24 أغسطس 2004

وجه رئيس نادي الأسير الفلسطيني عيسى قراقع وعضو الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى رسالة إلى قداسة البابا يوحنا بولس الثاني يناشد فيها التدخل لإنقاذ آلاف الأسرى المضربين عن الطعام والذين بدأت حياتهم في خطر حقيقي. وهذا نص الرسالة:
قداسة البابا يوحنا بولس الثاني حفظه الله ورعاه،،،،
أوجه لك رسالتي بعد أن عجزت التقارير والأخبار والحقائق القادمة من سجون الاحتلال ان تصير فعلاً وعملاً في ظل سيطرة القوة والاستعباد على الشعوب المستعمرة.

الكلمات القادمة من السجون هي كلمات من دم وهي شهقات ساخنة لبشر يعيشون تحت وطأة الذل والدوس على كرامة الإنسان على يد حكومة إسرائيلية تمارس الفاشية بحق الإنسان.

وعندما اوجه لك النداء للتدخل بصفتك الاب الروحي للعالم المسيحي، حارس السلام والمحبة والحرية على هذه الأرض فإنني اضع بين يدي قداستكم اكبر القضايا الإنسانية قدسية وإنسانية، وهي قضية الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال…وهي قضية الإنسانية جمعاء قبل ان تكون قضية خاصة بالفلسطينيين، قضية الحرية واحترام الإنسان ليعيش سيداً على أحلامه وأرضه وبين شعبه دون اضطهاد…

ان الكلمات كما قلت عاجزة عن وصف الحال الذي يمر به الأسرى بعد عشرة أيام من إضراب سلمي مفتوح عن الطعام…انهم لا يطلبون المستحيل بقدر ما يطلبون ما أقرته الشرائع الدينية والقانونية وما نصّ عليه الله في كل ديانات الشعوب، فالوضع الآن خطير…ونشم رائحة الموت أمام سياسة حكومية قررت قتل الأسرى بإهمال مطالبهم وشن إجراءات وممارسات قمعية ونفسية بحقهم…إن حكومة اسرائيل تتعامل مع أبنائنا وبناتنا كحيوانات بلا حقوق وبلا مشاعر ولا يمكن لعاقل على هذه الارض ان يتصور كيف يجبر الأسرى والأسيرات على التعري بالقوة والتعمد بالإهانة. ولا يتصور عاقل ان 2000 عائلة أسير فلسطيني منذ ثلاث سنوات لم تستطع ان تزور أبنائها تحت حجج واهية والتذرع بأسباب امنية…فأي سبب امني يمنع على سبيل المثال أم الأسير ناصر أبو سرور من زيارته وقد بلغت من العمر 80 عاماً.

لقد شهدت السنوات الأخيرة اكبر حملة من القمع واستخدام العنف غير المبرر بحق الأسرى من ضرب مبرح وتنكيل ورش بالغاز وعقابات في الزنازين وسرقة أموال الأسرى بفرض غرامات مالية عليهم ومصادرة حتى رسائلهم وحاجاتهم الشخصية. ولا زال اكثر من 800 أسير مريض يعيشون تحت رحمة أطباء إدارة السجون، يحتاجون للعلاج والدواء منهم الجرحى والمعاقين والمصابين بأمراض خطيرة.

إن التفاصيل القادمة من السجون يا سيادة البابا مخيفة ومفعمة بالألم والمرارة تخترق وتنتهك بشكل بشع كل ما أقرته مبادئ حقوق الإنسان وما وضعه القانون الدولي الإنساني من حقوق للشعوب المناضلة ضد الاحتلال..

قداسة البابا يوحنا بولس الثاني:
اكتب إليك رسالتي وحولي في خيمة الاعتصام أمهات وأطفال وزوجات واقارب الأسرى، يناشدونك أن لا يعود أبناؤهم من السجون جثثاً وفي أكفان…لا يملكون سوى الدعاء إلى الله أن يحميهم من عمليات قمع وإهمال لمطالبهم المشروعة والإنسانية والهادفة إلى سحق الإنسان الأسير.

فباسم عائلات الأسرى…باسم طفل يرفع صورة أبيه ينتظره كل يوم…نتمنى عليك بعد الصلاة والدعاء لحماية أسرانا من البطش والإرهاب الإسرائيلي أن تنجح مساعيك في ردع سياسة قتل الإنسان التي تنتهجها حكومة إسرائيل.

وتقبل كل الاحترام،،،

عيسى قراقع
فلسطين

نادي الأسير الفلسطيني