24/11/2008
لا يزال العنف ضد المرأة قائما كأحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان بشاعة ومنهجية وشيوعا. وهو تهديد لكل النساء، وعقبة أمام جميع جهودنا المبذولة لتحقيق التنمية والسلام والمساواة بين الجنسين في كل المجتمعات. لقد أحرزت بلدان كثيرة تقدما كبيرا في تغيير القوانين والسياسات والممارسات والمواقف التي ساعدت في الماضي على إيجاد مجموعة عناصر تكفل الإفلات من العقوبة على ارتكاب هذه الجريمة النكراء. ولكن يتعين بذل الكثير لتمزيق ستار التسامح الذي لا تزال تحتجب وراءه أحيانا.
وعلى مدى السنة الماضية، اتسمت جهودنا بقدر جديد من الإلحاح. ، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا تاريخيا لتعزيز الجهود الرامية إلى القضاء على جميع أشكال العنف ضد المرأة. وتزيد أسرة الأمم المتحدة من أنشطتها على جميع المستويات، بدءا من مبادرات جديدة تتخذها اللجان الإقليمية إلى تحسين التنسيق والبرمجة على الصعيد القطري. وتبذل جهود لزيادة الوعي العام وبناء الإرادة السياسية وتحقيق استجابات فعالة. وإننا نعمل على وضع اقتراحات لمساعدة الدول في تقييم نطاق العنف ضد المرأة ومدى انتشاره وحدوثه، ومواجهته بقدر أكبر من الفعالية.
ومن أجل تجميع كل هذه الجهود، قررت أن أقود حملة تشمل المنظومة بأسرها تمتد حتى عام 2015 من أجل القضاء على العنف ضد المرأة. وستركز الحملة على ثلاثة مجالات رئيسية هي: الدعوة على نطاق العالم؛ والاقتداء بالأمم المتحدة كمثال يحتذى في هذا المجال؛ وتعزيز الشراكات على الصعيدين الوطني والإقليمي لدعم العمل الذي تقوم به الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص وغير ذلك من الجهات. لقد اقترحت أن تكرس الجمعية العامة بندا من جدول الأعمال كل سنة للنظر في مسألة العنف ضد المرأة. وأهبت بمجلس الأمن أن ينشئ آلية مكرسة لرصد العنف ضد النساء والفتيات في إطار القرار 1325 المعني بالمرأة والسلام والأمن.
وفي كل هذا، أعتقد أن بإمكاننا أن نستمد دعما من المقترحات الرامية إلى تعزيز الهيكل الجنساني للأمم المتحدة، على النحو الذي عرضه الفريق الرفيع المستوى المعني بالاتساق على نطاق المنظومة. وأعتقد أن بإمكاننا تعزيز قضيتنا تعزيزا كبيرا لو استعضنا عن الهياكل الحالية المتعددة بكيان نشيط واحد للأمم المتحدة. وهذه الهيئة الجديدة ينبغي أن تكون قادرة على الاستعانة بجميع موارد منظومة الأمم المتحدة في العمل الرامي إلى تمكين المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين على نطاق العالم. وينبغي لهذه الهيئة أن تعبئ قوى التغيير على الصعيد العالمي وأن تكون مصدر إلهام لتعزيز النتائج على الصعيد القطري.
والعنف ضد المرأة هو دائما انتهاك لحقوق الإنسان؛ وهو على الدوام جريمة؛ كما أنه غير مقبول أبدا. فلنتناول هذه القضية بالجدية التامة التي تستحقها، ليس في هذا اليوم الدولي فحسب، ولكن في كل يوم.
معا لخدمة ورفعة حقوق الانسان فى مصر