4/12/2008
ومع إعلان بدء هذه السنة الدولية، أدعو المجتمع الدولي، والحكومات الوطنية، والمجتمع المدني إلى تبني قضية الصرف الصحي بحماس غير مسبوق. فلنجعل هذه السنة عامرة بالإنجازات على الصعيد العالمي؛ سنة تُولِّدُ تغييرات حقيقية وإيجابية لصالح البلايين من البشر الذين لم ينعموا حتى الآن بهذا العنصر الأساسي من مقومات الرفاه الإنساني.
الأمين العام للأمم المتحدة
بان كي – مون
نظرا لما ساورها من بالغ القلق إزاء ما تتسم به وتيرة التقدم المحرز في إتاحة إمكانية الحصول على خدمات الصرف الصحي الأساسية من بطء وعدم كفاية، وإدراكا منها لأثر انعدام الصرف الصحي في صحة الإنسان والحد من الفقر والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك في البيئة، ولا سيما موارد المياه، قررت الجمعية العامة، في 20 كانون الأول/ديسمبر 2006، إعلان سنة 2008 سنة دولية للصرف الصحي (القرار 61/192). وطلبت الجمعية إلى إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمانة أن تكون بمثابة مركز التنسيق للسنة الدولية. وشجعت جميع الدول وكذلك منظومة الأمم المتحدة وسائر أصحاب المصلحة المعنيين على اغتنام الفرصة التي تتيحها السنة الدولية لإذكاء الوعي بأهمية الصرف الصحي والتشجيع على اتخاذ إجراءات على جميع المستويات. وأهابت بالدول وكذلك المنظمات دون الإقليمية والإقليمية والدولية وغيرها من أصحاب المصلحة المعنيين، بمن فيهم القطاع الخاص والمجتمع المدني، تقديم التبرعات لدعم السنة الدولية.
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2007، يفتقر زهاء 2.6 مليار شخص في العالم، منهم 980 مليون طفل، إلى أبسط مرافق المياه والصرف الصحي – وهو وضع يؤثر على جميع جوانب حياتهم، بدءاً من التعليم وحتى التنمية الوطنية.
وفي مسعى لتوفير مياه ومرافق صرف صحي كافية للجميع في أرجاء العالم، التقى اليوم صاحب السمو الملكي الأمير ويليم –ألكسندر، أمير أورانج، هولندا؛ والأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون؛ والمديرة التنفيذية لليونيسف آن. م. فينمان؛ وسفيرة النوايا الحسنة أنجليك كيدجو؛ وممثلون عن وكالات الأمم المتحدة وعدد آخر من الشركاء في مقر الأمم المتحدة بنيويورك لإطلاق السنة الدولية للصرف الصحي لعام 2008.
المرافق الصحية من أجل التنمية
تهدف السنة الدولية للصرف الصحي إلى توجيه اهتمام العالم ليركزعلى الفوائد الناجمة عن الإيفاء بالهدف 7 من الأهداف الإنمائية للألفية: التقليل من نسبة السكان الذين لا يحصلون على مياه صالحة للشرب ومرافق الصرف الصحي الأساسية إلى النصف بحلول عام 2015.
اذ لا يمكن المبالغة في أهمية توفر مرافق صحية كافية. ففي كثير من الأحيان، تتعرض النساء والفتيات الصغيرات إلى أعمال عنف لأن عدم توفر مراحيض يضطرهن إلى التخلص من فضلاتهن في أماكن غير آمنة أو في الظلام. وفي بعض المناطق، لا تذهب الفتيات الصغيرات إلى المدرسة لعدم توفر مراحيض لهن – وهو أمر لا يؤثر على تعليمهن فقط، بل يؤثر على كرامتهن وتقديرهن لذاتهن أيضاً.
وفي أنحاء العالم، فإن الافتقار إلى المرافق الصحية المناسبة يرتبط بموت 1.5 مليون طفل سنوياً. “إن الأطفال هم الأكثر ضعفاً، وهم الذين يدفعون ثمن ذلك باهظاً من حيث فقدان أرواحهم وإضاعة مستقبلهم”، قالت السيدة فينمان، وأضافت، “يقع الأطفال في صميم الأهداف الإنمائية للألفية، بدءاً من تخفيف حدة الفقر إلى تحسين التثقيف بشأن صحة الأم أثناء النفاس وصحة الطفل، وترسيخ المساواة بين الجنسين والاستدامة البيئية”، ومضت تقول: “سيكون لمعالجة مشكلة الصرف الصحي تأثير إيجابي على هذه الأهداف جميعها”.
اقتصاديات التغيير
في كلمة حماسية، تحدث الأمير ويليم ألكسندر- الذي يرأس المجلس الاستشاري المعني بالمياه والصرف الصحي التابع للأمين العام – عن الاقتصاديات التي تكمن وراء تحسين المرافق الصحية للجميع. وقال إن الأبحاث أظهرت أن مقابل كل دولار يُستثمر في المرافق الصحية، يمكن توفير ما قيمته 34 دولاراً من التكاليف المتعلقة بالصحة والتعليم والتنمية الاجتماعية والاقتصادية. “لذلك يجب علينا، بصفتنا مسؤولين عن وضع السياسات وقادة الرأي وأصحاب المصلحة، نحن الذين التقينا هنا اليوم، أن نبذل جهوداً كبيرة لإتاحة مرافق الصرف الصحي الملائمة للجميع”، أكد الأمير ويليم – ألكسندر، وأضاف، “لأن للجميع ، وهذا يعني جميع الشعوب في العالم، الحق في العيش حياة صحية تسودها الكرامة”.
وقد لا تكون سنة واحدة فترة كافية لتغيير الأسلوب التي يفكر فيه العالم فيما يتعلق بالصرف الصحي، إلا أن المشاركين في افتتاح السنة الدولية للصرف الصحي يأملون في أن يثبتوا أنه يمكن حتى لأبسط الإجراءات أن تحقق نتائج باهرة. معا لخدمة ورفعة حقوق الانسان فى مصر
معا لخدمة ورفعة حقوق الانسان فى مصر