25/3/2009
ثلاثة طلبة صحراويين يتراوح سنهم بين 24 و 29 سنة أعتقلوا في فترات متقاطعة ، وتحديدا في 23 أبريل / نيسان و13 ديسمبر / كانون الأول 2008 على خلفية مواقفهم من قضية الصحراء الغربية ومشاركتهم في المظاهرات السلمية المطالبة بتقرير مصير الشعب الصحراوي، التي كثيرا ما تعرفها المواقع الجامعية على مدار طيلة السنوات الدراسية .
في 11 سبتمبر / أيلول 2008 أصدرت غرفة الجنايات قضاء الدرجة الأولى بمحكمة الإستئناف بمراكش / المغرب حكما جائرا على الطالب الصحراوي ” خليهن أبو الحسان ” مدته سنتان سجنا نافذا بعد أن وجهت له هيئة المحكمة سيلا من التهم ذات طابع جنائي تذهب إلى حدود محاولة القتل ، في حين وفي نفس الملف يبقى الطالبان الصحراويان ” إبراهيم برياز ” و ” علي سالم أبلاغ ” معتقلان احتياطيان في انتظار محاكمتهما بنفس الغرفة وبذات التهم بعد أن خضعا للتحقيق الإبتدائي والتفصيلي من طرف قاضي التحقيق بمحكمة الإستئناف بمراكش / المغرب .
إن المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان جد قلق على ظروف وملابسات اعتقال هؤلاء الطلبة ، الذين صرحوا تعرضهم للإعتداء والضرب المبرح ولسوء المعاملة من قبل عناصر الشرطة المغربية من جهة ومن موظفي إدارة السجن المحلي ( بولمهارز ) بمراكش / المغرب من جهة أخرى ، حيث يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ 12 فبراير / شباط 2009 احتجاجا على ظروفهم المزرية والمأساوية وعلى اعتقالهم التعسفي مطالبين بتوفير شروط المحاكمة العادلة مع التعامل معهم كمعتقلي رأي ، إضافة إلى السماح لهم بمتابعة دراستهم العليا كطلبة في السلك الثالث في الجامعات المغربية .
إن الطلبة المعتقلين الثلاثة يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام دون أن تعمد إدارة السجن المحلي والنيابة العامة وقاضي التحقيق ورئيس محكمة الإستئناف بمراكش / المغرب إلى فتح حوار معهم بعد أن اقتربت مدة إضرابهم عن الطعام 40 يوما ، وهو ما خلف إلى حدود الآن آثار نفسية وجسدية على المعتقلين ، الذين بات وزنهم ينقص وأعضاؤهم تصاب بالعياء غير قادرين على الحركة والتفكير دون أن يستفيدوا من العناية الطبية اللازمة ومن علاج العديد من الأمراض التي باتت تنخر أجسادهم وتسببت إلى حدود الآن في سقوط الطالبين الصحراويين ” إبراهيم برياز ” و ” علي سالم أبلاغ ” في حالة أغماء مرتين متتاليتين ، اكتفت الإدارة بنقلهما إلى المصحة بداخل السجن التي تفتقد إلى اللوازم والأطر الطبية المختصة .
وفي المقابل باتت عائلاتهم منشغلة بدرجة كبرى على أوضاعهم المقلقة بهذا السجن بسبب الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يخوضونه أمام لا مبالاة السلطات المغربية ، حيث خاضت هذه العائلات إضرابا إنذرايا عن الطعام لمدة 24 ساعة أمام منازلهم بكليميم / جنوب المغرب ، كما خاض أغلب المعتقلون السياسيون الصحراويون بالسجون المغربية إضربات إنذراية عن الطعام ، في وقت أطلقت مجموعة من المنظمات الحقوقية الصحراوية والدولية نداءات عاجلة تطالب بإنقاد حياة المضربين عن الطعام من الموت بعد أن ساءت أحوالهم الصحية والجسدية .
إن المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان يطالب الدولة المغربية:
ـ الدخول في حوار مع الطلبة المضربين عن الطعام للإستجابة الفورية لمطالبهم العادلة والمشروعة .
ـ منح الطلبة الصحراويين المضربين عن الطعام الحق في استكمال دراساتهم العليا المعمقة وفي العلاج الطبي والعناية المركزة أخذا بعين الإعتبار حالاتهم الصحية المتدهورة .
ـ توفير شروط المحاكمة العادلة لهم وفتح تحقيق في التهم الجنائية الموجهة ضدهم وفي سوء المعاملة التي تعرضوا لها أثناء الحراسة النظرية بمخافر الشرطة وبداخل السجن من طرف الموظفين بالسجن المحلي ( بولمهارز ) بمراكش / المغرب .
ـ وضع حد للإعتقال السياسي والأحكام الجائرة والتعذيب والملفات المفبركة والمطبوخة من قبل الأجهزة الإستخباراتية ضد الطلبة والمدنيين والمدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان والعمل على إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين من السجون المغربية .
المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان
CODESA
العيون / الصحراء الغربية: 25 مارس / آذار 2009