهـــرة في المعتقــــل…
قوات الاحتلال بذات الليلة وبذات القسوة اتجهت بتعزيزاتها العسكرية الرهيبة إلى حي رفيديا في محافظة نابلس واعتقلت زهرة أخرى من بين ذويها، وهي الطفلة مجد ناصر سالم الكخن مواليد السابع من نيسان 1989، وباعتقالها حرمتها من المشاركة في حفل التكريم الذي سيبدأ صبيحة يوم اعتقالها لطالبات الكشافة في مدرسة الفاطمية الأساسية.

وتقول مراسلتنا أنه في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بدأت الجيبات العسكرية بإنزال الجنود العسكريون في منطقة بيت الطفلة مجد ناصر حاصروا المنزل وانتشر الجنود في كل مكان في حي رفيديا قرب منزه العائلات، وبعد نصف ساعة بالتحديد طرق الباب عائلة الكخن وطلب من الجميع النزول إلى الشارع وتم التدقيق في هويات أفراد العائلة والتعرف عليهم بأسلوب همجي رافقه صراخ وتساؤل حاد عن مجد وبيد قائد تلك القوات ورقة اشتملت على العديد من الأسماء.

سخـــرية الأعمــــــار…
قوات الاحتلال التي لا تبالي بأي عام تقتل وتجرح وتعتقل والتي لا تفرق بين الكبار والصغار من أبناء الشعب الفلسطيني اعتقلت الطفلة مجد والتي تقل عن 18 عاماً وهو حد الطفولة المتعارف عليه دولياً.

حاول الأهالي أن يقنعوا جنود الاحتلال أن مجد لم تتعد 15 عاماً إلا أن قائد تلك القوات اكد لهم أن مجد لا تقل عن هذا العمر بل تكبره بشهرين وعلى الفور طلبوا منها ومن أبيها مرافقتهم واقتادوهم أمامهم إلى الجيب العسكري وسارت قافلات الجيش متجهة نحو الجهة الغربية للمدينة.

وتبقى الأم الجريحة خلف شبابيك المنزل تراقب تحرك القافلة العسكرية التي انتزعت منها ابنتها وزوجها تدعو الله أن لا يحرمها فتاتها الصغيرة وألا تجبر تحت الضرب والتعذيب على التوقيع على اعترافات باطلة وتهم كاذبة…

يذكر أن الطفلة الكخن تعتبر من الأوائل والمتفوقات في مدرستها، وتقود فريق كرة السلة فيها، وذات اهتمامات فنية وثقافية ورياضية، وأكدت أسرتها أنها لا تهتم بالمواضيع السياسية وتحب السلام والمحبة، ولإيمانها بذلك كانت تستعد للانضمام إلى مؤسسة بذور السلام الأمريكية.

بعد 24 ساعة من إخضاع الوالدين للتحقيق في معسكر حواره أطلق سراحهما لاحقاً فيما تم ترحيل الفتاتين إلى سجن الرملة في داخل مناطق الـ 48 وذلك حسب مكتب الشكاوي هموكيد بالقدس.

أساليب التعذيب الإسرائيلية…
قوات الاحتلال الإسرائيلي تتبع أساليب تعذيب داخل المعتقل وتوضح جمعية الأسرى والمحررين”حسام” أن الأسرى الأطفال يتعرضون لهذه الاعتداءات بشكل واضح حيث تقوم إدارة سجن عتصيون بضربهم ووضعهم في زنازين انفرادية بعد تعرضهم للشبح على الأسلاك الشائكة في ساحة المعتقل طول الليل إذ يتعمد جنود الاحتلال في ساعات متأخرة من الليل الضرب على الأبواب بالعصى والأرجل لإجبار الأسرى على الوقوف ورفع الأيدي على الحائط وتفتشيهم بشكل همجي وتعسفي.

كما يحرم الأطفال من الماء الساخن والحمام وتبعاً لذلك تنتشر بينهم الأمراض فيما يعتبر تقديم العلاج أمر معدوم وتنتشر الأمراض المعدية بسبب انعدام النظافة في المعتقل.

وحسب مركز المعلومات الوطني الفلسطيني بالهيئة العامة للاستعلامات في غزة ونقلاً عن وزارة شئون الأسرى والمحررين فإن أعداد الأسرى الأطفال الذين أدخلوا إلى سجون الاحتلال الإسرائيلي تعدى أكثر من 2500 طفل لا زال 463 منهم رهن الاعتقال وتبلغ نسبتهم 7.6% من إجمالي الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، فيما بلغ عدد الأسيرات 98 أسيرة ويشكلن 1.6% من إجمالي الأسرى..

وهناك 243 معتقل بين الأطفال الأسرى موقوفون بانتظار المحاكمة و22 معتقل اعتقال إداري، و97 محكومون.

وفي حالة اعتقال طفلة فلسطينية فإنه يتم إرسالها إلى سجن الرملة (نفي ترتسا) سئ السمعة فمع بداية نيسان لسنة 2001 تم الهجوم على السجينات الفلسطينيات السياسيات وضربهن من قبل حراس السجن وشرطة مكافحة الشغب الإسرائيلية وخلال ذلك تم مصادرة ممتلكاتهن الشخصية فالسجينة سعاد غزال والتي تبلغ من العمر 17عاماً تم وضعها لمدة أربعة أيام في زنزانة العزل الانفرادي والتي تبلغ مساحتها متران وتم منعها من الاتصال بالآخرين ومغادرة الزنزانة.

نادي الأسير الفلسطيني
عن المركز الصحافي الدولي
20/6/2004