21/6/2005
أخذتم قيادة البلاد يوم السبت 7/11/1987 و ذهبتم الى البقاع المقدسة و رأيناكم على شاشة التلفاز تعنقون قبر الرسول صلى الله عليه و سلم ففرحنا بكم و ظننا بكم خيرا .
و بدأ خيركم يوم الجمعة 4 أكتوبر 1991 على الساعة 23.30 ليلا حيث حصر بيتنا و نحن نيام و صعد فوقه عناصر من فرقة الارشاد فسمعت وقع الاقدام على سطح بيتي فخرجت حافيا لأتطلع الامر ثم وقع ضرب الباب بطريقة مما زرع الرعب في نفس أمي العجوز التي خرجت حينها الى بيت الراحة ثم قام احدهم بمناداتي باسمي وكانه يعرفني حق المعرفة
فاتجهت الى الباب و قمت بفتحه و هنا وقع ما وقع حيث قام احدهم بمساعدة اخرين بتقييدي واجباري على السير حيث انني كنت حينها حافي القدمين و طلبت منهم ان البس شيئا في ساقي لكنهم رفضوا و ساروا بي مشيا على الاقدام حيث كانت هنا قرابة الثمانية سيارات عادية فركب الجميع و جلس بجانبي على اليمين و على الشمال قعيد و بدات اللكمات ذلك ما كنت منه تحيد
و ساروا بي من الزاهرة منطقة الجديدة مرورا بمنوبة في اتجاه الجيارة السيجومي لياخذوا شخصا اخر فوجدوه في حالة سكر فتركوه و عادوا بي الى بوشوشة حيث عند الوصول قال احدهم يدعى منير شهر رمبو تعالوا لنكمل السهرية وفتح لي خزانة و قال لي يا شيخنا هاذه بما فيها من عصي على حسابك فانقذ نفسك و كانت العصي مدهونة الى نصفين نصف لونه احمر و النصف الاخر ابيض
و قال لي موعدنا الصبح اليس الصبح بقريب و اخذوني الى غرفة صغيرة جدا تحمل رقم 3 من مجموعة غرف و غلقوا الباب و انصرفوا و كانت حينها حالتي قد اصبحت يرثى لها حيث خداي انتفخا و اسقطت لي خمس اسنان منهم ثلاثة قد كنت ركبتهم عند الطبيب و اثنان اخرين الراكبين عليهم الاسنان الثلاثة و في صبيحة السبت 5 اكتوبر 1991 اخذوني الى غرفة التعذيب حالة الغرفة بها طاولتين و مجموعة عصي و على جدرانها اوساخ ودماء بشرية حيث انها تزرع الرعب في كل من يراها
و قال احدهم انزع ثيابك فحاولت الرفض فقاموا ثلاثة بنزع ثيابي بالقوة مع اللكمات ثم قيدوا لي اليدين وادخلوا بينها الركبتين و ادخلوا قضيبا من حديد في معاقلي و رفعوني على طاولتين بدا الجلد قرابة الساعتين و اعادوا الجلد مساء و يوم الاحد جاؤوا كالعادة و قال احدهم هذا اليوم يوم راحة و انت حرمتنا منها و لذلك سوف ننتقم منك و اجبروني على نزع ثيابي بالقوة و قال احدهم انت عوض ابينا و لماذا انت عاريا امامنا هذه ليست مشكلة نحن كلنا رجال و نحسب انفسنا في حمام و بدا الجلد انا اتوسل اليهم لكن لا شفقة و لا رحمة و ارجعوني بعدها الى الغرفة و انا امرد لا استطيع المشي على الاقدام .
يوم الاثنين 7 اكتوبر كان الكل اشد قسوة بحيث لو اطلعت علي لوليت مني فرارا و لملئت مني رعبا حيث كنت قد حملت على طاولتين و هم يجلدونني بعنف من التاسعة و النصف صباحا حتى قرابة الواحدة ظهرا حيث كسرت يدي اليمنى و بدات اتقيا بشدة فحملوني اثنين من القضبان الحديدي الى بيت الراحة و ملؤوا حوضا من الماء و تغير التعذيب من الجلد الى تغطيس الراس في الماء ثم ارجعوني الى غرفة الايقاف و بقيت فيها مدة ثلاثة ايام و انا اعاني الالام جراء يدي المكسورة ثم اخرجوني الى السجن الداخلي مع الحق العام الى يوم 15 اكتوبر اخذوني مساء الى امن الدولة .
يوم 16 اكتوبر بدا استجوابي في امن الدولة يتمثل في الاسئلة عن الدرجة الثقافية و عن اهلي اين يسكنون في كامل تراب الجمهورية و اتى يوم 17 اكتوبر و كان راحة لا استجواب و لا تعذيب .
يوم الجمعة 18 اكتوبر اخذو ني الى مستشفى قوات الامن الداخلي بالمرسى حيث وقع جبر يدي اليمنى بالجبس .
يوم 19 اكتوبر اخذوني للتعذيب فتعذر عليهم حملي على الطاولتين بسبب يدي المكسورة فتغير التنعذيب باللكمات على الوجه و امرهم اسمر اللون يضربني باداة ” المتراك ” على الظهر .
يوم 20 وقف امامي آمرهم و مزق الملف القديم الذي كتب في بوشوشة و قال هذا ليس بحث و بدا التعذيب كالعادة باللكمات و المتراك فقلت له يا اخي اكتب ما تريد و هات سامضي لك على ما تكتب فسكت و واصل الضرب الى 27 اكتوبر حيث وقع نقلي الى حاكم التحقيق العسكري ببوشوشة حيث تلي علي المحضر ففرحت و ظننت بانه سيطلق سراحي لكن وقع نقلي من حاكم التحقيق الى سجن 9 افريل
و في يوم 9 نوفمبر جاءني واحد من بوشوشة و اتى معه بملف و قال لي نحن نعرف باننا سنكون في يوم ما في مواجهة معكم على الاقل نؤخركم سنوات و بعد يعمل الله دليل و نحن راعينا ظروفك و ظروف عائلتك فامضي لي هنا فمضيت له دون ان اطلع على ما كتب في المحضر و بقيت في السجن الى صيف 9 افربل 1992 حيث تمت المحاكمة ( ب 8 سنوات و 3 اشهر ) قضيتها بين السجون الاتي ذكرها 9 افريل – المهدية – برج الرمي – صفاقس – بلاريجيا جندوبة – و اخيرا سليانةو منها اطلق سراحي يوم 6 نوفمبر 1999 عل الساعة الثانية ظهرا .
بعد الخروج اودعت امري لله و انصرفت ابحث عن عمل فتمكنت من عمل بشركة افريقيا الصناعية بمقرين و اشتغلت بها مدة 9 اشهر حيث قامت السلطة بابلاغ صاحب المؤسسة بامري فقام بطردي من المؤسسة فاتجهت الى رئاسة الجمهورية برسالة شكوى بتاريخ 16 ماي 2001 لكن دون رد .
دخلت في اضراب عن الطعام يوم 5 جوان الى حدود يوم 17 جوان 2001 حيث جاءني عمدة المنطقة الحبيب بالتيجاني مصحوبا بشخص اخر قال انه مبعوث خاص من الرئاسة فوعد بتمكيني من شغل و بطاقة علاج و انصرف لكن دون جدوى او رد .
و بتاريخ 04/04/2002 قمت بارسال شكوى عن طريق البريد الى رئاسة الجمهورية و قمت باخذ وصل .
و بتاريخ 22/04/2002 قمت بارسال شكوى الى رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي لكن كالعادة دون رد .
ودخلت في اضراب عن الطعام و كان ذلك يوم 11 و 12 فيفري 2005 و هنا تمت الوعود من طرف المعتمد و كانت وعود فارغة و قررت الدخول ثانية في اضراب عن الطعام و كان ذلك يوم 16 جوان و هواضراب مفتوح الى ان تستجيب السلطات او انني لم يعد لي رغبة في العيش فحياتي ليست لها قيمة ان كنت لم اجد الرحمة من بني وطني فمن سيرحمني فانا اب لخمسة اطفال و لي ام ارملة تبلغ من العمر 93 سنة و هي مريضة و ضريرة و ليس لي السبل كي اعالجها حين تمرض وكانت هي بدورها قد ارسلت الى رئاسة الجمهورية رسالة شكوى تطالب فيها ببطاقة علاج ومدها بمنحة الشيخوخة لكن دون جدوى مع المسؤولين و المعنيين بالامر و هنا نسخة من بطاقة تعريفها .
الامضاء
عبد السلام السميري
العنوان : الزاهرة طريق الجديدة ولاية منوبة 1124 تونس