1 سبتمبر 2004
تلقى الأسرى الفلسطينيون خبر إقالة وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي تساحي هنغبي بعد فضيحة التعيينات السياسية في وزارة البيئة في إسرائيل التي تورط فيها بكل فرح وسرور.
وقال الأسير احمد كميل المحكوم بالسجن المؤبد والقابع في سجن عسقلان: “لقد سقط هذا المتطرف الذي تمنى الموت للأسرى”…إن لعنة الأسرى المضربين ولعنة عائلاتهم لاحقته حتى وقع في فساد عقليته المتطرفة والمتوحشة…
وكان هنغبي قد قال في بداية خوض الأسرى إضرابا مفتوحا عن الطعام:”ليضربوا حتى الموت” وأصدر تعليمات بعدم التفاوض معهم وشدد من إجراءاته القمعية نفسيا وجسديا على الأسرى خلال فترة الإضراب.
وأثارت تصريحاته المتطرفة ردود فعل كبيرة في أوساط مؤسسات حقوق الإنسان في العالم وفي إسرائيل واعتبرتها تشريعا بقتل الأسرى واستهتارا بكل القوانين الإنسانية والدولية.
ونظر الكتاب والمثقفون في إسرائيل إلى تصريحات هنغبي وسلوكه مع الأسرى خلال الإضراب مؤشرا على التدهور الأخلاقي والفساد السياسي في حكومة إسرائيل.
وكانت أمهات الأسرى وأطفالهم المعتصمين في خيام الاعتصام في كافة مراكز مدن الضفة الغربية والقطاع قد استقبلن تصريحات هنغبي بالاستنكار والقلق وانهالت الدعوات ضده والطالبة بمحاسبته.
وقد سقط هنغبي ولم يسقط الأسرى المستمرين في إضرابهم لليوم التاسع عشر على التوالي، تحطمت عقليته أمام جوع الأسرى وإرادتهم الصلبة لتنتصر إنسانيتهم أخيرا على مثل هذا الجنرال الذي انهار في اول امتحان له مع الأسرى الأبطال في السجون…
ان ما حدث لهنغبي هو دليل واضح على مشروعية مطالب الأسرى الإنسانية والتي حاول هنغبي تشويهها بإعطائها بعدًا امنياًً وسياسياً وكشف هذا الإضراب مدى التدهور السياسي والقانوني الذي تعيشه دولة إسرائيل في ظل حكومة حرب تتصرف كأنها فوق القانون الإنساني..
لقد سقط هنغبي وجاءت إدارة السجون الإسرائيلية بأعلى مسئوليها لتفاوض الأسرى حول مطالبهم وتستجيب للكثير منها.