17 اغسطس 2004

في الوقت الذي تحتفل فيه النساء التونسيات بمناسبة العيد الوطني للمرأة ، تعيش نساء تونسيات تحت وطأة قيود وضعتها أجهزة الأمن حرمتهن من ابسط حقوقهن. والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تهنئ النساء التونسيات بعيد المرأة وتقدم للرأي العام الوطني كل يوم عينة من المآسي التي تعيشها عدد كبير من النساء عبر رسائل وشهادات تلقتها الجمعية وتتوجه بنداء إلى كل التونسيات والتونسيين الأحرار للعمل على وضع حد لمعاناة هؤلاء النسوة ومن ورائهن عائلات وأبناء تحت رعايتهن.

شهادة السيدة الخلصي والدة التوأمان ماهر ورمزي الخلصي
اني المسماة سيدة طاع الله الخلصي والدة االتوامين ماهر ورمزى إبنى محمد االخلصي من مواليد 30 ديسمبر 1971 …
كانا تاريخ ايقافهما سنة 1990 يواصلان دراستهما بالسنة السابعة من التعليم االثانوى بالمعهد الفنى بتونس .
أصدرت الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بتونس ضد كل واحد منهما أحكاما بالسجن لمدة أربعة وثلاثون سنة بمناسبة القضايا عدد 17334 و 18104 و 23762.

تعرض فلذة كبدي التوأمان خلال ايقافهما إلى أنواع عديدة من التعذيب الجسدى والمعنوى رغم صغر سنهما وبعد ايداعهما السجن المدنى بتونس تم التفريق بينهما ليتم بعد صدور الأحكام إيداع كل واحد منهما فى سجن يبعد عن الآخر مسافة كبيرة بما يحول دون العائلة ودون زيارتهما كل أسبوع وفى حين يقضى رمزى عقوبة بسجن المسعدين يقضيها ماهر بسجن المهدية وهو ما يحمل عائلتهما أعباءا ومصاريف باهضة لا تقدر على مواجهتها .

حرم عزيزي التوأمان ماهر ورمزى الخلصى من الاتصال ببعضهما منذ تاريخ أيقافهما ، كما حرما من حقهما فى الدراسة واجتياز امتحان الباكالوريا رغم انهما كانا من أنجب نجباء المعهد الفنى بتونس وقد تعمدت إدارة السجون حشر كل واحد منهما فى غرف مكتظة بمساجين الحق العام دون مراعاة لسنهما رغم ان قانون السجون يفرض تخصيص غرف خاصة لمن كان فى مثل سنهما.

أودع ماهر ورمزى الخلصي السجن قبل ان يتجاوزا الثمانية عشر عاما….. وقد بلغ يوم 31 /.12 / 2003 عمر كل واحد منهما اثنتان وثلاثون سنة…..أضطر كل واحد منهما مرات عديدة الى الدخول فى اضراب عن الطعام للمطالبة بتجميعهما فى غرفة واحدة وتمكينهما من إجتياز إمتحان الباكالويا .

لم يستجب لنداءاتهما و لا لنداءاتي و التى أصبحت بسبب ما حل بابني ا بأمراض عديدة بدنية و نفسية أعاقتني فى الكثير من الأحيان عن الحركة ، لقد عجزت تماما عن المشي والكلام لمدة سنتين كاملتين بسبب انهار عصبي ، انقطعت عن العمل ( موظفة بديوان المناجم ) ساءت حالتي الصحية انام و أفيق على مداهمة البوليس ، كنت أشاهدهم يبعثرون الادباش يصيحون وكذلك يحملون معهم ما غلا ثمنه و لا اقدر عن الكلام إلا دموع تنهمر وقلب يتفطر حزنا على ابني

إن الأحكام الجائرة و القاسية جدا التي استهدف لهما التوامان ماهر ورمزى رغم صغر سنهما إثر محاكمات لم تتوفر فيها أدنى شروط المحاكمة العادلة وخرقت بمناسبتها قاعدة اتصال القضاء واستمرار عزل كل واحد منهما عن الآخر و ايداعهما بسجنين بعيدين عن بعضهما وعن مقر سكنى عائلتهما والإصرار على حرمانهما من الحق في اجراء إمتحانات الباكالوريا بدون مبرر قانوني دليل قاطع على ما يتعرض له ابناي وعائلتي من تنكيل متعمد و هرسلة و كأننا موطنين من درجة رابعة أو خامسة .

فإلى كل من يقرأ ويطلع على شهادتي شهادة أم حرمت من فلذة أكبادها بموجب أحكام جائرة ومحاكمات غير عادلة، شهادة أم أضناها الشوق والحنين لكي تضم أبنائها إلى صدرها أم ثكلى وأبناؤها أحياء أطالبكم بضم صوتكم الى والمطالبة بالإفراج عن ابناي ماهر ورمزي ورفاقهم و إخوانهم الذين تعفنوا بزنزانات السجون التونسية .

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
33 نهج المختار عطية – تونس
الهاتف 71 256 647 الفاكس 71 354 984
aispptunisie@yahoo.fr
الرئيــس الشــرفي
العميــد محمــد شقــرون